تعد البيئة هي المكان الذي يعيش فيه الأنسان وتأثير الإنسان على البيئة يكون واضحًا جدًا في التغيرات التي تطرأ على المحيط الذي يسكن به الإنسان والظروف المناخية بكل ما تشمله.
أن الإنسان والبيئة كلاهما يتأثر بالأخر بشكل ملحوظ فكل فعل يقوم به الإنسان لصالح البيئة يعود بالنفع على الإنسان والعكس صحيح فإن التأثيرات السلبية تعود بالضررعلى الإنسان وحياته ومعيشته. حيث نجد أن تأثير الإنسان على البيئة يكون واضح بشدة في العديد من مجالات الحياة حيث نلاحظ أن التعامل بسلبية مع البيئة المحيطة من خلال التلوث بمختلف أنواعه يؤثر على التغير المناخي من تغير في درجات الحرارة وكذلك حدوث اختلاف في معدلات سقوط الأمطار.
وحيث أن الإنسان يعتبرجزء لا يتجزأ من النظام البيئي الذي يحيط به وبالتالي فإن كل نشاط وفعل يؤديه الإنسان لا بد أن يكون على دراية كافية بعاقبة ذلك الفعل وبخاصة الأنشطة السلبية والتي تؤدي لخلل في المنظومة البيئية والنظام البيولوجي للكائنات الحية.
والصيد الجائر هو عبارة عن نشاط يؤدي إلى انخفاض خطير في أعداد الأنواع أو إلحاق الضرر بالحياة البرية، ويتم تعريفه على أنه المطاردة التي لا هوادة فيها للحيوانات البرية لقتلها أو القبض عليها لتحقيق مكاسب اقتصادية أو شخصية أو من أجل الطعام. في أجزاء عديدة من العالم يستمر الناس في الاعتماد على الحياة البرية لتلبية العديد من الاحتياجات، وذلك من خلال قتل أو أسر أو اصطياد حيوانات أكثر، مما يمكن لسكانهم توفيره، مما يساهم في الإفراط في الصيد.كما أن الصيد الجائر سواءً للكائنات البحرية أو الحيوانات أو الطيور أدي لحدوث اختفاء قصري للعديد من الأنواع البيولوجية والتى تلعب دوراً حيوياً فى التوازن البيئى التي كانت موجودة على الأرض منذ ألاف السنين وهذا بدوره سبب في حدوث تدهور في المنظومة البيئية والتي أثرت بالسلب على الإنسان فيما بعد.
ويؤثر الصيد الجائر عموما على المنظومة البيئية كاملة فى مصر, حيث يحدث بها الصيد، في ساحل البحر الأبيض المتوسط و ساحل البحر الأحمر أيضا، وبأعداد غير معقولة من الطيور، وأنا كخبير طيور وحياة برية أستطيع التأكيد أن أعداد الطيور المهاجرة قلت عن السابق وهذا تم تحديده مع الرصد البيئى السنوى ومع الوقت سيسبب كارثة بيئية، وللأسف لم ننظر إلى ذلك، فلابد من نشر الوعي الكافي للحفاظ على الطيور ومنع الصيد الجائر وتنظيم الصيد السياحى من خلال تحديد أتواع الطيور واعدادها المسموح بصيدها وتطبيق القانون بصرامة على المخالفين.
أسباب الصيد الجائر؟ ترجع اسباب الصيد الجائر إلى العديد من الأسباب مثل:
الصيد الجائر البري: هو الصيد المفرط للحيوانات البرية لعدّة أغراض، من ضمنها: تجارة الحيوانات الأليفة والتى يتمّ صيد وجمع بعض الحيوانات البرية لبيعها كحيوانات أليفة او تهريبها، الأمر الذي يعرّض الكثير منها للخطر. كذلك استخدام أجزاء من أجسام الحيوانات في الطب الشعبي لإعتقاد بعض المجتمعات الخاطئ أنّ استخدام أجزاء من أجسام بعض الحيوانات البريّة مثل آكل النمل الحرشفي يمكن أن يعالج بعض الأمراض، كما يتمّ صيد وحيد القرن لاستخدام قرنه في تصنيع الأدوية، والدب للحصول على مرارته لتحضير العلاجات العشبية الصينية، ونمرالببر للحصول على عيونه وعظامه وأعضائه الداخلية لاستخدامها في الطب التقليدي.كذلك الحصول على مصدر للطعام إذ يُعدّ لحم القرود، والأفاعي، وبعض حيوانات الأدغال الأخرى من الأطعمة المرغوبة في عدد من الدول الإفريقية. صناعة الحليّ والديكورات: يتمّ صيد الفيلة الإفريقية على سبيل المثال للحصول على العاج لصنع الحلي. اما الصيد الجائر البحري فهو صيد الحيوانات والكائنات البحرية بشكل مفرط، مثل: صيد السلاحف البحرية بشكل عرضي أو متعمّد، وذلك بهدف التجارة، بالرغم من أنّها من الأنواع المهدّدة بالانقراض والمحظور صيدها. صيد أسماك القرش للحصول على الزعانف. صيد الحيتان المتعمّد في بعض البلدان، إلى جانب صيد الحيتان، والدلافين، وخنازير البحر بشكل عرضي، إذ تعلق هذه الحيوانات في شباك صيد الأسماك أحياناً. تدمير الشعاب المرجانيّة نتيجة الصيد غير القانوني باستخدام الديناميت، وفقدان جزء منها بسبب الصيد الجائر للأسماك المرجانية. الصيد غير القانوني لسمك التونة أزرق الزعنفة، وهي أسماك لا تصل لمرحلة النضج الجنسي إلّا عند بلوغها عمر 8-12 عاماً، ولا تتكاثر إلّا مرّة واحدة في العام، ممّا يجعلها مهدّدة بشكل كبير بسبب الصيد الجائر.
