الان انكشفت السوءات..الحقائق عارية.. أمام فوهات النار المفتوحة والعقول الشاردة والقلوب المرتجفة والأيدي المرتعشة والشعوب الحائرة والضمائر القلقة والذئاب المتربصة وصوت العقل غائب وتجارب هتلر وصدام حسين بكل الاعيبها ومآسيها حاضرة وربما تتكرر.
تطورات الحرب الروسية الغربية تؤكد ان عالما جديدا يتشكل وان العالم القديم وقواه التقليدية على شفا جرف هار. التهديدات المتبادلة والتصعيد المستمر والتلويح بالأسلحة النووية وصواريخ يوم القيامة الذرية ودخول أطراف في الصراع كانت محايدة تشير الى اننا امام عالم قد فقد عقله بالفعل وتلوح في الافق اشباح بيرل هاربور جديدة وهيروشيما وناجازاكي اخرى الامر هذه المرة أخطر لان الاسلحة المستخدمة تحمل رؤوسا نووية تضرب منشات نووية ايضا او قريبا منها.
الان انكشفت السوءات..الحقائق عارية.. أمام فوهات النار المفتوحة والعقول الشاردة والقلوب المرتجفة والأيدي المرتعشة والشعوب الحائرة والضمائر القلقة والذئاب المتربصة وصوت العقل غائب وتجارب هتلر وصدام حسين بكل الاعيبها ومآسيها حاضرة وربما تتكرر.
امام الغرورالفظيع بالقوة والرغبة في فرض الاحلام المعلنة باعادة اقامة امبراطوريات درست وعروش انهدمت وجيوش تفككت..
القوى الكبرى الان تنتقل من مرحلة صناعة الارهاب ورعايته الى مرحلة اخطر لتاكل نفسها تتجه نحو حرب كونية جديدة سيدفع الجميع ثمنها باهظا حتى من يدعي انه لا ناقة له فيها ولا جمل.
صدمة الحرب وذرائع الامن القومي والمصالح الامبريالية شطرت العالم الى ثلاثة اقسام:
شطر يده على الزناد ويضرب في المليان بكل جرأة غير عابئ باي رد فعل.
وشطر يلعب من وراء ستار يحرك العرائس ويسكب الزيت على النار ويدفع الى التصعيد .
وشطر يضع يده على قلبه يترقب ويتوجس من مصير اسود لا محالة سيصيبه على اي صعيد وقد يصل الامر الى حالة من الرعب .
من اخطر تداعيات ما يجري تلك الفتنة التى تدع الحليم حيرانا
فقد وضعت اطرافا كثيرة في حالة قلق وارتباك غير قادرة على اتخاذ موقف وعلى اي قاعدة يكون فكل القواعد انهارت والكل يتلاعب بها ويوظفها او يعترف بها فقط لتلبية مصالحه ويضرب بها عرض الحائط عندما تقف حائلا او عقبة امام الطموحات والاحلام حتى ولو كانت غير مشروعة.
القانون العوبة كبرى والمؤسسات الدولية دمى يتم تحريكا كما يريد الكبار ومن لهم حق الفيتو اللعين.
القاعدة الانسانية لم تعد حاكمة وغير صالحة للتطبيق بفعل التجارب المريرة على الارض وما تعرضت له كثير من الحالات والتجارب وسقوط كثير من الحكومات في فخ العنصرية البغيض
قضية اللاجئيين تتصدر وهي كاشفة واسقطت ما تبقى من اوراق توت عن انسانية الغرب المزعومة وقيمه اللاإنسانية.
مما يزيد الطين بلة الاعتراف والتصريح بمواقف فاضحة لرفض قبول لاجيئ الحرب من مناطق بعينها والترحيب بلاجئي الحرب الروسية باعتبارهم صنف اخر ومختلف عن اللاجئين القادمين من الشرق رغم انهم هربوا من ويلات الحروب التى تديرها القوى الغربية باحترافية عالية لتدمير الشعوب وخلق مناطق فراغ استراتيجى لصالح مشاريع استعمارية او صهيونية كبرى وليذهب السلام وشعاراته الى الجحيم.تتوقع مصادر غربية وامريكية ان يصل عدد اللاجئين من جراء الحرب الروسية الغربية الى اكثر من خمسة ملايين لاجئ وقد يزيد العدد بصورة كبيرة اذا امتدت الحرب الى مناطق اخرى.
من اللافت في تداعيات المواجهة الحربية حالات الاستدعاء الحزين والمحبط للمواقف الخاصة بالطرفين المتصارعين وما فعلوه واثار فئوسهم في الرؤوس والتى لايزال بعضها ينزف وكذلك ما حل بمنطقتنا على وجه التحديد وشرق اسيا من خراب وتدمير ومن انتكاسات على المستويات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .وزادت حدتها وقسوتها وآلامها مع حالات المغازلة الصادرة لاستقطاب الاطراف المختلفة ووصولها الى خطوط التماس مع القضايا الحساسة الوطنية والدينية والاحاديث عن قوى الاحتلال وجرائمها واغتصاب الاراضي بالقوة كلما ارتفعت درجة وقوة التلاسن بين المتصارعين.
