الشائعة مثل النكتة لا أب لها ولا أم ، وإذا كانت النكتة تتميز بروح السخرية فهناك أيضًا شائعات كثيرات مليئة بالسخرية المرّة ، أو على رأي المتنبي ” ضحك كالبكاء ” ، والشائعة والنكته كلاهما قديم ، قدم الروح المصرية الساخرة بطبعها والتي تحول أكبر المشكلات إلى مجرد كلمات .. أو تحاول الإنتقام ممن ظلمها بالكلمات الساخرة .
وسلاح الشائعات والنكت والسخرية من القوة بمكان بحيث يمكنها إغتيال فكرة أو سيرة شخص ما، أو حتى مجتمعًا إغتيالًا معنويًا قد يؤدي إلى هدمه .. دون أن يستطيع أحد وضع يده على الجاني كما يحدث في الجرائم العادية ، فترى هذا الإغتيال يبدأ بكلمة ” بيقولك كذا وكذا ” أو ” سمعت.. بيقولوا كذا وكذا ” .. ومن أشهر من تم إغتيال سيرتهم التاريخية هو الوزير “قراقوش ” وربما هى المرة الأولى التى تتعدد فيها الشائعات الساخرة عليه تعدد صواريخ ” الكات يوشا ” في الحروب ، أطلق المصريون سلاح الشائعات الساخرة المعقولة وغير المعقولة .. فالشائعة في ذاتها جانبًا كبيرًا غير معقول وإلا تحولت إلى “خبر ” حتى وإن كان مجهول المصدر ، فهى لاتخبر بشيء قد حدث على وجه اليقين وإنما السخرية منه .. تعددت الشائعات الساخرة حول ” قراقوش ” حتى جمعها رجل يسمى ” ابن مماته ” في كتاب اسماه “الفاشوش فى حكم قراقوش “.
كتاب صغير الحجم ، لكنه لاذع الكلمات وكأنه كتب بمداد من الشطة الحراقة المخلوطة بالقرنفل ، ففى سطوره التى كتبت بالعامية المصرية المخلوطة بالعربية الفصحى ، لتصل الى كل مصرى ، يعشق السخرية وكل المصريين كذلك ، مايجعل المتذوق للغته أن يقع على قفاه من شدة الضحك الساخر ، على شخصية بهاء الدين بن عبدالله الاسدى الشهير بقراقوش. الذى هو فى حال اصله اسيوى المنشأ والمولد ،رومى النسب ، سمى بالأسدى نسبه الى أسد الدين شريكوه عم صلاح الدين الأيوبى ، اما معنى كلمة “قراقوش ” التركية فهى ” النسر الأسود” وكان صلاح الدين قد اتخذ من هذا النسر الاسود ، وزيرًا للحرب ، تصدى معه للصليبين ، ومن قبلها شيد قلعة صلاح الدين ، التى هى من المزارات المحببة للمصريين والأجانب حتى اليوم ، وكذا بناء سور القاهرة ، واعاد بناء اسوار عكا . وقد احبه صلاح الدين ووثق فى قدراته بشكل كبير ..حتى أنه كان يخلفه كنائب للسلطان يحكم بين الناس فى خلافاتهم ، وكأنه قاضى القضاة .
وبلغ من حب صلاح الدين ، ان إفتداه بعشرة الآف دينار، حين وقع أسيرًا فى أيدى الصليبين ، بعد معركة ضارية ، استولوا فيها على عكا 1191ميلادية . . وقيل افتداه صلاح الدين بستين الف دينار . وذلك على العكس تمامًا مما أورده المخرج الكبير يوسف شاهين فى فيلم الناصر صلاح الدين ، فقد جعل حاكم عكا خائنًا يبيعها للصليبين ، وقام بدوره الفنان توفيق الدقن ، وقد يصادف ذلك إمتداد السخرية التى سطرها الأسعد بن مماتى فى كتاب الفاشوش 606 هجرية 1209ميلادية ، ليكتمل طالع النحس للنسر الأسود مع المصريين .
