من خلف مآذن الحُلم
تجيىء يمامة
في عينيها ينام الكون
وفي فمها سنابل توشك أن تتراقص شغفا
وفي ذمتها بقايا الوهج_
الرابض تحت رماد العمر أو قل .. تجيىء مدججة بأناشيد الطفو وخرائط لولوج العنبر ودليل العارف في غرق التائه يمامة حُلم روحها مدارك السالكين صوب شواطىء النجاة وأنا امرأة يغرقها الشجن كما السيل تسبيها متاهة غربة وخواء والريح تصلصل في قلب يتهيأ للعشق ولا دفء أو قل .. امرأة تتأرجح بين الصمت وبين اللابوح تهفو لمحال يسكنها من عهد الجمر أتربصها أقبع بين الليل وبين قصيدي الغاضب دوما وأهمس سري لريح تتسلل عبر مسام الشوق أوصيها أن تترفق بمخرات الوهن الساكن قلبي وبوتد الخوف المغروس بروحي ياتلك الريح رويدك مهلا أنا أنثى الضوء المسفوح على أرصفة الآه وشظايا اللغم المتناثر عبر سنيني أنا غيم خايل كل رعود الوجع الكامن فيّ وبيارق تومض في عتم
راودني مذ غادرني اللون أنا شجرة لم تعهدها مواسم فيض واخضراري
_ كم راوغه اليباس
ولم يزل يعافر
ألف شهقة عالقة بحنجرة الليالي
والنهر غائر في سراديب بعيدة
أناديه فينشق قلبي
والوقت حمض تسكبه الجروح المهملة
والأمنيات يارفيق
رسائل علاها اصفرار
كأنها اغتراب الحنايا
ومواعيد مؤجلة
ماذا لو عانقتني تلك اليمامة
وأنبتتني رياض من رحيق
وعلقتني في جيد المدى أمنية
أيزول عني ركام يأس غلف الوقت سلاسل مؤصدة
أتعاد كَرْة العمر ونجني شهدنا
نوزع الأدوار منذ البداية
أنا المطر ..
وأنت البرق والغيم والشجر
أنا المطر ..
وأنت سحاب ودندنة وتر
أنا المطر ..
وأنت الشغف يمحو ندبة الضجر
أنا المطر ..
وأنت هطول بلا حذر
أنا المطر..
وأنت المد يعلو ولا جَذر
ألا ليت يمامة الحلم تسكنني وتسكن
بين ضلعيّ أُخبئها وأغفو
وفي الروح تشدو أغاريد المنى
وفي العين تبني ألف عش !!