كتب محمد فريد
أكد الدكتور ابراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق و المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر: إن المتطرفين يرفضون اختلاف التنوع في الشريعة الاسلامية فاختلافهم دائما اختلاف تضاد، يقفون بمنهجهم وفساد معتقداتهم أمام مرونة الإسلام، وذلك يرجع لعدم إلمامهم بالعلوم الشرعية واستخدامهم المنهج الخاطئ في الاستنباط وإقامة الدليل؛ مما جعلهم ينحرفون عن جاده الصواب، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك في حكمهم على أنهم على صواب وغيرعم على خطأ، وبهذا المنهج الخاطئ أحيوا فكر الخوارج الذى قُبر منذ مئات السنين؛ فانتقلوا للحكم بالفسق وخروج المخالفين لهم في الرأي وخروجهم عن الملة ودفعهم هذا لحمل السلاح عليهم، واستباحتهم للدماء والمال والعرض.
جاء ذلك خلال ورشة العمل تحت عنوان “نبذ التطرف الديني وترسيخ الوسطية والاعتدال” التي عقدت اليوم بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر؛ لعدد من الأئمة والدعاة بدولة الصومال، بالتنسيق مع فرع المنظمة بمقديشيو، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وأوضح، أن المتطرفين لم يفهموا أن الاسلام جاء لبناء نفوس عالية الهمم مبنية على الأخلاق والقيم، كتكوين نفس أمينة صادقة متقنة للعمل حريصة على فعل الخير أينما حلت، تحترم الآخر في القول والسلوك، تميل للعفو أكثر من الانتقام .. فكلها أخلاق تُحمل على الوسطية التي ينادي بها الإسلام، مشيرا إلى أن مرونة الشريعة الإسلامية تكمن في مراعاة تجدد مصالح الانسان عبر الزمان والمكان وتحقيقها وفقا للفهم الصحيح للنصوص الشريعة التي تخدم الانسان وتعمل على سعادته في الدنيا والآخرة.
وأكد الدكتور الهدهد أنه من هنا تأتي ضرورة مواجهة هذا الفكر الضال بأسلوب ممنهج يعتمد على إقامة الحجة والبرهان ودحض آرائهم الضالة وأفكارهم العدوانية التي تهدد أمن الأفراد والمجتمعات من منطلق أن الفكر يواجه بالفكر.