جاء في تقرير لمنظمة أوكسفام الخيرية ونشرته الصحف أن ملياردير جديدًا ينضم إلى صفوف المليارديرات كل ٣٠ ساعة في مقابل انضمام مليون إنسان إلى صفوف من تحت خط الفقر كل ٣٣ ساعة وذلك خلال أزمة كورونا .ومن هنا فإن المتوقع أن يزيد الأمر سواء بعد أن انضمت الى أزمة كورونا الحرب الروسية الأوكرانية والتي يتوقع الخبراء لها اثارًا سيئة على العالم نتيجة الحرب ونتيجة موجة غلاء الغذاء . فإذا أضفنا إلى ذلك محاولات استغلال هذه الحرب من قبل البعض بمنطق لا يعرف إلا المكسب وابعد ما يكون عن القيم النبيلة بل تصبح الوسائل غير الأخلاقية هى المنهج أدركنا الخطر الذي يقدم عليه عالمنا
من هنا فإن العالم مقبل على فقر شديد البشاعة “مدقع” ينضم إليه ملايين البشر أى أن دولًا بكاملها قد تقع فيه وأن البشر قد يعودون إلى مرحلة شديدة السوء في العلاقات الاجتماعية التي سيكون للأزمة الاقتصادية. ظلالها عليها فقد يصل الأمر إلى ظهور طبقات العبيد وملاك العبيد وتجار العبيد في صورتها البشعة القديمة – صحيح أن هناك ألوان من الرق الحديث تنتشر في المجتمعات وترصدها المؤسسات المهتمة وتحذر منها لكن التقرير يشير إلى أننا ذاهبون إلى تقلص ملاك الأموال في أشكالها المختلفة في نسبة ضئيلة من أبناء العالم في الدولة الواحدة وبين الدول وبعضها البعض في مقابل اتساع رقعة الفقر المفضي إلى قبول الواقعين فيه بما لا يمكن قبوله لإنسان ألا وهو الرق في شكله المجرد ويصبح الحصول على لقمة لتمسك على الإنسان حياته مقابل حريته أمرًا عاديًا.
لكن علينا أن ندرك أيضا أنه إذا كان هناك نافخون في النار ومستفيدون منها فإن هناك من أبناء العالم الباحثين عن الحرائق لإطفائها، وعن الجراح لتضميدها وتبقي المشكلة فيمن سيكونون أكثر تضامنا وأكثرها أبداعًا في تحقيق أهدافهم من الفريقين الذين يتواجدون ما وجد البشر وما وجدت حياة إنسانية بكل جوانبها واشكالها .
بقي أن يبدأ المهتمون بأمن هذا العالم بالتحذير من عملية تقليص المال في أيدي نسبة ضئيلة من أبناء المجتمع العالمي وزيادة رقعة الفقر على الاقتصاد العالمي بما يستتبعه من كساد اقتصادي وركود قد يودي بامبراطوريات اقتصادية قبل أن تجتاح آثاره الفقراء . فإذا أدركت نسبة من فريق الأغنياء الذي يزداد غناه هذه الحقيقة وآمنت بخطورة الأمر – وهو أمر ليس سهلا – نصبح في طريقنا الى الخروج من الازمة
ثم تبدأ عمليات اقتراح الحلول ذات المنطق العالمي غير المحدود التأثير بحيث يعود نفعها على الفريقين أي أنها لا تقتصر على عملية عطاء من غني لفقير بقدر ما تكون حلولا تحقق حركة اقتصادية تناسب الأزمة ويصل أثرها الإيجابي. إلى الجميع ولا يعني ذلك أن نستبعد العمل الخيري القائم على العطاء المجاني الذي يبتغي صاحبه وجه ربه وانما لابد أن تكون هناك حلول تغري أصحاب الثروات بالمشاركة فيها لان نفعا ماديا سيعود عليهم ..فهل نستطيع