خلال فعاليات دورة “تصحيح المفاهيم” بمنظمة “خريجي الأزهر”
كتب محمد فريد الزاوي
قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق – المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر: إن الجماعات المتطرفة طرحت مفهوم “الحاكمية” بفهم مغلوط، لاستخدام الدين من أجل الوصول إلى السلطة والحكم، ونقل الصراع السياسي إلى صراع ديني يسمح بتزييف وعي الأمة، وتخديرها للوصول إلى سدة الحكم.
جاء ذلك خلال محاضرة “مفهوم الحاكمية .. عرض ونقد”، ضمن فعاليات دورة “تصحيح المفاهيم”، والتي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمقرها الرئيس بالقاهرة، لعدد من الطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات.
وأكد الهدهد، أنه بالنظر إلى منهج جماعات التطرف نجدهم يتبعون مسلكا في فهمهم لكتاب الله يخالف مناهج أهل العلم، فدائما ما يقومون “بقطع النصوص من سياقها” أو “الحكم بالخاص على العام” أو “بتنزيل المقيد منزلة المطلق، والخاص مكان العام”، وسلخ الآيات من سياقاتها، وتصدير الأحكام باعتبار المتبادر للذهن، لا بمراعاة السياق، من خلال السابق واللاحق للنص.
وأوضح المستشار العلمي للمنظمة، أن منهج هذه الجماعات قائم على احتكار الحق المطلق لأنفسهم، فلا يعتبرون إلا بأقوالهم، وآرائهم التي تخدم مصالحهم وتوجهاتهم التي قامت على حب السيادة والزعامة، مشير إلى أن هذا المنهج والمسلك إنما يخالف ما أجمع عليه فقهاء الأمة منذ عصور السلف الأولى، عندما وضعوا الأحكام الشرعية على مبدأ قياسي وجماعي مع مراعاة المصالح المرسلة للعباد.
وفي الختام، دعا رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إلى ضرورة التمسك بالمنهج الإسلامي المعتدل، و الرد على هؤلاء المتشددين ردا علميا سليما، يوضح الحقائق، مؤكدا ان هذا لا يتأتى إلا بالفهم الصحيح للنصوص الشرعية وبيان مصادرها وكيفية فهمها فهما صحيحا، محذراً من خطورة هذه الأفكار الضالة التي تريد هدم المجتمعات وتفتيت الأوطان.