والسؤال لماذا السخرية من قائد الجيوش ووزير الحرب والحَكم بين الناس ؟! ويأتى الجواب يكشف السر بأنه إعتمد الشدة والجبروت ضد المصريين، فى فرض الضرائب الباهظة ،حتى ينفذ مشروعاته واحلامه .
فكان كل همه جمع المال ، وكان يطلق جنوده على الناس فى الشوارع يسلبون ما معهم ، سواء كانت أموالًا أو دوابًا ، مثل الحمير والخيول والبقر والجاموس ، ومن رفض تسليمهم مامعه قتلوه فى الحال، حتى وصفه مؤلف الكتاب ابن مماتى بالظالم الجائر وعدم الكفاءة والدراية، وافتقاره للذكاء الإجتماعى فى مواجهة الأزمات، فشخصية قراقوش القلقة كادت تقود الدولة الى الخراب ـ حسب وصف الكتاب ــ فقد كان دافع ابن مماتي وطنيًا يخشى على الدولة من الإنهيار.
وحتى لايقول قائل من هذا الأسعد بن مماتى ، الذى يسخر ويجعل الناس تهزأ بوزير الحرب ونائب السلطان والمتحكم فى أمور الناس ؛ الذى اختاره البطل صلاح الدين الايوبى ووثق به ؟!
يأتي تعريف ابن مماتي ليقول : انه كان أحد الشخصيات البارزة جدًا التى ظهرت فى النصف الاول من حكم الايوبيين ، وعرف بإسهاماته الإدارية اذا اسندت له رئاسة ديوان الجيش ، وكذا رئاسة ديوان المال ، عندما أثبت كفاءة إدارية عالية .. وكان كاتبًا معروفًا وتعددت مؤلفاته حتى بلغت الثلاثين كتابًا تميز فيها بخفه ظله وبراعته الساخرة ، وكان شاعرًا لطيف العبارة ، ومن مؤلفاته ” قرقرة الدجاج فى ألفاظ ابن الحجاج، النهاية فى شرح الهداية ، قوانيين الدواوين ، ترجمان الجمان … وغيرها الكثير “.
وقد ذاع كتابه الفاشوش ، حتى كان له الصدى الكبير ، وكتب الكثيرون معلقين عليه ، ومنهم دراسة عمدة فى المجال تحت اسم “الفاشوش فى حكم قراقوش.. الدوافع والاغراض ” الدكتور رياض عبد المحسن .. وكما يؤكد: كان صلاح الدين يوكل اليه شؤون السلطنة اذا خرج للقتال أو الأسفار خارج البلاد .
وكتب الدكتور شوقى ضيف مقالاً مهمًا بعنوان” قراقوش” وهناك كتاب لمؤلفه فاروق سعد اسمه” قراقوش ونوادرة ” ، ومن الطريف أن الفقيه جلال الدين السيوطى قد جمع عشرين طرفه من مساخرقراقوش مع المصريين فى كتاب اسمه “الفاشوش فى أحكام وحكايات قراقوش “طبعته المطبعة البولاقية الخصوصية سنة1311هجرية وكان ثمن النسخة عشرة مليمات ، وقد قال عنه السيوطى : كان رجلًا صالحًا ، غلب عليه الإنقياد لفعل الخير ، لكنه كان يحكم بعقله ، ورؤيته لايقتدى بعَالِم ولا يعرف المظلوم من الظالم ، وبهذا أتلف الأمة ، وأجلب عليها كل غمه ، فالله يكفيكم شره وهمه، وكان لايقدر أحدًا لعلو منزلته عند السلطان ، وكان صلاح الدين يعلم منه عدم الفطنة وعدم النباهة ، لكنه يحبه لكونه كان يغلب عليه عمل الخير، ومن سوء تدبيره وصفه الناس بالحكايات المضحكة المضاهية لحكايات “جحا”، وكان يحب النساء البيض ، ويبغض السود ولو من الحرائر، ويجاهر بذلك ، ويحكم للمرأة البيضاء ولو كانت ظالمة .
