ونحن على أبواب فصل الشتاء وأيام وتبدأ درجات الحرارة في الانخفاض ويسود جو البرودة والصقيع وهطول الأمطار على مصر المحروسة وأهلها الذين منهم الكثيرون من الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل والمحتاجين واليتامى، خاصة في ريف الوجه القبلي والبحري، وحتى في المناطق الشعبية بعواصم المحافظات مثل القاهرة والإسكندرية، سوف يتعرضون إلى لدغة البرد القارس وليس لديهم ما يكفي من أغطية وبطاطين لحماية أبدانهم أو أبدان أولادهم، خاصة الأطفال من برودة الجو ولسعة الصقيع، وفي المقابل هناك من ينعم بـ حرارة التكييف والأغطية ذات الوبر الكثيف ولا يشعر ولا يحس بما يتألم به هؤلاء الفقراء والمحتاجون من قسوة الجو وشدة العوز.
ولذا يجب على القادرين وأهل الخير وعلى من يسر الله عليه من فضله أن ينظر إلى هؤلاء المحتاجين والفقراء والأسر محدودة الدخل نظرة حانية لوجه الله بأن يمد يد العون لهم ويساعدهم ويوفر لهم الأغطية والبطاطين والأغذية كل حسب استطاعته وقدرته، ولا يتركهم فريسة لمعاناة برودة الشتاء، خاصة أن هناك منهم من يقيم هو وأسرته في حجرة سقفها من قش الأرز والخشب لا تمنع عنهم مياه الأمطار وعليهم أن يتذكروا حديث رسول الله صل الله عليه وسلم (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).
ويجب أيضا على رجال الأعمال والكثير منهم بخير وغيرهم من الطبقات التي تغالي في مصاريف رفاهية أبنائها ولديها السيارات الفارهة وتجوب كل بلاد العالم في رحلات ترفيهية، أن تقتطع جزءا ولو بسيط من مصروفاتها وتوجهها إلى أعمال الخير سنويا لمساعدة هؤلاء المحتاجين، ويجب أيضا على الفنانين القادرين أن يفعلوا ذلك ويتسابقوا في الأجر والثواب ورضا الله بدلا من السباق فيما لا يرضي الله، وأن يكونوا “نمبر وان” في أعمال الخير والقدوة الحسنة بدلا من “نمبر وان” في الفتنة والخلاعة والقدوة السيئة وهدم قيم المجتمع وعليهم أن يتذكروا قبل حلول الأجل قول الله تعالى: (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ).
والحقيقة هناك الكثيرون من رجال الأعمال والمؤسسات الذين ألف الله قلوبهم على أعمال الخير لأنهم يتاجرون مع الله ويتبعون حديث رسول الله (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ).