وفي شهر القرآن لا صوت يعلو على صوت القرآن واهل القرآن فهم اهل الله وخاصته ومشاعل النور الحقيقي في غابات التيه والبركة المتوقدة من زيتونة لا شرقية ولا غربية حبلها موصول بالسماء تشرئب اليهم الاعناق وتهفو اليهم كل النفوس وتطمئن اليهم القلوب وتأنس بهم ولهم الارواح مستمتعين بنوع خاص ونادر من الراح ادناه راحة البال..
من الظواهر المبهجة والتى تملأ النفس فرحا مع اطلالات اهل القرآن ان نسبة كبيرة ولايستهان بها من المتنافسين والمتصدرين علية المجالس من النساء وخاصة الفتيات نماذج اكثر من رائعة زادهن القران جمالا واشراقا تفوقن على الرجال والشباب ويزاحمن بقوة على المراكز الاولى في المسابقات العالمية داخل مصر وخارجها حتى في اصعب الفروع وأشدها او اكثرها دقة في التجويد وفي القراءات العشر المشهورة .. شيء بديع ومذهل خاصة من الاطفال اصحاب الذاكرة التسجيلية الذين بهروا العالم واخرصوا كثيرا من الالسنة بلوعقد الذهول السنة كبار المحفظين والمحكمين وهم يشاهدون ايات معجزات للقران الكريم مع اهل القران خاصة بين غير الناطقين اصلا باللغة العربية ..وكأنهم بيان عملي ورسالة بالغة القوة ناصعة البياض للمؤمنين اولا ومن قبلهم من في قلوبهم مرض ومن يصيبهم القران خاصة والدين عموما بنوع نادر من الارتكاريا لاحد فروع وجوانب اشراقات العهد والضمان الالهي ” انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون”.
المنافسة النسائية في حفظ وتحفيظ وتعليم القران الكريم قضية من اهم واجل القضايا في المجتمع المعاصر بالنظر الى صعوبة وشدة المتغيرات التى تضرب المجتمعات على كثير من الاصعدة خاصة ما يتعلق بالقيم والاخلاق والتربية بصفة عامة والتوجهات والدعوات الصارخة نحو التحلل والانحلال ولم يعد الامر مجرد صرعات غربية شاذة ونوبات تقليد اعمى بل اصبحت مناهج ومدارس مقصودة ومحاولات اقتحام واختراق باي وسيلة للقلاع الحصينة للهوية وضرب القيم والاخلاق وزعزعتها في النفوس والاستهانة بها على كل صعيد.
المرأة القرآنية والجيل الجديد من الحافظات لكتاب الله امل كبير واعد ونقطة ضوء مبهرة وتأكيد وضمان على ان خطوط الدفاع حصينة وقوية وقادرة على مواجهة المؤامرات والعبث ليس فقط بالعقول بل بكل شيء في محاولة لتجريد المجتمعات الاسلامية من دينها واخلاقها.
قد يسأل البعض ولماذا المرأة تحديدا ولدينا اجيال ونماذج رائعة من الشباب الحفظة للقران ليس فقط من المنتسبين للتعليم الازهري بل ومن خارجه ايضا؟!
الاجابة ببساطة شديدة لان المرأة كانت الهدف الرئيسي بل والاول للحملات الخارجية في الحرب الثقافية في اقتلاع الهوية ومحاولة طمسها في خلخلة المجتمعات وضرب تماسكها وهي قضية وعاها جيدا المستشرقون والمستعمرون والتغريبيون ولا تعجب ان كانت المرأة هي البند الرئيسي في مؤتمرات المؤامرات الغربية والارساليات الاجنبية حتى من قبل زويمر وزبانيته والمساعدات الانسانية اواللا انسانية التى عقدت سواء في الدول الاسلامية او الاوروبية اوالاسيوية سواء في كولورادو او لكنو او دلهي او القاهرة وغيرها وما قضايا الحجاب والسفور وزي المراة دونا عن زي اي نساء اخريات في العالم وصرعات الموضة وصرخاتها واغراقها البلاد الاسلامية الا مجرد شواهد واعراض للقضية والاهداف الرئيسية التى تتبناها القوى الخفية المعلومة.
