الفنون التراثية المصرية الإسلامية لها منزلة رفيعة بين المسلمين، لأنها وثيقة بهم على اختلاف أقطارهم وطبقاتهم الاجتماعية. وأهم ما يميز الفنون الإسلامية جمال الخط العربي، وحب المجتمع المسلم وتقديره له. فقد كان فن الكتابة الخطية أنبل الفنون جميعها ؛ لأنه يستمد نُبله من نقل كلمات القرآن الكريم. وقد احتفظ رسم الخط العربي عبر القرون بأعلى المستويات الجمالية والفنية، وظل مطلبًا للمسلمين يمارسونه في كل المناطق والعصور الإسلامية. وتحتل العمارة مكانة رئيسية في الفنون الإسلامية لما كان لها من دور رئيسي في إنشاء المساجد.
وترتبط العمارة بمجموعة من الفنون يطلق عليها فنون الزخرفة، تميزت بطابع إسلامي خاص مثل نحت الحجر والرسم على الخشب والفسيفساء ونقش الجدران. منذ قديم الزمان وكانت الحرف التراثية تحتل المركز الأول في الصناعات المصرية المختلفة حيث تتميز بجودة عالية في التنفيذ والتشطيب، وتستمد مفرداتها الزخرفية من الفنون القديمة( الفرعونية, القبطية, الإسلامية, الشعبية)
ونظرا لثراء زخارفها وألوانها وجودة تشطيبها وتوظيفها فقد أعدت( فنون تراثية) توظف في جميع مجالات الحياة فحتى أواخر العصر العثماني كانت الحرف التقليدية بمثابة الصناعة الوطنية في مصر، وكان إنتاجها يلبي احتياجات أهل البلاد من الملبس والمعمار وفنون الزخارف الحجرية والخشبية والخزفية والزجاجية، ومن أعمال التطعيم بالعظام والمشغولات النحاسية والفضية والمنسوجات الحريرية والصوفية وأشغال التطريز والخيامية وعشرات الحرف الأخرى، هذا إلى جانب المنتجات التي يتم تصديرها إلى البلدان الأخرى من كافة الحرف المتوارثة، وكان لتلك القاعدة الصناعية أحياء بكاملها يعيش فيها الحرفيون تحت نظام دقيق هو نظام الطوائف الحرفية، له قواعده وأصوله وأربابه وشيوخه.
ماهي أبرز الفنون والحرف التقليدية في مصر
يمتلك الشعب المصري ذاكرة بصرية متجسدة في الحرف اليدوية والفنون التشكيلية، في خط متصل دائماً ولا ينقطع، وبالرغم من حدوث عدة فترات من الانقطاع الحضاري بين العصور المتتالية بسبب أحداث الاستعمار، لكن المصريين البسطاء في المدن والريف كان يعمل على ملئ هذه الفجوات الحضارية، عن طريق إنتاج أنماط فنية رائعة من إبداعه وتصميمه، لتلبية احتياجات معيشته، وعاداته، ومعتقداته، وعن طريق هذا الفن ظهرت ملامح الهوية القومية للإنسان المصري وكذلك روحه الصامدة على مر الزمان، وهذه الروح عملت على تبلور ثقافته، وأيضاً حفظها من الاختلاط مع الهويات والثقافات المتعددة الدخيلة والوافدة.
في فترات سابقة من التاريخ حتى نهايات العصر العثماني، تم اعتبار الحرف اليدوية مثل الصناعات الوطنية الثقيلة الموجودة في مصر، فهي كانت تشكل وتمثل ثاني قوة إنتاجية بعد الزراعة، حيث كان إنتاجها يقوم بتلبية احتياجات أهلها من المعمار والملبس، وما يتم وضعه من فن الزخرفة الزجاجية، والخزفية، والخشبية، والحجرية، وكذلك من أعمال المشغولات الفضية والنحاسية، والتطعيم بالعظام، والمنسوجات الصوفية والحريرية، وأشغال الخيامية والتطريز، والكثير من الحرف الأخرى، علاوة على ذلك المنتجات والسلع التي تصدر للبلدان الأخرى من جميع الحرف اليدوية المتوارثة. وهذه القاعدة الصناعية كانت تمتلك أحياء يعيش بها الحرفيون، وفقاً لنظام دقيق يعرف بنظام الطوائف الحرفية، وهذا النظام له أصوله، وقواعده، وأربابه، وشيوخه، ويحسب الأمراء والحكام حسابه في كل العهود، حيث كانوا لا يجورون ولا يأكلون حقوق ملاك الحرف اليدوية، بل يقوموا بتشجعيهم ورعايتهم، لأنهم في النهاية يستفيدون من الدخل الصادر بعد رواج الإنتاج، بجانب الأبهة المحققة بواسطة الحرفيون في منشآتهم، وقصورهم، ومظاهر حياتهم. مرت الحرف اليدوية في مصر بأقصى محنة، عندما انكسرت دولة المماليك بواسطة (السلطان العثماني سليم الأول سنة 1517 م)،
وأول شيء قام السلطان بفعله بعد أن استقر في حكم دولة مصر، هو أنه قام بأخذ مئات من شيوخ الصنعة والحرفيون المهرة لعمل عشرات الحرف اليدوية والفنية المتوارثة، وتم نقلهم إلى مدينة إسطنبول، حتى يؤسسوا الصناعات والمنشآت الحرفية التي تماثل الموجود في مصر، وقام ابن أياس المؤرخ الشهير بعمل عملية إحصاء لعدد الحرف والمهن التي توقفت وانتهت بعد إخراج أصحابها من ديارهم، وتوصل أنهم حوالي 50 حرفة،
ولأن مصر دولة خلاقة وولادة دائماً، فقد أنجبت سريعاً الأجيال الجديدة من المهنيين والحرفيين في هذه المجالات استمرت هذه المسيرة الحضارية حتى في حالة عدم العثور على رعاة لأصحاب الحرف بنفس الكمية التي كانت تتوفر لهم قبل ذلك، ومما لا شك فيه أن البصمات الخاصة بالمبدعين المصريين مازالت باقية فوق المنشآت ذات التصاميم الجميلة، والصروح المعمارية في كافة مدن تركيا، وأيضاً كانت بمثابة حجر الأساس في النهضة العمرانية التي قام بها الأشخاص الأتراك. مثل المسابح والفوانيس ومنابر المساجد وخيامية السرادقات
( أ ) السبحة
وقد قطعت المسبحة شوطاً كبيراً منذ – اختراعها – حتى اليوم، وتحول الغرض من صناعتها من ديني إلى جمالي، وتجاري وأصبحت زينة ومظهراً من مظاهر الرجال، وربما جمعت كل الأغراض. فالمسبحة إرث فني بديع متغلغل في التراث العربي والإنساني، قديمة وحديثه، كما أن للمسبحة وظائف ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأرقام والعد والحساب. وهي زينة شخصية، ووجاهة اجتماعية، وأبهة وثروة مادية، وتحفة فنية، ومفخرة منزلية، وهدية رمزية للأهل والأصدقاء، وعامل مساعد على تهدئة الانفعالات النفسية، وتسلي الأصابع (التي تريد أن تبقي ساكنة) بحباتها، ولها سوقها الرائجة، العامرة، الرابحة، وخاماتها متفاوتة الخصائص. ندرة ونفاسة، وقيمة، وجمالاً، وإبهاراً. صنعتها بديعة، وحرفتها تستلزم مهارة ودربة وذائقة في آن معاً، كأنها حلي ذهبية، بل هي كذلك، فبعضها جاوز سعره ثمن قلادات ذهبية، بل حل محلها في الخزائن والمقتنيات النفيسة.
ثم باتت السبحة مظهراً من مظاهر العبادة في الأديان السماوية الثلاث، إلاَّ أن عدد حباتها يختلف من ديانة لأخرى. فغالبية المسلمين يؤمنون بأن عدد السبحة إما 33 حبة حسب عدد الذكر الذي أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام، أو 99 وهو عدد أسماء الله الحسنى. بينما السبحة لدى الصوفية 100 حبة مزودة بعدادين الأول خاص بالمئات والثاني خاص بالألوف، هذا فضلاً عن محبس لمئات الألوف حتى يصل عدد التسبيح من مليون إلى مائة مليون. أما السبحة عند المسيحيين، فيتراوح عدد حباتها بين 45 حبة، و66 حبة، على حسب عمر سيدنا عيسى بن مريم الذي اختلف الرأي حول عدد سنوات عمره. ويعلق في نهاية السبحة عند المسيحيين صليب. أما سبحة اليهود فيتراوح عدد حباتها ما بين 17 حبة، و21 حبة. أما عن التسبيح فقد كان منهج ديننا الإسلامي البساطة والقدوة برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روى عنه صلوات الله وسلامة عليه التسبيح باليمنى وقد كان توجيهه لأصحابه وإشادة لهم أن يسبحوا الله دبر كل صلاة بقول سبحان الله ثلاث وثلاثين. والحمد لله ثلاث وثلاثين. والله أكبر ثلاث وثلاثين وتستكمل المائة بقول لا إله إلا الله.
لمسبحة المصرية: تعتبر مصر سوقا تجارياً للمسابيح خاصة بعد التنوع في مصادر المواد التي تصنع منها المسبحة، وبعد التطور الصناعي الكبير والذي صاحبه إنتاج المسابح بشكل مكثف ومن مواد متنوعة قد تتعدى المائة، وخصوصاً من المواد الرخيصة.
كما يمتد انتشار المسبحة في شمال إفريقيا ولكن بشكل يخف تدريجياً كلما ابتعدنا عن مصر، مثل ليبيا، تونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا وغيرها، كما تنتشر المسبحة في السودان وبعض الأقطار الإسلامية الأخرى في أفريقيا، كما تنتج بعض الدول الإفريقية المسبحة من العاج كزائير وتنزانيا وغيرها.
وبسبب هذه الهواية وهذا الاهتمام نشأت للسبحة أسواق وباعة مختصون خصوصاً في بعض الدول العربية والإسلامية التي تركزت بها الحضارات القديمة مثل أسواق العراق – بغداد، وكربلاء، والنجف، والكاظمية – وغيرهم، وفي مصر – أسواق القاهرة (خان الخليلي وغيرها) وفي السعودية ودول الخليج العربي وتركيا وبلاد الشام وإيران والأردن ومناطق أخرى لا حصر لها.
ب – ( الفوانيس )
يعد المصريون هم أول من استخدموا فانوس رمضان وذلك في العهد الفاطمي… إلا أن هناك العديد من القصص والروايات حول بداية استخدامه فتقول أحد الروايات أن بداية استخدام الفانوس كان مرتبطًا بيوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادمًا من الغرب .. وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية وخرج المصريون في موكب كبير اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً .. وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه ..
وهكذا بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان .. لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة .. ويتحول الفانوس رمزاً للفرحة وتقليداً محببًا في شهر رمضان .. ثم انتشرت ظاهرة الفانوس المصري إلى العالم. وتعد مدينة القاهرة المصرية من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها هذه الصناعة. وهناك مناطق معينة مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر.. والغورية.. ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس.
وفى جولة في منطقة تحت الربع تجد أشهـر ورش الصناعة وكذلك أشهر العائلات التي تتوارثها جيلا ًبعد جيل. وقد شهدت هذه الصناعة تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة، فبعد أن كان الفانوس عبارة عن علبة من الصفيح توضع بداخلها شمعة، تم تركيب الزجاج مع الصفيح مع عمل بعض الفتحات التي تجعل الشمعة تستمر في الاشتعال. ثم بدأت مرحلة أخرى تم فيها تشكيل الصفيح وتلوين الزجاج ووضع بعض النقوش والأشكال. وكان ذلك يتم يدوياً وتستخدم فيه المخلفات الزجاجية والمعدنية، وكان الأمر يحتاج إلى مهارة. وقد ظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلاً من الشمعة. ولم يقف التطور عند هذا الحد بل غزت الصين مصر ودول العالم الإسلامي بصناعة الفانوس الصيني الذي يضيء ويتكلم ويتحرك بل تحول الأمر إلى ظهور أشكال أخرى غير الفانوس ولكن لا تباع إلا في رمضان تحت اسم “الفانوس”.
يمثّل الفانوس أحد أبرز مظاهر الاحتفالات بشهر رمضان المعظم، فبعد استطلاع الهلال تعلّق الفوانيس بجانب الزينات ويخرج الأطفال حاملين الفانوس للعب والاحتفال، فارتبط الفانوس بشكل مباشر برمضان، حتى إنه أصبح معلماً من معالمه متمماً للشكلية الجمالية وجزءاً من الفرحة، وأصبح ظهوره بمثابة العلامة عن قدوم الشهر العظيم والإعلان لبدء الصيام.
ولم يكن الفانوس مجرد أداة للعب وإضاءة وتزيين الشوارع بل كان تراثاً وثقافة، حيث صاحبته أغانٍ ومواويل تزيد من حليته، عندما تردّد مع مقدم كل عام للشهر الفضيل: “حالو يا حالو، رمضان كريم يا حالو”.
وكلمة “فانوس” تعود إلى اللغة الإغريقية وتعني وسيلة الإضاءة، وكان الرومان هم أول مَنْ استخدموه في إنارة البيوت والشوارع، وظل يُستخدم حتى القرون الوسطى، وتم انتقال الفانوس إلى العرب واستخدامه في الإنارة في عهد أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حيث كان أول مَنْ استخدمه في إنارة المساجد والطرقات في ليالي رمضان، ليتمكّن المسلمون من إقامة الصلاة وإحياء شعائر الدين، لتصبح إنارة الشوارع في رمضان ترتبط بالفوانيس، وأصبحت تلك سنة متبعة من بعده.
وعُرف “فانوس رمضان” في العصر الفاطمي، حيث بدأت حكايته مع دخول المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر عام 853 هـ، وكان ذلك في شهر رمضان حين خرجت جموع الناس لاستقبال موكب السلطان على مشارف صحراء الجيزة، وكانوا يحملون الفوانيس لإضاءة الطريق له، ومنذ ذلك أصبح حمل الفوانيس في رمضان عادة لم تنقطع حتى وقتنا هذا.
وقد تعدّدت استخدامات الفانوس قديماً، حيث كان يُستخدم لتهيئة الطرق للمرأة ليلاً، أيضاً كان المسحراتي يهتدي بأضواء الفوانيس المعلقة في الشوارع وعلى أبواب المنازل، كما استخدم المصريون الفانوس لمعرفة وقتي الإفطار والسحور، بحيث يجوز لهم الأكل والشراب طالما كان الفانوس مضاء، ويُطفأ خلال فترة الصيام.
وتُعتبر صناعة الفوانيس من الصناعات الرائجة في مصر، حيث يتم تصنيعه في ورش صغيرة تشتهر به عدة مناطق، مثل ورش باب الشعرية وتحت الربع والسيدة زينب، وتتميّز تلك الورش بإنتاجها الغزير الذي يغطي أسواق القاهرة، بل وتصدّر بعض أنواع الفوانيس إلى الدول العربية المختلفة، ويُستخدم في صناعة الفانوس أدوات بسيطة للغاية، وهي عبارة عن أداة لتصنيع الزجاج ومكواة للحام، ومقص لتحديد حجم الفانوس.
ويمرّ تصنيعه بعدة مراحل، بداية من لحام الصفيح بالقصدير لتكوين الهيكل، ثم تركيب القطع الزجاجية، وحلقة صغيرة من الصفيح تُستخدم لمسك الفانوس، حتى تثبت الشمعة في القاعدة الدائرية، وبذلك يتكوّن الفانوس من البرج المعدني والقلب والشمعة التي تختلف حجمها باختلاف حجم الفانوس، وهناك دائماً جزء من البرج المعدني يُستخدم كباب يفتح ويغلق لإدخال الشمعة منه، وتطوّرت صناعة الفوانيس لتتبدّل الشمعة بلمبة تُنار بواسطة الكهرباء أو البطارية، هذا بجانب تطوّر الشكل والخامات المستخدمة، ليخرج الفانوس تحفة فنية من حيث نسق الألوان والأجزاء المستخدمة.