وقد كتب الأسعد بن مماتى اكثر من عشرين موقفًا هزليًا، فعلها قراقوش مع المصريين ، كلها غفلة وحماقة وسوء تصرف وكأنه تحت تأثير مخدر أو بالمعنى المصرى الحديث ” عامل دماغ ” .
ومعنى كلمة فاشوش بالعامية المصرية معروف ، كأن نقول على شيء كنا نتوقع منه مكسبًا ، أو شيء مهمًا ، ” طلع فاشوش” يعنى كلام فارغ بالبلدي ” أونطة” .
يقول ابن مماتى فى علة تأليف الكتاب :إنى لما رأيت عقل بهاء الدين قراقوش ، محزمة فاشوش ،وقد أتلف الأمة ، لايعرف المظلوم من الظالم ، الشكية والحق عنده لمن سبق، ويشتاط اشطياط الشيطان، ويحكم حكمًا ماانزل الله به من سلطان، صنفت هذا الكتاب لصلاح الدين، عسى أن يريح منه المسلمين .
** والآن نتستعرض بعض ماضمه كتاب الفاشوش، من طرائف بطلها قراقوش، ننتقى منها مايصلح للكتابة العامة ، ففى كثير منها الفاظ قبيحة قبح صريح، وإن كانت اظرفها واطرفها.. ولعل من اكثرها حشمه ، تلك المرأة التى ذهبت اليه تشكو زوجها ، أنه يأتيها من الخلف رغمًا عنها ، فقال لها بعد دهشة طالت : ياسبحان الله فى عقل النسوان ، وايش فى ذلك غريب ؟هو زوجك وانتى مراته ، دفع فيكي مهرًا وجهازًا ويطعمكِ ويسقيكي، جزاه الله خيرًا ، حيث أتعب نفسه فى نفعك من الجهتين ، ثم تيجى تشتكيه ؟ فقالت : ولكن الذى يعوزه منى حرام . فقال للجند : هاتوا اللوطي ، هذا الذى بقى من قوم لوط ، وجرسوه وعلى حمار بالمقلوب اركبوه، وامام الخلق اجلدوه ، فقد ترك ثقوب كثيرة ، وذهب الى ثقب زوجة حقيرة .
الحكاية الأولى…. وهى ترجمه لحبه للنساء البيض على السود.. يقول :جاءته امرأة سوداء لها خادمة تركية بيضاء ، تشكوعدم طاعتها ، وسوء أدبها، فأطال النظر وقال متعجبًا للمرأة السوداء :أولك خلق الله ، جارية تركية بيضاء تخدمك ، وانتِ سوداء ؟ مايقول ذلك إلا مجنون !
ياحراس اجعلوا البيضاء سيدة لهذه السوداء ، وإن ارادت البيضاء باعتكِ فى السوق أو اعتقتكِ ، فقالت المرأة : ماأنصفت ياوزير .فقال غاضبًا : هكذا يكون الإنصاف ياسوداء ، ماانا مجنون ولا مدهوش ، إنصرفى عنى ياسوداء ، ياقبيحة المنظر ، لاخير فى الأسود ولو كان فى المسك والعسل .. فجعلت السوداء تتعطف جاريتها البيضاء وتقول وهى تبكى اعتقينى لوجه الله ، وسأعطيكى كذا وكذا ، حتى رق لها قلبها وأعتقتها.