من المدهش ان موقف الافراد في حيرة وارتباك أكثر من المواقف السياسية للحكومات حتى بين القائلين لاشرقية ولاغربية وكلهم ملعونون لا يعرفون الا مصالحهم ونحن ندفع الثمن في كل الاحوال كل يمارس علينا لعبة الخداع والمكر لينفذ الى اغراضه بالحق وبالباطل سواء بألسنة الحمقى اوعلى ظهور المغفلين.
آلمنى بشدة التعليقات شديدة العنصرية والتعالي بان اوكرانيا ليست العراق اواي دولة عربية وليست افغانستان!
من ذلك ما قاله تشارلي داجاتا مراسل شبكة CBS الامريكية”لا تتوقع أن ترى في أوكرانيا نوع الصراع العسكري الذي ابتُلي به الشرق الأوسط.هذا ليس مكانًا مثل العراق أوأفغانستان حيث يدور صراع محتدم منذ عقود هذه مدينة حضارية وأوربية نسبيًا.”
وفي تصريحات عنصرية أخرى قارنت مراسلة NBCكيلي سوبيلا لاجئي أوكرانيا باللاجئين السوريين:” ليسوا لاجئين عراقيين أو سوريين هؤلاء لاجئين من الجارة أوكرانيا وهذا بصراحة سبب استقبالهم في بولندا هم مسيحيون وبيض ويشبهون سكان بولندا بشكل كبير.”!
ايضا الخطاب المعكوس في الحالة الاوكرانية بالمقارنة مع الحقوق العربية في فلسطين وسوريا والعراق وافغانستان فالاوكران لهم حق الدفاع ومقاومة الاحتلال الروسي ويجب التطوع من كل مكان لازالته الامر الذي كان ومازالوا يصفون فيه هذا الحق للعرب والمسلمين بانه ارهاب وفعل مجرم يحاكم مرتكبه ويعدم وتهدم المنازل وتشرد الاسر ويقبع الجميع في المعتقلات.
وإذا كانوا يقولون انه من رحم المعاناة يولد الامل فان الفرصة الان سانحة وبقوة للدول العربية والاسلامية لمراجعة مواقفها واعادة ترتيب اوراقها ونفض ركام سنوات القطيعة والتشرذم لمواجهة الذئاب المسعورة وحماية حقوقنا والدفاع عن وجودنا وهويتنا.. الامر لم يعد يحتمل اي تأخير او تلكع فقد كشفت كل الاطراف عن ساقيها واظهرت حقيقة مواقفها وسياساتها تجاه العرب والمسلمين وبرزت للعيان حقيقة مايضمره كل طرف والطريقة التى يتعاملون بها مع مشكلاتنا وكيف يصنعوها ويعقدوها ويتعايشون عليها ويتربحون من الامنا ويتاجرون بجراحنا بعيدا عن اي انسانية مزعومة.
من هنا تأتي اهمية الدعوة التى بادرت اليها مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية “للتباحث حول التطورات الجارية في أوكرانيا”وفق نص بيان وزارة الخارجية.
انها خطوة في الاتجاه الصحيح ولقاء عربي مهم ومطلوب له اهميته ودلالاته خاصة وان الدول العربية لم تبد موقفا واضحا تعليقا على الحرب الروسية الغربية وغزو أوكرانيا.
الاجتماع يتجاوز بكثير اي بيان رسمي يعبر عن القلق الكبير من التطورات المتلاحقة في أوكرانيا وما ينجم عنها من تبعات عسكرية وإنسانية خطيرة.ومناشدة الاطراف المتصارعة الانخراط في عمل جاد يهدف لإنهاء الأزمة الحالية سياسيًا ودبلوماسيًا وهي أفضل السبل لمعالجة الوضع وبما يؤدي إلى استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن للجميع في ظل احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
لعلها بداية صحوة وتحرك نحو تصحيح اوضاع لم تعد ترضي احدا في الداخل والخارج مع تصاعد الامور داخل المنطقة وحواليها والتى سيكون لها انعكاس واضح ومؤثر.
انه الامل في ان يكون الموقف العربي معبرا عن امال الجميع عربا ومسلمين ياتي انعكاسا لما نملكه من اوراق مؤثرة على الساحة العربية والدولية ويفرض الاحترام على الجميع في مواجهة النزعات العنصرية اياها وان يكون العرب مشاركين وفاعلين في مجريات الاحداث لا مجرد ادوات في ايدي القوى الكبرى سواء الشرقية اوالغربية وذلك لحماية المصالح والحقوق العربية المشروعة..
والله المستعان.
Megahedkh@hotmail.com