لم أجد ابلغ في الرد على الحملة العقيمة غير المفهومة على نجم نجوم العالم محمد صلاح الا رد عمدتي مدينتي لندن وليفربول على حالة موصلاح ومافعله في المجتمع الانجليزي والغربي بشكل فاق كثيرا جهود مؤسسات ومؤسسات.
صادق خان وهو أول عمدة مسلم للندن يقول:ان ما فعله صلاح لا يستطيع أي سياسي فعله خاصة في تثقيف الناس حول الاسلاموفبيا ويشير في تدوينة له على تويتر الى انه رغم فوزه الكبير وحصوله على عدد أصوات قياسي في انتخابات 2016 و2021 لم يفعل ما فعل صلاح.
عمدة ليفربول ستيفين روثيرام والقيادى في حزب العمال صرح للـ «بى بى سى» بان صلاح نجح فى كسر حواجز الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) وان هذا صار واضحاً فى السلوك العام فى المدينة وليس فقط فى الغناء الجماعى له فى المدرجات.قال:ما حققه صلاح إنجاز ضخم لأنه نتيجة أداء شخص واحد.
الحملة العبيطة على صلاح بعد السؤال الاخرق عن الخمر تكشف الى اي حد اننا لم نستوعب بعد ظاهرة محمد صلاح او حالة صلاح و الزلزال الذي احدثه كرويا واخلاقيا واننا لم ننتبه الى الشموع المضيئة حقيقة وما نملكه من قوى طبيعية ساقها القدر كنماذج ورسائل وسط اجواء مضطربة حينا وحالكة احيانا.
المجتمع الغربي كان اكثر ذكاء وانتبه لحالة صلاح مع الاشعاعات الاولى لحركته في اوروبا بعد وصوله ليفربول وحالة التعلق به والجماهيرية الكبيرة التى اكتسبها.فاخضع حالة صلاح وتاثيراتها في المجتمع الكروي وخارجه للدراسة العلمية الدقيقة ومعروف عن الجمهور البريطاني شديد التطرف والعنف وتخشاه كل الدول الاوروبية ومشجعيها وبعيدا عن الكرة شديد الحساسية للاسلام والمسلمين تتصاعد فيه موجات الاسلاموفوبيا وتتنامى عمليات التخويف من الاسلام والمسلمين لاسباب كثيرة منها ماهو سياسي داخلي او لاهداف ايدولوجية زادت حدتها بصورة مرضية بعد تصاعد اليمين المتطرف في انحاء اوروبا وبعد ان اصبحت الاسلاموفوبيا ورقة انتخابية حساسة ومؤثرة في بعض الاوساط.
لذلك سارعت جامعات كبيرة في بريطانيا وامريكا مثل كامبريدج وجورج تاون وستانفورد ومعهد سياسة الهجرة” البريطاني ومراكز ابحاث ومعاهد قياسات الرأي العام الى دراسة حالة صلاح ومدى تاثيرها والنتائج التى حققتها خاصة فيما يتعلق بالحد من الكراهية والاسلاموفوبيا ونشرت النتائج على نطاق واسع في الاعلام الغربي وكان لها صداها ووقعها على الناس في كل مكان.
تجمع الدراسات على التاثير الايجابي الذي احدثه صلاح على صعيد الحد من الكراهية بنسب كبيرة جدا وصلت الى 20% و50% في مناطق عديدة وانه نجح في تغيير سلوك المشجعين الانجليز وطريقة هتافاتهم بعيدا عن العنصرية المعروفة عنهم وبداوا يغنون لصلاح ويقلدونه حتى في سجوده للصلاة وهو امر عقيدي.
كشفت دراسة أجراها “معهد سياسة الهجرة” البريطاني أن لاعب ليفربول النجم المصري محمد صلاح كان له أثر في تراجع “الإسلاموفوبيا” وجرائم الكراهية في مقاطعة ميرسيسايد معقل فريق ليفربول شمال غربي إنجلترا.الدارسة بعنوان”هل يمكن أن تساهم الشهرة في الحد من الأحكام المسبقة؟.أثر محمد صلاح على المواقف والسلوكيات المعادية للإسلام”.تم رصدت 936 جريمة كراهية على مستوى مقاطعة ميرسيسايد و15 مليون تغريدة لمشجعي كرة القدم في المملكة المتحدة ودراسة استقصائية شملت 8060 من مشجعي ليفربول.ووجدت أن صلاح كان له دور في تقليل جرائم الكراهية في ميرسيسايد بنسبة 18.9%.
ووفق النتائج كان لافتاً أن انتقال صلاح إلى ليفربول عام 2017م لم يؤثر فقط إيجاباً على أداء النادي الذي فاز بدوري أبطال أوروبا بل ترك أثراً إيجابياً على المنطقة التي انتقل إليها بأكملها وانخفضت التغريدات المعادية للمسلمين إلى النصف من 7.2% إلى 3.4%.وأرجع القائمون النتائج لزيادة معرفة البريطانيين بالإسلام بعدما قدم صلاح صورة إيجابية عنه.