وتعدّدت أشكال الفوانيس حتى غدت صناعة الفانوس ضرباً من فنون شتى، في أحجامها وفي أشكالها، ومع استحداث الفانوس الكهربائي بأنواعه المختلفة وما شابهه من أشكال أخرى، إلا أنه يبقى الفانوس التقليدي الزجاجي الذي يُضاء بالشمعة أحبها وأقربها إلى الوجدانيات والتراث. ويبقى أمر الفانوس كما هو لا يختلف عما كان يحدث في الماضي، إذ يقول المقريزي في كتابه الخطط التوفيقية: “إنه كان يجتمع خمسمائة من السمكرية في أحياء القاهرة الفاطمية من الحرفيين والمساعدين والصبية قبل حلول شهر الصيام لصناعة الفوانيس”، في سوق يُعرف باسم “سوق الشماعين”، تعلّق فيه الفوانيس المضاءة للتزيين والتجارة.
وتُقام أسواق مخصّصة لبيع وشراء الفوانيس، تبدأ في الظهور قبل حلول شهر رمضان بأيام قليلة، لتتزيّن المحلات بأنواع وأحجام مختلفة وألوان وأشكال متعدّدة، لتنشر البهجة من خلال مشهد بديع يمثّل أحد المظاهر الرئيسية لشهر رمضان، إلا أن الأوضاع الاقتصادية لعبت دوراً في محدودية تلك المظاهر والاحتفالات الرمضانية لهذا العام، حيث ارتفعت أسعار مستلزمات الشهر الكريم، بما في ذلك الفانوس الذي اتخذت الحكومة المصرية قراراً بمنع استيراده توفيراً للنفقات والعملة الأجنبية، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعاره بحوالي 40 %، نتيجة لتوافر الصناعة المحلية منه فقط، وارتفاع تكاليف خاماته، ما كان له دوره في انحصار انتشاره هذا العام على غرار الأعوام السابقة سواء بين التجار أو الجمهور.
أن صناعة الفوانيس في مصر من أبرز الحرف اليدوية التي يتميّز بها الصناع المصريون، لافتاً إلى أن الأمر اختلف عن الماضي، حيث كانت صناعة الفوانيس عبارة عن صفيح وزجاج ملون، أما الآن فقد دخلت في الصناعة خامات مختلفة كالبلاستيك والخشب، هذا بجانب الأشكال الفنية المختلفة والإبداعات التي أضافت الكثير لتلك الصناعة، وجعلت الفانوس عملاً فنياً تراثياً رائعاً.
أن صناعة الفانوس تمرّ بعدة مراحل، تبدأ بقص الصاج ثم تليينه حتى يتم إدخال الزجاج المطبوع، ثم مرحلة تشريح مكوناته، وهي الكعب والقبة، وبعدها تأتي مرحلة لصق مكونات الفانوس بمادة القصدير لينتهي لشكله النهائي، لافتاً إلى أن الفانوس ليس مجرد أداة للإضاءة واللعب بل ثقافة وعادات تميّز الشهر الكريم.
(ج) منابر المساجد
تعدّ دراسة المنابر كعناصر معماريّة وظيفيّة في فضاء المسجد ركيزةً أساسيّة تُبْرِزُ الأهمية العامّة لهذا المنبر الديني التعبّديّ من حيثُ رمزيته ووظيفتُه وأبعادُه السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية، تمثل البيئة الملهم الرئيسي للمعماري وهي التي تشكل الخطوط العريضة للفكر علي مر العصور ، فالبيئة لها الأثر في تشكيل أنماط معمارية مميزة ، ويتضح ذلك من خلال دراسة تصميم المساجد في بيئات متعددة عربيا وعالميا ، وحيث أن الاستدامة تعتبر أحد المداخل لتحقيق الغايات الفنية والمعمارية بما يشكل تجسيد للهوية والطابع المعماري ، مباني المساجد كمبني يعكس الموروث الثقافي والديني والفكري للبيئة المجتمعية في ظل اضمحلال الموروثات الثقافية وضياع الهوية الفكرية والثقافية في محاولة لحماية وإحياء الهوية التراثية والثقافية والطابع المعماري المحلي . وتعد المساجد الجامعة منارات للمسلمين وأماكن أداء العبادة ومراكز يلتقي ويجتمع فيها الناس ويتبادلون فيها قضاياهم ومنافعهم. وتمكنت الحضارة الإسلامية من الاندماج مع ثقافات شعوب العالم المختلفة، ليظهر هذا التمازج في صورة روائع معمارية تبهر الأبصار بهندستها الفريدة.
يمثل تصميم المبني البيئة المحيطة في ذلك الوقت والفكر السياسي الحاكم ، ويتضح ذلك في الانفتاح علي الداخل من خلال الفناء الداخلي المفتوح للمسجد والتهوية عليه والأغراض أخري والذي اعتبر النظام قياسي في العديد من المساجد فيما بعد ، واستغلال المآذن كمالاقف هواء كمعالجة بيئية لزيادة الراحة الحرارية ، وتقليل حجم الفتحات الخارجية ،البناء بالأحجار الكلسية للحائط والدران الداخلية والخارجية ، وفلسفة قبة النسر التي تعكس الفكر الحاكم من سيطرة وقوة الدولة الأموية واتساع ملكها ، الفكر التصميمي والتشكيلات والزخارف تعكس المزج بين الثقافة اليونانية ” التي أثرت علي البيئة في فترة زمنية ” والتراث الشامي والثقافة الإسلامية
يعتبر المسجد ( الروضة في العريش ) أحد الأمثلة علي المساجد التي يتم إنشاؤها محليا في الوقت الحالي ، تم إنشاؤه 2005 م ليخدم البيئة المحيطة ، يتكون المبني من ساحة للصالة للرجال يعلوه قبه وفراغ للصالة للسيدات إلي جانب سكن إلمام المسجد والميضأة والحمامات .
جوانب الاستدامة الثقافية للمبني : يتضح محاولة استخدام مفردات كالمأذنة والقبة فوق صحن المسجد كرمز لمبني المسجد دون استغلال الهدف الأساسي للقبة كمعالجة بيئية وعدم عمل فتحات علوية أسفل القبة للتهوية والإضاءة الاستغلال الهدف الأساسي إنشاؤه إلي جانب وضع بعض مفردات العمارة الإسلامية كالعرائس اعلي المبني.
جوانب الاستدامة البيئية للمبني : يتضح من تصميم المبني قصور في تحقيق مبادئ الاستدامة البيئية. مواد البناء والمعالجات المناخية : تم الاعتماد علي الخرسانة المسلحة في كامل المبني إلي جانب عمل تكسيا للواجهات من الحجر الطبيعي. التهوية والإضاءة : تم الاعتماد علي الإضاءة والتهوية الطبيعية من خلال الفتحات الجانبية وعدم الاعتماد علي فتحات علوية أسفل القبة التي تم استغلالها كمعالجة مناخية لمباني المناطق الحارة.
د- خيامية السرادقات
و”الخيامية” فن التطريز على أقمشة القطن السميكة، باستخدام مجموعة من الألوان الزاهية والخطوط البارزة على الجداريات ومعلقات الحائط والحقائب. وهناك اختلاف حول نشأة هذا الفن، لكنّ الثابت تاريخياً أن قدماء المصريين أظهروا ولعاً بفنون التطريز على القماش.
