يسر أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي أن تعلن عن شعار يوم التنوع البيولوجي 2022: “بناء مستقبل مشترك لجميع أشكال الحياة”.
تم اختيار الشعار لمواصلة بناء الزخم والدعم لإطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد عام 2020 الذي سيتم اعتماده في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للتنوع البيولوجي # COP15. الشعار متاح بلغات الأمم المتحدة الست.
يظل التنوع البيولوجي هو الحل للعديد من تحديات التنمية المستدامة. من الحلول القائمة على الطبيعة إلى قضايا المناخ والصحة والأمن الغذائي والمائي وسبل العيش المستدامة ، يعد التنوع البيولوجي هو الأساس الذي يمكننا البناء عليه بشكل أفضل.
وفى مصر يأتى أهمية العودة للتناغم مع الطبيعة باعتبارها الفرصة الحقيقية لحماية الإنسان وكوكب الأرض، وتسليط الضوء على أهمية التنوع البيولوجى وحمايته من آثار التغيرات المناخية، خاصة فى ظل استضافة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر المناخ COP27، وما يفرضه علينا الوضع العالمى الراهن فى التأكيد على أن حماية البيئة والتنوع البيولوجى لم يعد رفاهية، بل لابد أن يكون جزءا أساسيا لحياتنا اليومية.
وأن شعار هذا عام يؤكد أهمية التضامن العالمى على كل المستويات لبناء مستقبل منسجم مع الطبيعة والحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارته على نحو مستدام لضمان صحة الإنسان وكوكب الأرض التى ترتبط ارتباطا وثيقا بالتنوع البيولوجى، حيث إنه بالتعدى على الطبيعة وتدمير الموائل الطبيعية، يتعرض عدد متزايد من الأنواع للخطر، ويمتد هذا الخطر ليشمل الإنسانية والمستقبل وخير دليل على ذلك تفشي جائحة كورونا.
أن الحفاظ على التنوع البيولوجى هو السبيل لمواجهة العديد من تحديات التنمية المستدامة فهو الأساس الذي يمكننا البناء عليه لتقديم الحلول المتناغمة مع الطبيعة فى كل القضايا البيئية كالمناخ والصحة والأمن الغذائي والمائي حتى نصل إلى الاستدامة في كل نواحى حياتنا الحياة.
وتأتى أهمية التوعية البيئية وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجى، للتأكيد على أهمية توعية المواطنين بأساليب الحفاظ والتناغم والتعايش مع الطبيعة والاستمتاع بثرواتها الطبيعية وتنوعها البيولوجى الفريد دون الإضرار به.
وهذا بالأضافة لدعم الحكومة للعمل البيئى والحفاظ على التنوع البيولوجى، وهو ما برز فى تحقيق العديد من الإنجازات، ومنها تطوير المحميات الطبيعية وتفعيل رؤية واستراتيجية متطورة لنظم إدارة استخدامات الموارد الطبيعية بالمحميات الطبيعية تستهدف تحقيق الاستدامة لمواردها كأحد توجيهات القيادة السياسية وادارتها وفق النظم العالمية لتحقيق الحفاظ على ثروات مصر الطبيعية.
إن مكافحة التجارة غير الشرعية في الحياة البرية تأتى بالتعاون بين وزارة البيئة مع إدارة الحياة البرية بحدائق الحيوان بالجيزة والإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات والجهات المعنية من خلال تنفيذ خطة سنوية للتفتيش على الأسواق وأماكن ومحال بيع الحيوانات البرية لمصادرة الأنواع المخالفة وإيداعها بحدائق الحيوان أو إطلاقها فى بيئتها الطبيعية والتفتيش الدوري على المزارع والقرى السياحية والمشروعات المرخص لها بإكثار الحيوانات البرية، بالإضافة إلى التعاون مع منظمات المجتمع المدني وناشطي حقوق الحيوان والمتطوعين في التعامل مع البلاغات والضبطيات وكذلك عملية إعادة إطلاق الحيوانات والطيور إلى بيئتها الطبيعية مرة أخرى.
جدير بالذكر أن العالم يحتفل يوم 22 مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع البيولوجى، وهو يوافق تاريخ اعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجي في 22 مايو 1992، وترجع أهمية التنوع البيولوجي فى كونه مصدر السلع والخدمات الأساسية التي ينعم بها كوكبنا، التى تعتمد على تنوع وتباين الجينات والأنواع والتجمعات الحية والنظم الإيكولوجية، فالموارد البيولوجية هي التي تمدنا بالمأكل والملبس، والدواء والغذاء الروحي والأكسجين الذي نتنفسه وتنقية المياه ومجابهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.
كاتب المقال
ا. د عاطف محمد كامل مؤسس كلية الطب البيطري جامعو عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية- اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير التغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالاتحاد العربي لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية