موائد الرحمن من أهم المظاهر والسمات التي تشتهر بها مصر في شهر رمضان المبارك؛ حيث يتنافس الأغنياء والقادرون وحتى هناك مواطنون من عامة الشعب، يتنافسون في إقامة هذه الموائد، وتقديم ما لذ وطاب للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، تصدقًا على أموالهم، أو زكاة على أنفسهم ومن يعولهم، وتقربًا لله عز وجل، وهذه الموائد تعكس في نفس الوقت مدى الجود والكرم والترابط الاجتماعي بين الشعب المصري.
وهناك من موائد الرحمن التي تستمر طوال العام، وليس في شهر الصيام فقط، وهي التي تقيمها إحدى المؤسسات الخيرية في مبنى جامع الفتح بمنطقة رمسيس، ويتوافد عليها يوميًا آلاف المواطنين من عابري السبيل من المحافظات، الذين يأتون إلى القاهرة عن طريق محطة قطار رمسيس؛ لإنهاء بعض المصالح الخاصة بهم، بجانب أيضًا المساكين والفقراء، ومنهم أيضًا الأسر محدودة الدخل والمحتاجون الذين تعودوا أن تكون هذه المائدة هي الملجأ والملاذ لهم ولأولادهم لتناول وجبة غذاء ساخنة غير قادرين على تحمل تكلفتها.
ولكن للأسف بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة في الفترات الماضية في كل المرافق والمنشآت؛ للحد من انتشار فيروس كورونا تم غلق هذه المائدة من قبل وزارة الأوقاف، ولكن والحمد لله الآن زال الخطر، وتم تخفيف الإجراءات الاحترازية إلى أبعد الحدود، وعادت الحياة في مصر إلى طبيعتها وامتلأت المساجد بالمصلين، وأقيمت الحفلات والأفراح والمآتم، كما امتلأت الكافيهات والمقاهي بروادها وغيرها من مظاهر الاستقرار، وعودة المواطنين إلى حياتهم اليومية.
ولذا أرجو من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن يستجيب لمحاولات القائمين على مائدة الرحمن بجامع الفتح برمسيس بإعادة فتحها مرة أخرى؛ رأفة بالمحتاجين والفقراء والمساكين وعابري السبيل وغيرهم الذين ينتظرون تلك المائدة بفارغ الصبر.
mahmoud.diab@egyptpress.org