ولك ان تتخيل كم الجهود التى بذلت من اجل نقل وتعميم نموذج المرأة الغربية وياليته النموذج الامثل او المقتحم للحياة المشارك فيها بقوة العلم والثقافة وغيرها ولكن النموذج الاردأ والاسوأ في التمرد والخلاعة والميوعة والانحلال والمتعارض مع ابسط قواعد واصول الدين والاعراف الاجتماعية التقليدية ومحاولة تبنى النماذج الزاعقة في التمرد على الدين والاخلاق ودعمها بكل الطرق واستضافتها ومنحها جوائز هلامية وغير ذلك وما نراه الان من الدفاع عن المثليين ونماذج الام العزباء والسينجل مازر وبي استرونج ويمن واشباهها ليست الا شواهد حية وصارخة على ما يحدث.
من المفارقات المبهرة ان السحر لم يرتد فقط على الساحر في البلاد الاسلامية بل حدثت المفاجأة في عقر دارهم في الغرب حيث تتصدر المرأة المسلمة الملتزمة بدينها واخلاقها وحشمتها وحجابها ابرز المقاعد العلمية وتحصد اعلى واغلى الجوائز في فروع المعرفة المختلفة بل في اصعبها في الكيمياء والفيزياء وغيرها والاهم انها تقود مسيرة تحفيظ وتعليم القران الكريم للأجيال الجديدة سواء من ابناء المسلمين الاصليين الذين اصبحوا جزءا اصيلا من السكان الاصليين الى جانب ابناء المسلمين الجدد ولعل هذا من تجليات الحالة الايمانية واشراقات القوة الذاتية للدين الاسلامي الحنيف القوة التى لا يغلبها غلاب بجد.
ولعلنا ندرك اهمية وقوة الرسالة التى تحملها مسالة تعدد المسابقات الدولية للقران الكريم سواء في مصر الازهر اومكة المكرمة او في دبي والجزائر والمغرب او في دار السلام بتنزانيا او في الشيشان ويشارك فيها الالاف من حفظة القران الكريم من كل اصقاع الدنيا وهي مسابقات اصبحت علامات بارزة في مسيرة التحفيظ والمحفظين عالميا ليس فقط لما تكشفه من نماذج رائعة من الفتيان والفتيات ولكن للحالة التى تخلقها في الاوساط الاسلامية في العالم والتاكيد على حيوية وقوة الدعوة الاسلامية والارتقاء بحالة المتدينين في تلك المجتمعات ليكون التدين قائما على اصول راسخة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..ولعل في هذا رسالة طبيعية وغير مباشرة لمن يكيدون للاسلام ومن اضناهم التعب في محاولة الصاق تهمة الارهاب والتطرف به وبأهله حتى خابوا وخسروا وسقطت كل نظرياتهم سواء في اختراق المرأة والسيطرة عليها وتغريبها واخراجها من دينها ولباسها الى نظرية تجفيف المنابع الخبيثة فاذا بالمنابع تفيض وتفيض وتملأ الارض نورا وضياء ولو كره الكارهون.
هنا لابد من الاشادة بالجهد الكبير الذي تقوم به وزارة الاوقاف والازهر الشريف واروقة الجامع الازهر سواء في المقر الرئيسي للجامع او الفروع بالمحافظات على صعيد القران واهله على مدار العام حقيقة وليس في شهر رمضان فقط..وتكريم اهل القران في احتفاليات كبرى بمشاركة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور كبار رجال الدولة والعلماء..
وهنا احي توجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف بتكريم الاسر القرآنية اباء وامهات الحفظة ايضا ومنحهم الجوائز القيمة الى جانب الحج والعمرة تقديرا لهم وجهدهم وجهادهم مع الابناء ورعايتهم حتى يتموا الحفظ ومواصلة المدارسة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
سطوع نجم المرأة في عالم حفظ وتحفيظ القران الكريم وتعليمه هو بمثابة عودة الشيء الى أصله واستعادة لدور كان مفقودا وريادة ظلت غائبة لزمن طويل خاصة وان المرأة لم تكن غائبة عن حفظ وتحفيظ القران منذ اشراقات الرسالة المحمدية وكن عالمات فقيهات يرجع اليهن صحابة رسول الله في كثير من القضايا وخاصة امهات المؤمنين رضوان الله عليهن.
وحتى في العصور اللاحقة هناك الكثير من النساء اهتممن بتحفيظ القرآن الكريم وقيل ان السيدة زبيدة بنت جعفر المنصور العباسي كانت تعتني بالقرآن الكريم كثيرا وكان لها مائة جارية كلهن يحفظن القرآن الكريم.
هنيئا لأهل القران ونعيما دائما ومشرقا لمجتمعات تعيش في ظلال القران الكريم.
والله المستعان.
Megahedkh@hotmail.com