كتب:عبدالعزيز السيد:
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات المؤتمر الذي عقده مركز نور سلطان نازارباييف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات عبر الفيديوكونفرانس تحت عنوان: “دور زعماء الأديان في تحقيق التنمية المستدامة في العالم”.
وقال الأمين العام في بداية كلمته إنه على الرغم من حداثة مصطلح (التنمية المستدامة) فإنّ مفهومه ليس بجديدٍ على الإسلام والمسلمين، فقد حفل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالعديد من النصوص التي تمثل الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، وتضع الضوابط التي تحكم علاقة الإنسان بالبيئة من أجل ضمان استمرارها صالحةً للحياة إلى أن يأتي أمر الله -عز وجل-.
أوضح الأمين العام أنّ مفهوم التنمية المستدامة في الإسلام أكثر شمولًا، بل إنّه أكثر إلزامًا من المفهوم المناظر الذي تمّ تبنّيه في أجندة القرن الحادي والعشرين المنبثقة عن قمّة (ريو)، فالنظرة الإسلامية الشاملة للتنمية المستدامة توجب ألّا تتمّ هذه التنمية بمعزلٍ عن الضوابط الدينية والأخلاقية، لأنّ هذه الضوابط هي التي تحول دون أيّة تجاوزاتٍ تفقد التنمية المستدامة مبررات استمرارها.
أشار الأمين العام إلى أن مهمة التنمية المستدامة في المنظور الإسلاميّ هي توفير متطلبات البشرية حاليًا ومستقبلًا، سواءٌ أكانت ماديةً أم روحيةً، بما في ذلك حقّ الإنسان في كلّ عصرٍ ومصر في أن يكون له نصيبٌ من التنمية الخلقية والثقافية والاجتماعية. وهذا بعدٌ مهمٌ تختلف فيه التنمية المستدامة في المنظور الإسلاميّ عن التنمية المستدامة في النّظم والأفكار الأخرى، لأنّه يعتمد على مبدأ التوازن والاعتدال في تحقيق متطلبات الجنس البشريّ بشكلٍ يتفق مع طبيعة الخلقة الإلهية لهذا الكائن، والوظيفة التي أعدّ من أجلها ولها.
وختم عياد كلمته ببعض التوصيات منها: ضرورة أن تتبنّى وسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيونية والصّحفيّة قضايا التنمية المستدامة، وتخصيص البرامج القادرة على توعية الجمهور بتلك القضايا، وذلك بمشاركة القادة الدينين، وضرورة أن تتضافر كافّة الجهود في العالم وتتوحّد الرّؤى للقضاء على معوقات التنمية المستدامة، والعمل على زيادة الوعي بقضايا وموضوعات التنمية المستدامة من خلال جهودٍ بحثيةٍ وشراكاتٍ علميةٍ؛ مؤكدا على استعداد مجمع البحوث الإسلامية إقامة هذه المشاريع وتلك الشراكات مع المؤسسات العلمية المختلفة والهيئات البحثية المعنية بهذا الشأن؛ إسهامًا منه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبسط ما يتعلق بها قيامًا بالواجب والرسالة.