الخيامية هي فن مصري والمصطلح مشتق من كلمة خيام، وهو صناعة الأقمشة الملونة التي تستخدم في عمل السرادقات، وربما يمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعوني ولكنها بالتأكيد أصبحت أكثر ازدهاراً في العصر الإسلامي ولا سيما العصر المملوكي. وقد كانت ترتبط الخيامية قديماً بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة، التي كانت تقوم مصر بتصنيعها حتى فترة ستينيات القرن الماضي وإرسالها للحجاز في موكب مهيب يعرف باسم المحمل. وتتواجد هذه الحرفة بكثرة في شارع الخيامية بالقرب من باب زويلة – آخر شارع الغورية في القاهرة.
ويعتبر فن صناعة الخيام من أوائل الحرف والأعمال اليدوية التي تعلمها ومارسها الإنسان لصنع مأوى له من القماش، وذلك بعد أن صنع الأكواخ. وقد تطورت صناعة الخيام منذ عهد الدولة الفاطمية، وقام أساتذة واسطوات مهنة صناعة الخيام في مصر بتطوير منتجاتهم وبدأ يصنعها من أقمشة ملونة مستعيناً بالتصاميم والزخارف العربية القديمة، وأدخل بعد ذلك رسوماً وزخارف مستقاة من المعابد والجوامع والكنائس. كما طور من صنعته وصنع من هذه الحرفة أشياء أخرى مثل الخدودية ومفارش السرير ومعلقات على الجدران وكان من أبرز من طور هذه المهنة في مصر الحاج حنفي محمد إبراهيم، الملقب بشيخ الخيامية.
وساهمت صناعة الخيامية في زخرفة كسوة الكعبة المشرفة، وأنشأت مصر أول مؤسسة لذلك وأسمتها إدارة الكسوة، وهي موجودة في تحت الربع وكانت الكسوة تحمل على الجمال في احتفالية كبيرة من مصر إلى السعودية في موسم الحج، وكانت تسمى بالمحمل.
وقديما كانت هناك طقوس خاصة لاعتماد أي حرفي خيامي جديد ينضم لتلك الطائفة حيث كان يتم اجتماع الخيامية وشيخهم لرؤية وفحص أعمال الخيامي الجديد، فإذا كانت على المستوى المطلوب يقيم الحرفي مأدبة اعتماد لجميع الخيامية للاحتفال بانضمامه للمهنة.
تعتبر الخيامية من المظاهر الرمضانية الأساسية في مصر، فما إن يحل شهر الصيام حتى تزدهر الحركة في شارع الخيامية استعدادا للطلب علي الأقمشة المزينة لاستخدامها في الخيم الرمضانية وفي سرادقات موائد الرحمن وفي عروض التنورة وفي واجهات المحلات والمطاعم، أما باقي أشهر السنة فتقتصر الخيامية على الاستخدام في سرادقات العزاء والأفراح والدعاية الانتخابية.
دور هذه الحرف والفنون التراثية في حفظ وترسيخ هوية المسلم والمصري في ظل طوفان العولمة ،وكيف نؤكد على هذا الدور ونقويه وندعمه
كانت الحرف التقليدية بمثابة الصناعة الوطنية الثقيلة في مصر، حيث كانت تشكل القوة الإنتاجية الثانية بعد الزراعة، وكان إنتاجها يلبي احتياجات أهل البلاد من الملبس والمعمار وما يضعه من فنون الزخارف الحجرية والخشبية والخزفية والزجاجية،
ومن أعمال التطعيم بالعظام والمشغولات النحاسية والفضية والمنسوجات الحريرية والصوفية وأشغال التطريز والخيامية ، وعشرات الحرف الأخرى، هذا إلى جانب المنتجات التي يتم تصديرها إلى البلدان الأخرى من كافة الحرف المتوارثة، وكان لتلك القاعدة الصناعية أحياء بكاملها يعيش فيها الحرفيون تحت نظام دقيق هو نظام الطوائف الحرفية، له قواعده وأصوله وأربابه وشيوخه ،
غير أن متغيرات الحياة وعوامل التقدم المادي أدت إلى ضعف أغلب الحرف اليدوية التقليدية في المدينة والقرية ، وإلى تعرض بعضها للاندثار، ، فلم تعد الأواني الفخارية والنحاسية والفضية المزينة بأدق الوحدات الزخرفية هي ما يحتاجه الإنسان في عصر الثلاجة والبلاستيك والألومنيوم و”الاستانلس” ولم تعد السجادة الصوفية التي تنسج على مدى أسابيع متصلة فوق النول اليدوي تناسب عصر النسيج الميكانيكي السريع والمبهر بتقنياته وتصميماته.
أن مسألة الهوية هي مسألة مجتمعية في أساسها، تاريخية في تحولاتها، وسياسية في كيفية التصرف فهافي سياق المقارنة بين المجتمعات، يتم التأكيد عادة، على أن المجتمعات الرأسمالية الموغلة في التصنيع والتحديث قد شهدت استتبابا مترسخا لقيمة الفرد وحقوقه وممارساته المتدرجة مما هو شخصي إلى ما هو من طبيعة تربوية وسياسية واجتماعية.
ويجعله ذلك أقرب إلى القدرة على نحت هويته الفردية بذاته وحسب قناعاته مما لا يخرجه عن الإكراهات الاجتماعية الخاصة بمجتمعه طبعا. وقد كان من آثار ذلك أن حور علاقته بالدولة – الأمة التي تمثل التجسيد السياسي للهوية القومية في الدول الأوروبية والأمريكية الشمالية مثلا.
أبعاد هذا القطاع المنسي الاقتصادية والتنموية بخاصة انه يعتمد على تكليف استثمارية بسيطة وقليلة مقارنة بالقطاعات الأخرى الصناعات التقليدية هي مكون من مكونات الحضارة التي ينتمي إليها هذا البلد أو ذاك. فالحضارة الطينية، على سبيل المثال، أنتجت المصنوعات الفخارية. والحضارات التي نشأت في بيئة جبلية، اغتنت بالمنحوتات الحجرية والخشبية، سواء للاستخدام اليومي أو الزينة، والحضارات الساحلية استمدت صناعاتها من حاجتها لعبور البحار. ويمكن القول أن الذكاء الاقتصادي يعتبر من بين أهم وسائل الاقتصاد المفتوح والمعولم الذي يشهد تغيرات جذرية من خلال التكنولوجيات، المعلومات والاتصالات. وفي ظل تلك التحولات التي طالت الجانب الاقتصادي عن الاندماج والتكتلات الاقتصادية برزت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كخيار استراتيجي هام في عملية التنمية الاقتصادية، و أصبحت تمثل البديل الأقوى أمام الدول من أجل مواجهة التحديات السابقة وتحقيق معدلات النمو المرجوة،
وتجاوز المعوقات الاقتصادية وتشوهات الهيكلية، ويزداد الاهتمام بموضوع بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة اعترافا وإدراكا بدورها المحوري والأساس في خطط التنمية الاقتصادية للدول، حيث لم تعد هذه المؤسسات مجرد فكرة بل أصبحت تمثل اليوم أكثر من واقع، فهي تجربة الكثير من البلدان التي باتت تؤمن أن تنمية اقتصاداتها يعتمد فالأساس على الدور الحيوي والمتصاعد الذي تحققه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك عندما يقاس وزنها بحجم إسهاماتها في إنتاج الثروات وخلق فرص الشغل، وزيادة الصادرات واستيعاب التكنولوجيا المتجددة وتجديد مناهج التسيير، حيث أنه من غير المتوقع إحداث إقلاع اقتصادي دون دعم وتحسين مكانة هذا الصنف من مؤسسات. ولهذا دخلت تلك الصناعات، أو الحرف، أو المهارات اليدوية، في باب التراث،
لكنها أيضا، كانت ولا زالت تمثل جانبا محل اعتبار في الدورة الاقتصادية لهذا البلد أو ذاك. غير أن هذه الصناعات اليوم تكافح على أكثر من جبهة، أولها جبهة الركود والكساد الاقتصادي التي سببتها جائحة كورونا، وثانيها انصراف الناس عنها إلى ما وفرته التكنولوجيات الحديثة من بدائل، وثالثها تخلي أكثر العاملين في هذا القطاع عن مهنهم التقليدية بحثا عن مصادر للرزق أوفر وأيسر، ورابعها توفر منتجات مقلدة لأكثر الأدوات “خصوصية” و”وطنية” و”تراثية” من لدن مصانع تمتد من سنغافورة إلى الصين…
لأهمية التراث، بذلت مصر جهوداً للحفاظ على الحرف اليدوية، وركزت في رؤيتها 2030 على الأهمية الاستراتيجية للتراث الثقافي والإسلامي، فتعمل وزارة الثقافة متمثلة في هيئة التراث على تعزيز هذه الاستراتيجية من خلال تطوير الحرفيين والوصول بمنتجاتهم للعالمية. وتشتهر كل منطقة فيها بحرف معينة تتابع على ممارستها الأجيال،
بحسب توفر الخامات الأولية التي لها دور في توطين الحرف في المكان، فمثلاً تشتهر صناعة الخوصيات في مناطق زراعة النخيل، والحلي والمجوهرات في المناطق الساحلية، والعطور في المناطق الزراعية، وتتمثل أبرز الحرف التقليدية في المشغولات الخشبية اليدوية والنخيلية والمعدنية والفخارية والجلدية والنسيج والحلي والمجوهرات والتجليد والتذهيب، وتتفرع منها مجالات حرفية مفصلة تصل في مجملها إلى 44 حرفة.