الدراسة التى أجرتها جامعة “ستانفورد” بولاية “كاليفورنيا” الأمريكية كشفت أن تغريدات جماهير ليفربول عبر “تويتر” التى كانت تحمل معانى الكراهية ضد المسلمين انخفضت إلى 3% عكس مدن إنجليزية أخرى بسبب محمد صلاح.
صحيفة الواشنطن بوست الأميركية سجلت التغير الذي حدث على هتافات مشجعي ليفربول وأن نبرة الجمهور الذي يوصف بأنه «الأكثر عنصرية» في كرة القدم قد تغيرت بعد وصول اللاعب المصري محمد صلاح..وتقول الصحيفة إن صلاح معروف بأنه متدين ويسجد شكراً كلما سجل هدفاً وهذا ما جعل غناء الجمهور الإنكليزي له بهذه الطريقة.
وتقول الصحيفة إن المفارقة هي أن الجمهور البريطاني من أسوأ الجماهير سلوكاً وذلك بحسب ما تقول منظمة «كرة قدم بلا عنصرية» ومقرها بريطانيا.تقول المنظمة: جاء صلاح ليغير طريقة هتاف الجمهور.ونقلت عن المدير التنفيذي للمنظمة بيارا بور القول:لأول مرة أرى شيئاً مثل هذا التصرف الذي يتصف بالإيجابية في ما يخص ديانة أحد اللاعبين»«الفوز يجعلنا نشعر بإيجابية وصلاح لاعب جيد ومشجعوه أكثر تقبلاً لدينه وخلفيته العرقية».
ونشرت الواشنطن بوست فيديو يهتف فيه المشجعون:«محمد صلاح يسجل لي وسيسجل لك إذا سجل المزيد فسأصبح مسلماً قريباً».
النتائج المشجعة والمفرحة ايضا لهذه الدراسات العلمية الجادة تكشف وتؤكد بوضوح ان حالة من الصلاح تتلبس صلاح هذا النجم العالمي الموهوب وهي حالة لم يستطع كثير من العرب والمصريين ايضا استيعابها للاسف الشديد.
السؤال الذي يتبادر الى الاذهان هو ما الذي فعله ويفعله صلاح وجعلته يسجل اهدافا قوية ومباغتة في مرمى الاسلاموفوبيا وهي اشد خطورة وتأثيرا من اهداف الملاعب او في الانفيلد على وجه الخصوص؟.
الجواب : ما فعله صلاح بساطة انه وضع المواطن الغربي امام صورة حقيقية لمسلم طبيعي ليست لعالم دين ولا فقيه صورة فرضت نفسها وحازت القبول بسرعة فائقة لما فيها من مخزون للصدق والبراءة والعفوية كامنة بداخلها وما تحدثه من اشعاعات وفيوضات على العارفين وغيرالعارفين.وهي صورة من لحم ودم حقيقي مغايرة تماما للصورة المزيفة التى يصدرها الاعلام الغربي واجهزة اخرى مشاركة ومتورطة في صناعة الاسلاموفوبيا. فارق شعر به المواطن الغربي بسرعة وتفاعل معها بايجابية وكان لها فعل السحر على سلوكه العام والخاص فلم يكن غريبا ان تنخفض معدلات الكراهية ويتحسن السلوك العدواني والهمجي.
لعل اهم مميزات حالة صلاح الاصلاحية انها حالة فردية عفوية حالة اسلامية طبيعية غير مصنوعة ولا متكلفة حالة حرة بدون وصاية وغير خاضعة لاي جهة ولا منتمية لاي تيار مهما كان شكله او لونه حالة غير قابلة للتصنيف وهذا الاستقلال والتفرد منحها قوة وقبولا بلا حدود.
حالة تدين طبيعي اجبرت الاخر ان يحترمه ويقدره ويحسب له حسابه ابتداء من المدرب الالماني وحتى الطفل الصغير في المدرجات اوالمنزل وحتى الجمهور العادي في الاحياء السكنية.
بالطبع اضافة الى المميزات الاخرى الشخصية التى يتمتع بها مو
من بساطة وتواضع وحب للناس والتفاعل الايجابي معهم والاقتراب المعنوي والمادي ايضا منهم وهو ما اكسبه بالفعل احتراما فوق العادة.
صلاح حالة ملهمة لابد من التعلم منها والافادة من القوة الحيوية التى تمنحها للجميع في كل مكان حالة نحتضنها ونشجعها لانهدمها ونحاربها حتى ولو بحسن نية ممن يحسبون انهم يحسنون صنعا.
ترى كم من صلاح نحتاج في عالم اليوم؟!
والله المستعان..
Megahedkh@hotmail.com