**
حكاية ثانية …. كان فى مطلع كل سنه يتصدق على الفقراء بمال كثير ، وحدث وجاءته امرأة مات زوجها تطلب كفنًا له ، أو مال تشترى كفنًا ، فقال :مال الصدقة بتاع هذه السنه قد فرغ ، ولو جيتى قبل مايفرغ اعطيتك . انتظرى فإن جاء ميعاد الصدقة فى السنه الآتية اعطيكى ، فقالت: وهل يقعد الميت سنه من غير كفن ؟ فقال: الميت زوجك ولك الأمر ، فإن شئتِ فادفنيه ، وإن شئتِ فى بيتك خليه، فإن دفنتيه ريحتيه، وإن خلتيه تؤذيه ، فقالت : هذا لايجوز .فزعق غاضبًا : اخرجوا هذه المرأة انها قبيحة وتحب الفضيحة ، ولا تقبل النصيحة ، قولوا لها تدفنه بثيابه ، وإن جاء ميعاد الصدقة ، تأخذ كفنه وتكفنه فى قبره ،أو تلبسه هى بدلاً عنه،وهذا آخر كلام والسلام .
**
حكاية ثالثة ….. وهى أن جنديًا نزل فى مركب ، وكان فيها رجل فلاح وزوجته ، فغمز الجندى زوجة الفلاح فشتمته ،فضربها وكانت حاملًا ابن ستة أشهر فسقط حملها ، فشكاه الفلاح الى الوزير قراقوش ،فقال للجندى : خدها عندك ،واطعمها واسقيها ، حتى تصيرفى ستة أشهر، ثم ردّها لزوجها ، فقال : سمعًا وطاعة ، فقال الفلاح : ياوزير تركت اجرى على الله ، فقال له : جزاك الله ، هكذا تكون مروءة الفلاحين .
** حكاية رابعة ….. وهى ان شخصًا شكى له، مماطلة مديونه فى حقه . فقال المديون : ياسيدى أنا رجل فقير ، وكلما تحصلت على شىء آتيه به فلم أجده ، فاصرفه على نفسى وعيالى . فقال قرقوش : احبسوا صاحب الحق ، حتى ان المديون اذا تحصل على شىء، يأتى به فى الحبس ، ليدفعه له ويظهر صدق المديون من كذبه ، فقال صاحب الحق : تركت حقى واجرى على ربى .
**
حكاية خامسة ….. رأى كرديًا يجامع حمارة ،فقال : حدوه ؟ فأقاموا عليه الحدوجلدوه.. ثم قال : حدوا الحمارة ؟ فقالوا : وماذنبها وهى دابة لاتتكلم ، ولاعقل لها ولايوجد فى الشرع حد الحمير يا سيدنا السلطان ؟ فقال : وهل وجدتم فى الشرع أحد يجامع الحمير ؟ حدوها لأنها لو لم يكن لها غرض لرفصته برجلها ، أو عضته بحنكها ، كما تشاهدون عند قرب الحميرالذكور منها وليس لها غرض، ولكنه وجد منها الميل له، وظنته حمارًا، وقفت له وتشدقت بحنكها، كما تتشدق للحمار عند جماعها .. وقد أمرتكم بأنكم تفعلوا بكل من رأيتموه يفعل بحمارة او بغلة ،أو غيرها . لئلا يكثر الفساد فى العباد، وتقل ذريه الآدميين ، وتكثر ذرية الحمير وغيرها، ولئلا ينفتح باب للعصاة العازبين ،ويستغنون بها عن الزواج ليوم الدين .
**
حكاية سادسة…… ذهب اليه جماعة من الفلاحين يشكون من قلة خراج محصول القطن ، ويطلبوا منه التخفيف فى المطلوب منهم من الضرائب ، قالوا: يامولانا السلطان البرد شوش على القطن هذه السنة ، وأنت تفرج عنا وتسامحنا من بعض المال؟ فقال بعد سكوت طويل : لا اسامح فى بعض المال ، لما رأيتم البرد اشتد ، ليش ماتزرعوا مع القطن صوف ،لأجل مايدفيه؟ وكما استهنتم بالحكومة وبالزراعة ، ولم تفتحوا أعينكم لخدمة أستاذكم …. ثم نادى : أين المشاعلى يضرب رقاب الجميع .