ولأن الحرف اليدوية تعد مشروعاً اقتصادياً وتنموياً ومصدر دخل لكثير من الأسر المؤشرات الاقتصادية لهذا القطاع وتحليلها ودلالتها ،وكيف نحول غير الرسمي منه إلى اقتصاد رسمي ،ونعظم عوائد الدولة والمجتمع الاقتصادية منه بحيث نحسن من هذه المؤشرات. أسوة بتونس مثلا
تعد الأسواق الشعبية ركيزة هامة في تنمية وتنشيط السياحة، في تعكس حياة الشعوب بعادتها وتقاليدنا وعبق التاريخ. وتعتبر الأسواق الشعبية من المواقع السياحية التي تجذب عددا كبير من الزائرين والسائحين الاقتناء هذه الصناعات اليدوية، والتعرف عن تراث وثقافات وعادات المنطقة الشعبية المصرية المنطقة.
يعد الاهتمام بالحرف التقليدية والحفاظ عليها من الاندثار، أهم مظاهر الحفاظ على الهوية ، وتقديمها للمتلقي من الزوار والسياح والمهتمين بالموروث التراثي للأمم، بصورة ترسم معالم الحاضر الجميل الذي تعيشه حاليا، بل ويعكس هذا الاهتمام أهمية التراث في عيون القائمين على الموروث الشعبي التقليدي بكل أبعاده، في ظل سيطرة الآلة على الكثير من الصناعات، حتى بات دور الحرفي والمنتج اليدوي يتلاشى. في ظل الاهتمام المتوافر بالمأثور الشعبي،
الذي بدأ منذ مدة في المنطقة، أخذت الحرف والصناعات الشعبية حظها من هذا الاهتمام، حيث أنشئ الكثير من المراكز المهتمة بالحرف على مستوى العالم، ومن هنا كانت هناك حاجة ملحة لإنشاء مركز الحرف، بهدف المحافظة عليها وإبرازها وتوثيقها.
ما يعزز الهوية الوطنية، ويثبت مكانتها العربية والإسلامية، كما تتمثل الرسالة التي يهدفها، في بعث الحرف والحفاظ عليها، مع التأكيد على البعدين العربي والإسلامي لها، ورفع مكانة الحرفي، الاجتماعية والاقتصادية، وتنمية قدرات الحرفيين وتوسيع مداركهم، وكذلك تسويق المنتج الحرفي ، وحفظ ملكيته الفكرية. وتوفير مظلة آمنة لهم ولحرفهم، وإيجاد فرص عمل جديدة، وصقل مهارات الإماراتيين التسويقية، وتدريب الشباب ، لإيجاد حرفيين جدد، ونشر الوعي بقيمة المنتجات الحرفية وأهميتها، وتوثيق الحرف والمهن التراثية، والترويج للمنتجات الحرفية وتسويقها، واستحداث الوسائل الكفيلة بزيادة إنتاج الحرفي.
إن هناك الكثير من الصناعات التقليدية التي يحافظ عليها وهناك اهتمام كبير بالحرفيين التقليديين وتقديم الكثير من المساعدات لهم وعرض منتجاتهم وإشراكهم في معارض دولية ومحلية وإتاحة الفرص لهم لتنمية مهاراتهم وإبداعاتهم وتدريب عدد من الشباب والمهتمين بالحرف التراثية واليدوية. إن المهارات التي يتمتع بها الحرفيون تؤهلهم للاشتراك في معارض عدة يمثلون من خلالها ومن خلالهم تتعرف الشعوب الأخرى إلى التراث وغناه بالكثير من الحرف التقليدية القديمة والمستمرة إلى اليوم.
تعد الصناعات التقليدية التي نقوم بها مظهراً من مظاهر الحياة التقليدية والتي مثلت مرحلة ما قبل النفط، وكان الاقتصاد يعتمد عليها بشكل كبير وأسهمت في استمرار الحياة القديمة على العيش على هذه الأرض الطيبة.
أن المرأة لعبت دوراً كبيراً في الحياة التقليدية من خلال القيام بالكثير من المهن التي استمرت إلى اليوم، ومنها صناعات مثل الخوص والتلى والأواني من الفخار والأواني من سعف النخيل وغيرها، وأن هذه الصناعات التي استمرت إلى اليوم، شكلت الوعي الشعبي ،
وتأثرت هذه الصناعات حديثا، بإدخال الآلات في الصناعات، ما يستدعي ضرورة الحفاظ عليها من خلال تشجيع الشباب على تعلم هذه المهن والحرف اليدوية للحفاظ عليها. حرفة الخوص من أهم الحرف التقليدية التي يقوم عليها عدد كبير من الصناعات
، فتدخل مكونات النخلة في كل تفاصيل الحياة القديمة، فثمارها غذاء مفيد وصحي ولا تخلو موائد كل بيت إماراتي منها، وخشبها تقام به قواربهم وسفنهم ومنازل عروش بيوتهم قديماً وسعفها مصدر لصناعة الأواني وقبعات الأطفال وحصير الأرض وعدد الصيد.
أن الخوص حرفة نسوية بامتياز واستمرت لمئات السنوات ، أن الحفاظ مستمر لمهنة الخوص والاهتمام بها قائم، من أهم مظاهره بدوره يحافظ على الحرف القديمة من الاندثار، ويقدمها للأجيال القادمة ليحافظ بدوره عليها، كما كانت أيام الأجداد، فهي تجسد الهوية وتعد عامل جذب للكثير من السائحين الذين يهتمون بالتعرف إلى تراث البلد الذي يعيشون به أو يزورونه.
وتتميز مصر بكثرة أسواقها الشعبية المملؤة بالحرف والصناعات اليدوية التراثية الكثيرة والمتنوعة، التي تعكس التراث الاجتماعي والثقافي، ونتيجة لمتحولات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، التي شيدتها مصر عانت تمك الأسواق من الإهمال طوال الفترة الماضية،
مما كان لو الأثر البالغ في تراجعها. ويحرص معظم السائحين عمى زيارة سوق الغروية ضمن برامجهم السياحية، واقتناء الصناعات اليدوية، التي تتميز بها عن غيرها من الأسواق السياحية الأخرى. وقد تحولت منطقة الغورية بأدوات بسيطة من البيئة المحمية إلى موقع بارز عمى الخريطة السياحية.
