لم ترتحلْ متعمِّداً
أنا من جعلتُكَ ترحلُ!
لم تنقضِ العهدَ الوثيقَ
أنا التي
قسراً جعلتُكَ تفعلُ
لم تفلتِ الكفَّ التي
اعتمدتْ عليكَ
وإنَّما
كفِّي تراختْ
وحدها
لما أحسَّت
أن قلبيَ مُثقلُ!
حدسي النسائي(اللعينُ)
أسرَّ لي
فعرفتُ
ماذا أفعلُ
خُذْ نصفَ قلبِكَ
وارتحلْ يا صاحبي
أنا دونَ قلبٍ كاملٍ
لا أقبلُ!
غادرْ بربِّكَ
لستُ نادمةً
أنا من خُيِّرتْ
فاخترتُه
واختارني
هذا الرحيلُ الأنبلُ
هوّنْ عليكَ
فلستَ أوَّل عاشقٍ
يتبدّلُ!
هوّنْ عليكَ
فلستَ آخرَ عاشقٍ
مثل النوارسِ يرحلُ
غادِرْ
فلستُ أنا التي
ترضى البقاءَ تجمُّلاً
بالكبرياءِ عهدتُني
أتجمّلُ
أعطيتُ كُلِّي
كيف تحسبُ أنَّني
بأقل مما قد منحتُ
سأقبلُ؟!
هذا الطريقُ
أنا التي سوَّيتُه
كي أرفعِ الحرجَ الذي
سيحسُّه القلبُ الوسيمُ الأجملُ
واقتدتُ خطوكَ للرحيلِ
حملتُه حملاً عليه
ولم أزلْ أتعلَّلُ
قلبي تحمًّلَ فوق طاقتِه
ولكنْ
لم يعُدْ يتحمّلُ
صبرُ النساءِ على المواجعِ قصةٌ
لا تنتهي
صبرٌ عجيبٌ مذهلُ
قد تصبرُ امرأةٌ على
ما لا يُطاقُ
وترتجي وتُؤمِّلُ
إلا على بعضِ الذنوبِ
فإنَّها لكبيرةٌ
أجملتها
أأفصِّلُ؟
(نقِّلْ فؤادكَ حيث شئتَ
من الهوى
فالحبُّ لي
وأنا الحبيبُ الأوّلُ!)