يوم بعد يوم تطالعنا على شبكات التواصل الاجتماعي أخبار وفيديوهات ما أنزل بها من سلطان ومبتذلة، ومنها ما يمس الفضيلة ويضرب قيم المجتمع، ومنها ما يكشف عورات الناس ويخوض في الأعراض، ومنها ما يحاول التطاول على الدين الإسلامي ورسوله الكريم “صلى الله عليه وسلم” في فيديوهات رخيصة ووضيعة، وكل ذلك سواء بهدف الشهرة أو التربح، أو لديه أجندة خبيثة بهدف تحطيم قيم الوطن أو إهالة التراب على الإنجازات التي تحققت، أو ضرب الوحدة الوطنية، أو الهجوم على الدين لذبذبة العقيدة لدى الناس.
وللأسف الشديد هناك الكثير والكثير جدًا من الناس يساعدون على انتشار هذه القاذورات من الأخبار والفيديوهات السخيفة والدنيئة بحسن نية وبدون عمد؛ من خلال ترديدها للرد عليها؛ مما يجعلها تحقق المراد لأصحابها بانتشارها أكثر وأكثر، وكان الأولى تجاهلها، وعدم الاكتراث بها ولا يضيعون الوقت ويبددون الجهود في الرد عليها، ولقد صدق من قال:
لو كل كلبٍ عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخر مثقالاً بدينار، ويتذكرون قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إن لله عبادًا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحق بذكره، وعليهم أيضًا أن يأخذوا بقوله “أميتوا الباطل بالسكوت عنه”.
وعلى الجميع أن يعي أن هناك شريحة في المجتمع – ومن خارجه – لديها هوس الظهور واكتساح المشاهدات؛ باستخدام وسائل رخيصة للشهرة حتى يصبحوا كما يقولون “ترند” على حساب أي شيء، وكل شيء حتى شرفهم وعرضهم والعياذ بالله بأن يبثوا محتوى رديئًا مشبعًا بألفاظ خارجة ومناظر خليعة، ضاربين بالأخلاق والمروءة والقيم عرض الحائط، ليصبحوا حديث المجالس، وجني الأموال الحرام من إدارة هذه الشبكات العنكبوتية، ومنهم من لديه نوايا خبيثة وأجندة مخابراتية تآمرية كل هدفها تقويض الوطن وزعزعة استقراره، وبث الإحباط واليأس وتثبيط الهمم وكسر العزيمة في النفوس.
ولذا علينا جميعًا ألا نلتفت إلى مثل هذه المواخير التي تبث على شبكات التواصل الاجتماعي، ولا نحول أنظارنا إليها ولا نقف عندها ونتجاهلها، كأننا لم نر شيئًا ولم نسمع فحيحها حتى لا نتأثر بسمومها، وبذلك سوف يخمد فتيلها وتندثر وتموت في محلها وكأن شيئًا لم يكن.
mahmoud.diab@egyptpress.org