وكيف أمضيت كل تلك السنوات، بكل هذا الوجع، دون أن تموت؟!..
لا شيء..
عندما أصابني ذلك الانطفاء الأول مات بداخلي الشغف تجاه الأشخاص والأشياء والأحداث..
مات القلق الكبير..
والانتظار الكبير..
تلك العادة السيئة..
التي كانت تأكل زاد صبري ألف مرة في اليوم ولم تعترف بكرم ضيافتي، ولو لمرة على سبيل المجاملة حتى..
ولما كان مقرر الأشياء-بعد طول عمر-أن تموت..
فقد ماتت..
كل الأشياء الجميلة التي أحببتها فيهم يوما..
فماتوا بداخلي وهم على قيد الحياة..
وهكذا ماتت الأبعاض رويدا رويدا..
وبقيت أنا..
بلا أنا..
فقط جسد متعب..
، وذاكرة مرهقة، تسكنها ملامح قديمة باهتة..
وطعنة نافذة بالخاصرة..
تركت كتذكار..
وما زلت لا أعرف يا سيدي..
لمن أقول شكرا؟!..
للخنجر؟!..
أم اليد التي كانت خلفه؟!..
وقد تركاني حيا..
لكن..
على قيد الموت..
انتهى..
زفرة..
بقلمي العابث..