من علامات المسلم أن يكرم ضيفة وأن يامن جاره بوائقة ليس هذا فقط وإنما لا يبيت شبعان وجاره جائع ويعني ذلك أنه يهتم بأمره وينشغل بما يهمه في الحدود التي يسمح له بها “من لم يهتم بأمره المسلمين فليس منهم
ومن علامات المسلم الإيمان بالقضاء والقدر ولا ييأس من روح الله لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون فهو دائم الأمل في الله وفي كرمه وفي فرجه وفي أنه سيجد ما يرضيه من خالقه العادل الذي يرحم عبده كما لا ترحم الام ولدها.
من هنا عندما تظهر ظاهرة الانتحار في بلاد المسلمين فلا بد أن أمر ما تغير في ثقافتهم ووعيهم الديني خاصة وأن المسلم يؤمن إيمانًا جازما لا شك فيه أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ولو كانت تساوي جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء ، ويؤمن أنه إن لم ينل من الدنيا حظًا فإن ما عند الله خير وأبقى
وعندما نفاجأ بأن رجلًا أو امرأةً ماتت وتخللت جثتها في بيتها ولها جيران وأبناء فمن المؤكد أن هناك نقص في المسئولية الدينية لدى جيرانها الذين يعلمون حق الجار الذي أوصاهم به رسولهم حتى قال لهم :”مازال جبريل يوصيني بالجدار حتى ظننت أنه سيورثه” وعندما يتخلى الجيران عن التواصل مع جارهم أو جارتهم التي تعيش وحيدة حتى تموت وتتحلل فعلينا أن نعيد حساباتنا في مسئولياتنا الإسلامية الاجتماعية وقد يقول أحد الجيران إنه لا يحب أن يتطفل على الآخرين ، نقول له إن هناك “واتس” يمكن الاطمئنان به وكذلك تليفون ورسائل تمحنا اطمئنانًا خاصة على الذين يعيشون فرادي دون أن نسبب لهم أذى .
في سنوات بعيده نشرت الجرائد لدينا أن رجلًا فرنسيًا توفى في محطة المتروا فلم ينشغل به أحد حتى تحلل أي أن الماره لم يهتموا برجل نائم عدة أيام في مكان ما حتى ظهرت رائحته ،وقد نشر الخبر باعتباره من الغرائب، وقد عشنا حتى وجدنا لدينا نماذج من ذلك ولم تعد تدهشنا أخبارها.
ومن هنا فعلى كل مسلم يصلي أن يدرك أن تواصله بجيرانه والاهتمام بهم بما لايؤذيهم يكمل دينه وصلاته وعلى كل مسلم يزكي ويموت في دائرة إقامته من يعانون الجوع أن يدرك أنه قد يتحمل في إثم هؤلاء ،وقس على ذلك بقية النماذج.