ومن أثار الصيد الجائر المدمّرة على البيئة، تناقص أعداد بعض أنواع مختلفة من الحيوانات البرية والبحرية، وتعرّضها لخطر الانقراض، ومن الأمثلة على ذلك الفيل الإفريقي، ووحيد القرن والحيتان. مع تفشّي الأمراض الحيوانية بين البشر، مثل مرض السارس والإيبولا والكوفيد 19. ، إذ يؤدّي الصيد الجائر إلى اختلال توازن النظام البيئي نتيجة انخفاض أعداد الحيوانات المفترسة التي تساعد على إبقاء أعداد الفرائس ضمن الحدّ الطبيعي، ممّا يعني زيادة أعداد الفرائس بشكل كبير، وبالتالي زيادة استهلاك النباتات (المنتجات)، أي امتداد التأثير السلبي على كامل السلسلة الغذائية، وتأخّر نموّ النظام البيئي. مع تراجع السياحة البيئية بسبب الصيد الجائر، علماً بأنّ اقتصاد العديد من الدول النامية يعتمد عليها، إذ يؤدّي نقص أعداد الحيوانات إلى تراجع الإقبال على هذا النوع من السياحة.
ماهى طرق الحدّ من الصيد الجائر دوليا
نظراً لخطور الصيد الجائر والتجارة غير الشرعية بالحياة البرية، فقد قرّرت عدّة منظمات دولية التعاون فيما بينها للحدّ من هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها، ومن هذه المنظّمات الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، وشبكة مراقبة تجارة الحياة البرية، وذلك إل جانب جهود الحكومات والمجتمعات المحلية، وفيما يأتي بعض من هذه الحلول:
-تقديم الدعم والمساعدة للمجتمعات المحتاجة لتلبية متطلّباتهم، وتعزيز طرق صيد بديلة أكثر استدامة للاستفادة من الحياة البرية المحلية.
-تشجيع المستهلكين والمورّدين على شراء وإنتاج منتجات الحياة البرية المستدامة فقط، والمعتمدة من قبل مجلس الإشراف البحري (MSC)، ومجلس رعاية الغابات (FSC).
-دفع الحكومات لفرض قوانين صارمة لحماية الأنواع المهدّدة بالانقراض، والحدّ من الطلب على منتجات هذه الأنواع.
-تجهيز وتدريب حرّاس الحياة البرية؛ ليتمكّنوا من مواجهة المخاطر.
أما فيما يتعلق بمسئوليات وزارة الدولة لشئون البيئة / جهاز شـئون البيئـة فى مصر و تعليمات قانون تنظيم الصيد في مصرتتلخص فى الأتى:
أ. إصـدار التعليمـات السـنوية بأنواع الطيور المسموح بصيدها وأعـدادها والأماكـن المسـموح الصيـد فيها حسب ما يطرأ من متغيرات بيئية .
- يحظر الصيد بكافـة أنواعه داخل نطاق المحميات الطبيعية.
- يحظر صيد الطيور المائية على الشواطئ الساحلية لنهر النيل أو البرك الخاصة التابعة للجهات الحكومية أو الأهالي ونهر النيل إلا بعد الحصول على تصريح من جهاز شئون البيئة
- عدم صيد كافة الحيوانات البرية الموجودة فى البيئة المصرية لأنها تحت الحماية ومهددة بخطر الانقراض .
- يعاقب كل من خالف أحكام القانون 102 لسـنة 1983 فى شـأن المحميات الطبيعيـة بغرامـة لا تقل عن 500 جنيهاً ولا تزيد على 5000 جنيهاً وبالحبـس مدة لا تزيد على سـنه أو بإحـدى هاتيـن العقوبتيـن.
وفى الختام إن الصيد الجائرأو الأستغلال المفرط للموارد الطبيعية، حيث إنها جريمة ويجب وقفها دون مزيد من التأخير على الإطلاق، كما أنه ليس مجرد تهديد لبقاء الحياة البرية، ولكنه أيضًا تهديد لبقاء الحياة ككل على هذا الكوكب
كاتب المقال -مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية- اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير التغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية