ياصاحبَ الخُلُقِ العظيمِ كأنّني
أوردتُ نفسي حتفَ حبي متلفا
إذ رُمتُ مدحكَ يا حبيبُ فردَّنى
عييّ وأرجعني الكلالُ تأسُّفا
ماذا أقول وعدَّ ذرَّاتِ الحصى
أفضالُك الكبرى وأعظم ما خفى
أكرِم بيُتمٍ مدَّ للكـون الهـدى
أهدى الوجودَ محبةً وتآلُفا
ياأيهـا الأمـي علَّمتَ الـدُنا
كل الذي جهلتْ فكنتَ العارفا
تسري وراءك ما تزال جحافلٌ
وهداك يجلو للغياهبِ كاشفا
عطشى وردتُ إلى حياضِ مديحِكم
أسعى(كهاجر) عند صخراتِ الصفا
فيلوحُ لي كلُ القصـــيدِ تعلُّلا
يبدو بعـيداً عن ذراك ومُجحفا
يا خيرَ خلقِ اللهِ قلبي متعب ٌ
جزِعٌ عليلٌ يا ملاذاتِ الشفا
كُلِّي احتشدتُ لمدحِكم لكنّني
ما قلتُ يا خير َ البريّة ِما شفى
أنَّى لمثلي والحروفُ كليلة ٌ
أن تدركَ المعنى العظيـمَ المُنصفا
هيهات لو جرتِ البحورُ محابراً
أو كانتِ الأرضُ الفسيحةُ مصحفا
فاقبلْ حروفي غضةً مكسورةً
وأقِلْ عِثاري يا حبيبي المصطفى
أخشى إذا المنادي في الملا
والناس صرعى كم أخافُ الموقفا
إن لم تُشفّعْ فيَّ فالويلاتُ لي
إنِّي بحُبّيكَ استغثتُ فهل كفى!
صلوات الله وسلامه عليه
جمعة طيبة مباركة