الاستدامة البيئية : يقصد بها تحديد الإمكانات الحقيقية في حدود الموارد المتاحة في المجتمع , وحسن استغالها بما يضمن تحقيق أهداف التنمية مع الحفاظ علي التوازنات المورفولوجية والمناخية والجيولوجية والعمرانية والتي تحفظ التوازن الإيكولوجي للأجيال المستقبلية ،
وتتركز الاستدامة البيئية من هذا المنطلق علي الفهم المتعلق بالمحتوي البيئي للمجتمع المحلي والخصائص التي شكلت تفرده البيئي وتأثيرها علي الأنشطة التنموية والثروات والإمكانات المتاحة في المجتمع .. ويتم تحقيق الاستدامة البيئية من خلال تحسين الظروف المعيشية للسكان ورفع مستوي المعيشة باستخدام أساليب بيئية سليمة
كيف نستفيد من التقدم التقني ومعطيات الذكاء الاصطناعي في توثيق وتطوير وتسويق هذه الحرف والفنون الإسلامية
يقوم الذكاء الاصطناعي بإعادة صياغة العلاقة بين الشركات وعملائها عبر جميع قطاعات السوق تقريبًا. ابتداءً من التحليلات التنبئية وتقنيات استخراج البيانات إلى الدردشة، وما إلى ذلك، مما يجعل من الذكاء الصناعي أداة قوية للشركات لمعرفة المزيد عن عملائها.
كلنا نعرف مدي الفوائد العائدة على المنخرطين في أي عملية تعلم، فماذا لو تم تطبيق هذه التقنيات نفسها والتي تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي لمساعدة الدماغ البشري على التعلم بشكل أكثر فعالية قد يبدو هذا في البداية وكأنه شيء من روايات الخيال العلمي، ولكن في الواقع، هذا هو مستقبل التعليم الحديث.
لماذا ستزداد الحاجة إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي
تنمو أحجام الفصول الدراسية بمعدل أسرع بكثير من ميزانيات المدارس. وهذا يمكن أن يحد من التفاعل الفردي بين الطلاب والمعلمين. يري بعض الخبراء أن الضغط على موارد الفصول الدراسية ربما أدى إلى انخفاض الكفاءة في الوقت الحالي في موضوعات مثل الرياضيات. كما وأن الطلب على حلول تربوية رخيصة يمكنها أن تكمل وقت الطفل في الفصل الدراسي يجعل أسواق صناعة تقنية التعليم قطاعا مشلول الحركة.، ومن الملفت للنظر أن هذا القطاع وحتى وقت قريب، كان يفتقر إلى التطور المطلوب مما دفع كل من الشركات الناشئة والشركات التي لها سنوات عديدة في الصناعة لا يجاد حلول تعليمية تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي للتفاعل مع الطلاب ومعرفة أين يتفوقون وأين يحتاجون إلى التحسين.
حلول أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل العديد من نقاط البيانات التي لا يستطيع المعلم وحده قياسها. على سبيل المثال، دعنا نلقي نظرة على سؤال رياضيات متعدد الخيارات وما يمكن أن نتعلمه من خلال تحليل تفاعل الطالب. ففي الوقت الذي ينظر فيه المعلمين إلى نتيجة الطفل والعلامة التي حصل عليها، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تتعمق أكثر لمعرفة المزيد حول المكان الذي يكافح فيه الطالب ويجد صعوبة فيه. ويمكن أن تبحث تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأسئلة الفردية لتحديد ما إذا كان الطالب يعاني من المفهوم العام أو ربما هناك التباس في السؤال سبب ارباكًا للطالب. كما أنه من المهم في بعض الأحيان معرفة الإجابات الخاطئة التي اختاروها مقابل الإجابات التي استطاعوا اختيارها بطريقة صحيحة.
ربما يكون السؤال مرتبطا بترتيب عمليات، وفي هذه الحالة يمكن أن تحدد تقنيات الذكاء الاصطناعي الخطوة التي غابت عن الطالب، وتساعدهم على تعلم الطريقة الصحيحة. كما يمكن لنقاط البيانات الأخرى، مثل السرعة التي يجيب بها الطالب على الأسئلة، أن تساعد في تحديد ما إذا كان الطالب قد أتقن الموضوع أم كان مجرد تخمين متعلم.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينظر بشكل منفصل إلى كيفية إجابة الطلاب الآخرين من نفس العمر والصف الدراسي على سؤال معين وتحديد فائدة السؤال نفسه. في بعض الحالات، قد يكون السؤال منخفض التنسيق، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الارتباك. يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي للتفاعل مع أولياء الطلاب والمعلمين لتنبيههم من مناطق المشاكل. يمكن جمع العديد من نقاط البيانات للتحليل المستقبلي حيث يتم إجراء تطويرات جديدة في علوم التعلم.
اليوم الطلاب لديهم المزيد من الفرص للوصول إلى الأجهزة الإلكترونية أكثر من أي وقت مضى، وتستفيد الشركات من ذلك عن طريق إنشاء برامج تعليمية متطورة تسهل عملية التعلم من خلال مزاوجة البحث العلمي المعرفي مع التحليل التنبئي المتطور والذكاء الاصطناعي. وهناك برامج تقوم بتقديم العديد من الاختبارات القصيرة للطلاب على أجهزة الجوّال التي يجب عليهم الإجابة عنها بشكل صحيح قبل الوصول إلى أجهزتهم. يتم تحليل إجاباتهم ويتم تعديل صعوبة الأسئلة بناء على قدراتهم. وهناك برامج تتيح للمعلمين إنشاء منهج عبر الإنترنت يمكن للطلاب الوصول إليه في أي وقت. يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد الفجوات في المعرفة
ويوصي بأي موضوع يجب على الطالب دراسته بعد ذلك بناء على قدراته. تم إنشاء TrueShelf من قبل عضو سابق في هيئة التدريس في برينستون اعتمد على محرك ذكاء اصطناعي يمكنه خلق أسئلة رياضية غير محدودة. يتم تحليل هذه الأسئلة بواسطة محرك الذكاء الاصطناعي الخاص بهم ويتم اتخاذ قرار بشأن نقاط القوة والضعف لدى الطالب.
كيف ستغير أنظمة الذكاء الاصطناعي مستقبل التعليم
يستطيع الذكاء الاصطناعي أتمته الأنشطة الأساسية في التعليم، مثل التصنيف وتحديد الدرجات. في الكلية، يمكن أن يكون تقدير الواجبات المنزلية واختبارات دورات المحاضرات الكبيرة عملاً مملاً، يجد المعلمون في كثير من الأحيان أن التصنيف يأخذ وقتًا كبيرًا، وهو الوقت الذي يمكن استخدام هذا الوقت للتفاعل مع الطلاب، أو التحضير للصف، أو العمل على التطوير المهني. باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح من الممكن الآن للمعلمين إجراء التصنيف التلقائي لجميع أنواع الاختبارات المتعددة.
يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تكييف البرامج التعليمية لاحتياجات الطلاب.
من الروضة إلى الدراسات العليا، أحد الطرق الرئيسية التي سيؤثر بها الذكاء الاصطناعي على التعليم هو من خلال تطبيق مستويات أعلى من التعلم الفردي. بعض هذا يحدث بالفعل من خلال عدد متزايد من برامج التعلم التكيفي، والألعاب، والبرمجيات. تستجيب هذه الأنظمة لاحتياجات الطلاب، مع التركيز بشكل أكبر على مواضيع معينة، وتكرار الأشياء التي لم يتقنها الطلاب، ومساعدة الطلاب بشكل عام على العمل وفقًا للوتيرة الخاصة بهم، مهما كان ذلك.
الإشارة إلى الأماكن التي تحتاج إلى تحسين في الدورات الدراسية.
