ماذا توقَّعتَ؟
ذاتَ البنت
واقفةً
على مشارفِ ذات الحزنِ
ترتجفُ؟
لا يا صديقي
فقد غادرتُ من زمنٍ
مشياً على الجرح
حيَّاً وهو ينتزفُ!
تعبتُ مِني
وكاد الحزنُ يذبحني
وكدتُ أركنُ للخذلانِ
أعترفُ
لكنْ قسوتُ على نفسي
وها أنا ذي
رغم الجراحِ
كرمحٍ شامخٍ أقفُ!
ماذا توقَّعتَ؟
وجهاً بالأسى طُمرت
سيماه
عشعشَ فيه
الخوفُ والأسفُ؟
لا يا صديقي
لقد أدركتُ يومئذٍ
أن الحياةَ قرارٌ
والأسى ترفُ!
فقمتُ أنزعُ نفسي
مثلما انتزعتْ
فسيلةٌ
لم يزلْ يأسى لها السعفُ!
وسرتُ
أُخفي جراحاً
ربما أبداً لن تشتفي
ولظاها فوقَ ما أصفُ!
لكنْ
كسبتُ
-وهذي الكبرياءُ معي-
نفسي
وفي الصدرِ
يبكي المرهفُ الدَنِفُ!