من الحكم المعروفة “تعددت الأسباب والموت واحد”، و”لكل أجل كتاب”، ولكن هناك ظاهرة بدأت تظهر في مجتمعنا المصري، خاصة في الفترة الأخيرة، وهي وفاة الشباب في السن الصغيرة نتيجة الإصابة بأزمة قلبية، حيث أصبحنا نسمع ونقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي والصحف وفاة شاب أو شابة بأزمة قلبية وهم في أتم صحة وكانوا لا يشكون من علة أو مرض، وهناك منهم من لا يدخن أو يتعاطى أي شيء غير مألوف، ومنهم أيضا الرياضي، وهذه الظاهرة تحدث للشباب في كل الأوساط، الغني والفقير، ولا تقتصر على فئة أو طبقة معينة.
وقبل عدة عقود، كانت نسبة الوفيات أغلبها بين كبار السنة نتيجة عوامل الشيخوخة وهي شيء مألوف ولكن أصبح الموت المفاجئ نتيجة الأزمات القلبية يزور ريعان الشباب ومقتبل العمر بكثرة، فما الأسباب وراء كل هذه الحالات؟
هل هي ناتجة عن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشباب، سواء ضغوط من الأسرة نتيجة عدم التفاهم، أو انفصال الأب والأم، أم من المجتمع، أم ضغوط مادية، أو عدم تحقيق أحد الأحلام، أم نتيجة أن أمهات هذه الأيام لم يتأسسن بدنيا وغذائيا مثل أمهاتهن وجداتهن، فأنجبن أجيالا غير صحية، أم يعود ذلك إلى طبيعة تناول الوجبات الجاهزة السريعة والتي تضر أكثر مما تنفع.
ولذا لا بد للأجهزة المختصة ووزارة الصحة والازهر والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية ووزارة الشباب ووسائل الإعلام، دراسة أسباب هذه الظاهرة صحيا ونفسيا، بحيث يتم عمل مبادرات للكشف على القلوب، خاصة قلوب الشباب، مثل عشرات المبادرات الرئاسية الناجحة، ومنها “100 مليون صحة” وعلاج فيرس سي و”عنيك في عنينا” وغيرها.
وأيضا قيام المؤسسات الدينية والشبابية والميديا بالعمل على زيادة ترسيخ الإيمان داخل قلوب أولادنا، وأن نبث فيهم قيمة الصبر ونعلمهم الرضا بما قسمه الله لنا، وأن الأرزاق مقسمة ومكتوبة عند الخالق من المهد إلى اللحد، فلا داعي للتوتر والقلق، وما عليه إلا السعي، وأن التوفيق من عند الله.