قد لا يدرك المعلمون دائمًا وجود فجوات في محاضراتهم وموادهم التعليمية التي يمكن أن تترك الطلاب مرتبكين حول مفاهيم معينة. أنظمة الذكاء الاصطناعي توفر طريقة لحل هذه المشكلة. عندما يتم العثور على عدد كبير من الطلاب يقدمون إجابة خاطئة على واجب منزلي، يقوم النظام بتنبيه المعلم ويمنح الطلاب رسالة مخصصة تقدم تلميحات إلى الإجابة الصحيحة. يساعد هذا النوع من الأنظمة على سد الثغرات في الشرح الذي يمكن أن يحدث في الدورات، ويساعد على ضمان قيام جميع الطلاب ببناء نفس الأسس المفاهيمية. بدلاً من انتظار الاستماع من الأستاذ، يحصل الطلاب على تعليقات فورية تساعدهم على فهم المفهوم وتذكرهم بكيفية القيام بذلك بشكل صحيح في المرة القادمة.
يمكن للطلاب الحصول على دعم إضافي
قد يكون هناك أشياء يمكن أن يقدمها المعلمون البشريون لا يمكن للآلات، على الأقل حتى الآن توجد بالفعل بعض برامج التعليم الخصوصي المبنية على الذكاء الاصطناعي ويمكن أن تساعد الطلاب في الرياضيات الأساسية والكتابة والموضوعات الأخرى.
يمكن لهذه البرامج تعليم الأساسيات الطلاب، ولكن حتى الآن هي ليست مثالية لمساعدة الطلاب على تعلم مهارات التفكير والإبداع الرفيع المستوى، وهو أمر لا يزال المعلمون الحقيقيون في حاجة إلى تيسيره. ومع ذلك، لا ينبغي أن يستبعد ذلك إمكانية أن يتمكن معلمو الذكاء الاصطناعي من القيام بهذه الأشياء في المستقبل. مع الوتيرة السريعة للتقدم التقني الذي تميز بالعقود القليلة الماضية،
يمكن للبرامج التي تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي منح الطلاب والمعلمين تعليقات مفيدة.
لا تقتصر مهام البرمجيات المعتمدة على الذكاء الصناعي على مساعدة المعلمين والطلاب فقط في إعداد الدورات التدريبية التي يتم تخصيصها وفقًا لاحتياجاتهم، ولكنها يمكن أيضًا أن تقدم ملاحظات لكلاهما حول نجاح الدورة التدريبية ككل. تستخدم بعض المدارس، خاصة تلك التي لديها عروض عبر الإنترنت، أنظمة الذكاء الصناعي لمراقبة تقدم الطلاب ولتنبيه الأساتذة عندما يكون هناك مشكلة في أداء الطلاب.
أنظمة الذكاء الاصطناعي تغير من كيفية العثور على المعلومات والتفاعل معها.
نادراً ما نلاحظ أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تؤثر على المعلومات التي نراها ونجدها على أساس يومي. تتكيف مع مستخدمين Google استنادًا إلى الموقع، وتقدم Amazon توصيات استنادًا إلى عمليات شراء سابقة، ويتكيف Siri مع احتياجاتك وأوامرك، وتقريبًا جميع إعلانات الويب موجهة نحو اهتماماتك وتفضيلات التسوق.
تلعب هذه الأنواع من الأنظمة الذكية دورًا كبيرًا في كيفية تفاعلنا مع المعلومات في حياتنا الشخصية والمهنية. على مدى العقود القليلة الماضية، غيّرت الأنظمة القائمة على أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل جذري كيفية تفاعلنا مع المعلومات ومع تقنية أحدث وأكثر تكاملاً، قد يكون لدى الطلاب في المستقبل تجارب مختلفة إلى حد كبير في إجراء الأبحاث والبحث عن الحقائق أكثر من طلاب اليوم.
يمكن أن تغير أنظمة الذكاء الاصطناعي دور المعلمين.
سيكون هناك دائمًا دور للمعلمين في مجال التعليم، ولكن قد يتغير هذا الدور وما ينطوي عليه من تغييرات بسبب التقنية الجديدة في شكل أنظمة حوسبة ذكية. وكما ناقشنا بالفعل، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تولي مهام مثل التصنيف، ويمكن أن تساعد الطلاب على تحسين التعلم، بل وربما تكون بديلاً عن الدروس الخصوصية في العالم الحقيقي. ومع ذلك، يمكن تكييف الذكاء الاصطناعي للعديد من جوانب التدريس الأخرى أيضًا. ولكن في معظم الحالات، ستحول الذكاء الاصطناعي دور المعلم إلى دور الميسر.
يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تجعل تعلم التجربة والخطأ أقل ترويعاً.
تعتبر التجربة والخطأ جزءًا هامًا من التعلم، ولكن بالنسبة للعديد من الطلاب، فإن فكرة الفشل، أو حتى عدم معرفة الإجابة، هي حالة شلل. لا يحب البعض ببساطة الظهور على الفور أمام أقرانهم أو شخصيات السلطة مثل المدرس. نظام الكمبيوتر ذكي، مصمم لمساعدة الطلاب على التعلم. يمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي للطلاب طريقة للتعلم والتعلم في بيئة خالية من الأحكام نسبياً، خاصة عندما يستطيع معلمو الذكاء الاصطناعي تقديم حلول للتحسين. في الواقع، أنظمة الذكاء الاصطناعي هي الشكل المثالي لدعم هذا النوع من التعلم، لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها غالباً ما تتعلم من خلال طريقة التجربة والخطأ
يمكن للبيانات التي تدعمها أنظمة الذكاء الاصطناعي تغيير كيفية قيام المدارس بالعثور على الطلاب وتعليمهم ودعمهم. إن عملية جمع البيانات الذكية، التي تدعمها أنظمة الكمبيوتر الذكية، تقوم بالفعل بإجراء تغييرات على كيفية تفاعل الكليات مع الطلاب المحتملين والحاليين. من التجنيد إلى مساعدة الطلاب على اختيار أفضل الدورات، تساعد أنظمة الكمبيوتر الذكية على جعل كل جزء من تجربة الكلية أكثر تخصيصًا لتلبية احتياجات الطلاب وأهدافهم.
تلعب أنظمة استخراج البيانات دورًا أساسيًا في المشهد الأكثر ارتفاعًا اليوم، إلا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التغيير في التعليم العالي. المبادرات جارية بالفعل في بعض المدارس لتزويد الطلاب بتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تخفف من عملية الانتقال بين الكلية والمدرسة الثانوية.
أنظمة الذكاء الاصطناعي ستغير مكان تعلم الطلاب، ومن يقوم بتدريسهم، وكيفية اكتسابهم المهارات الأساسية. على الرغم من أن التغييرات الرئيسية قد تستمر لعدة عقود في المستقبل، إلا أن الواقع هو أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تغيير كل شيء تقريباً نأخذه بعين الاعتبار حول التعليم.
باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي والبرمجيات والدعم، يمكن للطلاب التعلم من أي مكان في العالم في أي وقت، ومع هذه الأنواع من البرامج التي تأخذ مكان أنواع معينة من التدريس في الفصل الدراسي، قد تقوم، أنظمة الذكاء الاصطناعي فقط باستبدال المعلمين في بعض الحالات (للأفضل أو الأسوأ).
تساعد البرامج التعليمية التي تدعمها، أنظمة الذكاء الاصطناعي الطلاب بالفعل على تعلم المهارات الأساسية، ولكن مع نمو هذه البرامج ومع تعلم المطورين أكثر، فمن المحتمل أن يقدموا للطلاب نطاقًا أوسع بكثير من الخدمات. ومع ثورة الاتصالات والعصر الرقمي أمست بعض المواقع على شبكة الانترنت تعرض الكثير من التصميمات والصور لفانوس رمضان مثل “البرج وأبو ولاد ولوتس ودلاية” مع عروض الأسعار بغرض التسويق والبيع. وهذه النزعة في تسويق فانوس رمضان تعبر ببساطة عن حقيقة أن الصناعات الإبداعية ليست بعيدة عن “اقتصاد المعرفة” أو “الاقتصاد الجديد” الذي يتجاوز “كحالة متداخلة ومركبة” الاقتصاد الكلاسيكي بآلاته الثقيلة وخطوط إنتاجه النمطية فيما يتفاعل العقل الإنساني مع العقل الإلكتروني في بنى شبكية قوامها الإبداع الذي يستلزم دوما حرية التفكير. فلم تعد الطرق التقليدية في التفكير والتعبير والسلوك – كما يقول مثقف واكاديمي مصري بارز هو الدكتور شاكر عبد الحميد والذي شغل من قبل منصب وزير الثقافة – صالحة لهذا العصر الجديد أو القرن الجديد مؤكدا على أننا “نحتاج لمدن إبداعية جديدة تهتم بالصناعات الثقافية والإبداعية” حتى تصل مصر لمكانتها المرجوة المرموقة السامية والتي هي دون شك جديرة بها.