** حكاية سابعة……. وهى ان امرأة اشتكت ولدها ، أنه لايطيعها ولا ينفق عليها ، فحبسه وحلف أن لايطلقه الا بعد سنه ،تأديبًا له، وقال : هى أمه التى حملته تسعه أشهر، وارضعته لبن صدرها سنتين، وغسلت له هدومه ، ومسحت اوساخه، وسهرت الليالى ، وأجاعت أ كبادها، وأتعبت قلبها ، فماجزاءوه إلا الحبس والجوع ، وعدم الهجوع ،سنة كاملة ، ليتوب أولاد الزانيات عن عقوق الوالدات ، وتنحسم مادة الشكاوى ،وتندفع عنا القبايح والبلاوى ، فلما توجهت المرأة الى بيتها ، عسر عليها أمرها ، فذهبت الى السجان ، بعد مضى ستة أيام ودفعت له بعض الدراهم ، ليطلقه لها من السجن ، فقال اكتبى قصته فى قرطاس ، وقولي ان السنة قد فرغت ، وهو محبوس ياسيد الناس وانا امرأة فقيرة ، ليس عندى مصروف ، وان كذبتنى إسأل الناس ؟
فقال بعد أن قرأ الكلام : كذبتى ،أنا لست مدهوشًا ولا ناسى ، قد بقى من السنه هذا اليوم ، فإن اطلقته قبل الميعاد أصير كذابًا، بين العباد فى البلاد . فقالت : ياسيد الناس اليوم طويل ، فقال: اصبرى راح الكثير وبقى القليل، فإنى حلفت لا اطلقه إلا بعد سنه ، فإن لم تصبرى حتى يخلص اليوم ، أحبسه سنة أخرى ، وحبستك مع المجانيين أنتى الأخرى .
فرجعت وجاءت ثانى يوم له فى الديوان ، فلما رآها قال : من أنتِ من النسوان ؟ قالت : أم الولد المحبوس ، وقد خلص اليوم ياوزير ، ودخلنا فى يوم جديد ،ياأمير . قال : خديه ولاتعودى به الينا ثانى مره ولو كسر على راسك جره. واخذت ابنها ومضت ، وقالت : هذه مره وانقضت ، وان كانت لك تعود ،حط فى ط…… عود .
**
حكاية أخيرة …… احضروا له غلامًا مقتولًا ، قتله الراكبدار ” صاحب الركب السلطانى “، فنظر الى رجل حداد وقال:اشنقوه فإنه أوجع دماغنا من طرقه الحديدعلى السندال . ولئلا يعود شرر النار على الجار فتحرق له الدار .فقالوا له: هذا حدادك يصنع الى خيلك الحداوى، ولو شنقته لتلفت أرجل خيلك . فتركه ونظر الى رجل قفاص وقال لاحاجة لهذا القفاص ، اشنقوه بدل الراكبداروالحداد .فقال : ياسيدى وماذنبى؟ فقال : وماذنب الغلام ؟ فقال : ماقتلته فاقتل من قتله . فقال: إن الذى قتله نافع وأنت غير نافع .فقال : أنا نافع؛ أصنع الأقفاص للناس ،يضعون فيها الفراخ الصغيرة والكبيرة والحمام والسراير للجلوس والنوم عليها . فقال : دعوه وابحثوا عن غيره ،يكون خاليًا من المنافع واشنقوه.
فقال أهل الغلام:تركنا أجرنا على الله، ولانقتل الناس بدل ابننا من غير ذنب ، حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ظلمنا . فقال : أنا ماظلمتكم ،الظالم لكم من قتل ابنكم ، وهل يصح ان أخرب البلد ، بقتل الناس النافعين، بدلًا عن ابنكم ياظالمين ، انصرفوا عنى بعقلكم السخيف ، واسكنوا الريف .