كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
أعلن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، المنظمة الممثلة لشؤون القطاع في دول الخليج عن انعقاد الدورة السابعة لمؤتمر جيبكا للبحث والابتكار بدبي في الفترة ما بين 26 و 27 سبتمبر القادم تحت شعار “مستقبل مستدام من خلال البحث والتطوير”. وذلك بعد توقف دام ثلاثة سنوات بسبب انتشار جائحة كورونا عام 2020 والتي تسببت باضطرابات طويلة الأمد على الصناعة والاقتصاد والمجتمعات في كافة أنحاء العالم.
سيسلط المؤتمر المزمع عقده في فندق العنوان سكاي فيو دبي، الضوء على أهمية الابحاث والابتكار للانتقال نحو مستقبل منخفض الكربون ودراسة توجهات الوقود الأخضر والتقنيات الجديدة للطاقة والنقل وأحدث التطورات الهيدروجينية في الشركات الكيماوية، كما سيتم تناول مواضيع الاقتصاد الدائري والمواد الأولية المستدامة. وسيشارك في المؤتمر الفريد من نوعه والوحيد المخصص للبحث والابتكار في المجال الكيماوي بالمنطقة، المئات من صانعي القرار من القطاعين الحكومي والخاص وأصاحب المصلحة عبر سلسلة القيمة وقادة الصناعة والخبراء من الأوساط الأكاديمية الخليجية ودول العالم الرائدة في المجال.
يلقي الكلمة الترحيبية لليوم الأول، الدكتور بوب موهن، نائب الرئيس التنفيذي للاستدامة والتقنية والابتكار، وكبير مسؤولي التنقية والاستدامة في سابك، ورئيس لجنة الابحاث والابتكار في جيبكا. وسيتضمن جدول أعمال فعاليات اليوم الأول كذلك، حواراً مباشراً مع عبد المحسن المحنوني، مستشار الرئيس، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاست) وعضو فريق التطوير الأساسي، حول دول المنظمين في تمكين صناعة كيماوية قادرة على المنافسة عالمياً. ومن جانبه سيشارك الدكتور كيفن كولين، نائب رئيس الابتكار في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، بكلمة هامة تتناول الدروس المستفادة من التعاون الصناعي والأكاديمي، بينما ستسلط الجلسة الثانية من اليوم الضوء على أربعة نماذج ناجحة للتعاون بين الشركات الكيماوية والمؤسسات الأكاديمية في المنطقة.
وستبدأ فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، بكلمة ترحيبية يلقيها الدكتور مؤيد القرطاس، مستشار لجنة الابحاث والابتكار في جيبكا، يلي ذلك حلقة نقاش تنفيذية حول أمن الطاقة والمواد الأولية المستدامة لدول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة أرامكو السعودية، أحمد الخويطر. وستسلط فعاليات اليوم الأخير من المؤتمر الضوء على التقنيات الجديدة التي تدعم هدف الوصول إلى صافي الصفر إلى جانب محاضرة حول كيفية تحول الصناعة إلى نماذج أعمال دائرية جديدة يلقيها ديمتري دانيلز، رئيس الاقتصاد الدائري في سابك.
أظهر تقرير صدر مؤخراً عن جيبكا بعنوان “أهمية الابتكار في صناعة الكيماويات بدول مجلس التعان” أن منتجو الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي، استثمروا في عام 2019 قبل انتشار الوباء ما قيمته 480 مليون دولار بزيادة قدرها 9% عن العام 2018 متجاوزين النمو طويل الأجل للصناعة والبالغ 5.6% سنوياً. ومع ذلك وجد التقرير أن المنطقة تستثمر في البحث والتطوير ما نسبته 0.7% فقط من عائدات الكيماويات أي أقل بأربع مرات ونصف تقريباً من استثمارات الشركات الكيماوية الرائدة في العالم والتي تستثمر ما نسبته 3.1% من عائداتها.
توضح هذه الأرقام حجم الفرصة التي تنتظر منتجي الكيماويات والبتروكيماويات لتنمية قدراتهم البحثية والابتكارية وتحسين مركزهم التنافسي على مستوى العالم. ووفقًا لجيبكا، يمكن أن يؤدي تطوير قطاع البحث والتطوير إلى فوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة في جميع أنحاء المنطقة. ومن أجل قياس البصمة الاقتصادية للبحث والتطوير كانت جيبكا قد عملت مع أكسفورد إيكونوميكس لتقييم مساهمة البحث والتطوير في إجمالي القيمة المضافة للبلد وعدد الوظائف التي يوفرها. وبناءاً على ذلك وجدت جيبكا أن كل وظيفة مباشرة للبحث والتطوير في صناعة الكيماويات الخليجية تدعم خمس وظائف في قطاعات اقتصادية أخرى مثل سلسلة الإمداد ومن خلال شراء السلع والخدمات.
و قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للكيماويات والبتروكيماويات “جيبكا”: “تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بتطلعات طموحة لتحويل اقتصاداتها إلى مركز للابتكار، حيث يتم احتضان الاختراعات الجديدة، وتولد التطورات التكنولوجية من قبل المواهب المحلية وكذلك من خلال جذب كبار العلماء والمبتكرين من جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن المنطقة أمامها طريق طويل لتقطعه لتحقيق طموحاتها الابتكارية”. وأضاف الدكتور السعدون: ” كشفت دراسة استقصائية أجرتها جيبكا مؤخراً أن غالبية المديرين التنفيذيين في الشركات الأعضاء لدينا يقولون إن الابتكار يمثل أولوية قصوى، إلا أن نسبة صغيرة منهم فقط تعتقد أن شركاتهم ناجحة في الابتكار “.
وتابع السعدون: ” وضعت جيبكا عدداً من التوصيات لمساعدة الشركات الكيماوية الخليجية على تعزيز جهود الابتكار لديها، من بينها تغيير الثقافة المؤسسية ومواءمة استراتيجية الابتكار الخاصة بها مع استراتيجية أعمالها وتحسين التعاون مع العملاء وسلسلة القيمة واحتضان المصادر الخارجية للأفكار. تتطلب المرحلة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بناء بيئة صلبة للبحث والابتكار، حيث على القطاع موازنة التزاماته التجارية والبيئية والمجتمعية. وأنا على يقين بأن الدورة السابعة لمؤتمر جيبكا للبحث والابتكار سيوفر المنصة المناسبة لبعض قادة الفكر في الصناعة للالتقاء وتبادل الخبرات والتعاون من أجل مستقبل أكثر استدامة”.
تجدر الإشارة إلى أن دورة هذا لعام من مؤتمر جيبكا للبحث والابتكار، ستتميز بمسابقة مخصصة لطلاب الجامعات والدراسات العليا، حيث ستتوفر لهم فرصة فريدة لتقديم أفكارهم المبتكرة لقادة الصناعة ضمن فعاليات اليوم الأول من الحدث، كجزء من رسالة جيبكا الرامية إلى دعم المواهب بالمنطقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. كما أن الدورة الثانية من مسابقة جيبكا للابتكار من شأنها سد الفجوة بين الصناعة والأوساط الأكاديمية بما يتماشى مع جهود الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات لتعزيز ثقافة الابتكار عبر المنطقة.