وإذا كانت ورش صناعة الفوانيس منتشرة في كل أرجاء مصر المحروسة فإن لمحافظة دمياط مكانة مميزة على هذا الصعيد وهي التي ابتكرت من قبل “الفانوس الخشبي الدمياطي” ليحمل اسم هذه المحافظة المصرية التي اقترنت بقيم ثقافة العمل وإتقان الحرفة.
ومحافظة دمياط الواقعة شمال شرق مصر يتجاوز عدد سكانها المليون ونصف المليون نسمة وعاصمتها مدينة دمياط وإلى جانب صناعة الأثاث تشتهر هذه المحافظة المصرية بصناعة الحلوى والجبن وتعليب الأسماك كما تتميز بأشجار النخيل وتضم مصيف رأس البر العريق الذي يلتقي فيه نهر النيل بالبحر المتوسط.
وبقدر ما يعكس هذا الفانوس الدمياطي نوعا من الخروج على الإنتاج النمطي فإن الظاهرة تعبر أيضا عن روح حداثية حيث استفاد المنتجون من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع “فيس بوك” للترويج للفانوس الخشبي الذي أنتج بأياد مصرية فضلا عن سعره الرخيص بما يضمن قدرة تنافسية في مواجهة الفوانيس المستوردة.
وبراعة الحرفي الدمياطي في فن مثل الحفر على الخشب “الأويمة” تعبر ضمنا عن مخزون الذاكرة وثراء الهوية المصرية حيث يتجلى في هذا الفن التمازج بين الفنون الفرعونية والقبطية والإسلامية فيما وإذا كانت دمياط المنفتحة تاريخيا والتي تبلغ مساحتها نحو 1 في المائة من مساحة مصر تشكل نموذجا مصريا مضيئا في الصناعات الإبداعية وثقافة العمل والاتقان فثمة اتفاق عام بين المثقفين المصريين على أن هذه الثقافة واجب الوقت.
وقد يكون “الفانوس المصري” الذي جاء هذا العام في أشكال وأحجام مختلفة وبألوان مبهجة ويعبر عن تألق الحرفيين المصريين هو الرد المطلوب على ظاهرة أثارت القلق حتى بين المثقفين آلا وهي استشراء ظاهرة استيراد منتجات تراثية كفوانيس رمضان من الخارج حتى دعا بعضهم مثل ومهما تعددت الكتابات التي تناولت فانوس رمضان من منظور تاريخي ولغوي “فهو رمز من رموز رمضان المصري” ومظهر من مظاهر بهجة الأطفال على وجه الخصوص خلال الشهر الكريم وتتزين به الكثير من الشوارع والمنازل على امتداد أرض الكنانة فيما انتقل من مصر لبلدان عربية أخرى.
أن أصل أغنية “وحوي ياوحوي” التي يرددها الأطفال وهم يمسكون بفوانيس رمضان يرجع للغة المصريين القدامى أن كلمة “ايوح” تعني “القمر” والأغنية كانت تحية للقمر ثم تحولت عبر الزمن إلى تحية خاصة بهلال رمضان.
وإذ دخل الفانوس ضمن فنون هندسة الديكور في بعض البيوت والفنادق والمنشآت السياحية فإن مشروعات صغيرة أخرى كصناعة المسبحات أو “السبح” ليست بعيدة عن الطيف الواسع للصناعات الإبداعية التي تنشط في شهر رمضان لشعب مؤمن ومحتفل بالحياة معا.
وورش صناعة المسبحات أو “السبح” شأنها شأن ورش فوانيس رمضان تنتشر في القاهرة المعزية ومن اللافت والدال أن يعمل شباب حاصل على شهادات جامعية بهذه الورش التراثية في الجمالية وخان جعفر وخان الخليلي وقصر الشوق بحي الحسين وهم يتحدثون بلغة العارفين “ومصطلحات الأسطوات في هذه الصناعة الإبداعية عن تفاصيلها الدقيقة.
وفي هذه الورش حيث “مزيج الصبر والموهبة” يمكنك أن تسمع مثل هذه المصطلحات عن الأحجار التي تصنع منها “السبح” مثل الكوك والمستكة والبكالايت” وقطعها وتجليخها وتلميعها و”عمل العضم أو القطعة التي تقع أعلى المسبحة” وتلضيمها وتغليفها جاهزة للبيع.
وكما هو الحال في فوانيس رمضان وصناعات إبداعية متعددة فإن أسعار السبح “العقيق والكهرمان والخشب والعود وعاج الفيل” معروضة على “مروحة واسعة للغاية” إذ تفيد المؤشرات أن أسعار البيع تتراوح في المتوسط ما بين 150 جنيها إلى 15 ألف جنيه غير أن بعض الأنواع النادرة والتي تصنع من الماس تباع بأسعار أعلى كثيرا.
وفي تلافيف خان الخليلي وغيره من عناوين حي الحسين بالقاهرة المعزية تصنع التحف المتعددة الأنواع والأشكال في ورش تحمل الكثير من الإشارات الدالة لحقيقة تنوع الصناعات الإبداعية وتطورها وإمكانية أن تكون محفزا لمزيد من المشروعات الصغيرة التي تسهم في توفير فرص العمل للشباب على وجه الخصوص وتفرز منتجات مصرية تعبر عن النجاح في إدارة التنوع كما تعبر ببلاغة وبساطة عن “معنى لقاء الأصالة والمعاصرة في إطار الهوية المصرية.
وإذا كنا نعيش في عصر تتضاعف فيه أعداد البشر ويتزايد عدد السكان في مصر بصورة مثيرة لقلق البعض وتساؤلات حول تأثير هذا التنامي السكاني على فرص العمل للشباب والأجيال الصاعدة والمقبلة فإن ثمة طروحات تومىء لأهمية الاستفادة من تجارب عالمية ناجحة للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والقائمة على الأفكار الإبداعية كحل ناجع ضمن عدة حلول لإشكاليات النمو السكاني المتعاظم وانحسار فرص العمل التقليدية.
وكما تشير بعض هذه الطروحات فإن المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للصناعات الإبداعية بحاجة إلى آليات متناغمة بين الحكومة والبنوك ومؤسسات التمويل المختلفة وإمكانية استحداث صندوق لتمويل تلك المشروعات للصناعات الإبداعية مع دعمها إعلاميا بالترويج لمنتجاتها وتشجيع صادراتها للخارج. ولئن كان شهر رمضان الكريم يبث الأمل في إمكانية تطوير الصناعات الثقافية الإبداعية المصرية على مستوى المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة ففي الوقت ذاته بمقدور الصناعات الإبداعية المتناهية الصغر الاستفادة من مبادرات لتشجيع هذه المشروعات.
وها هو شهر رمضان الفضيل يبشر بنفحاته الكريمة بأن الصناعات الإبداعية تشكل مجالا لتألق المواهب المصرية الشابة ويؤكد قدرة المصري المعاصر على إبداع المزيد من الأفكار التي تتجلى في منتجات مبهجة بقدر ما تعبر ببلاغة وبساطة عن “معنى لقاء الأصالة والمعاصرة في أرض الكنانة. أن من المستهدف أن يستفيد منها نحو عشرة ملايين مواطن بما يسهم في توفير ملايين فرص العمل للشباب.