خلال كلمته بمؤتمر “وقف فقدان الأغذية وهدرها”
_ارتكاب سلوكيات خاطئة في حق البيئة إفساد في الأرض
كتب عبد العزيز السيد
قال فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر إن الفعاليات العلمية التي تعقد بشكل مستمر لمناقشة قضية التغير المناخي تدل دلالة واضحة على قدرة المؤسسات المصرية على إدراك التحديات العالمية، والإسهام بفاعلية في معالجتها، خاصة وأن قضية تغير المناخ من أكثر القضايا انتشارًا وتهديدًا في عصرنا الحالي؛ نتيجة طغيان اللذات والحرص على الشهوات، وتحول الإنسان من كائن معمر إلى كائن مستهلك.
أضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الدولي الثاني للمناخ الأخضر والإدارة الذكية للمخلفات “حول تسريع وقف فقدان الأغذية وهدرها من أجل مستقبل صاف صفري”، والذي ينظمه المركز العالمي للإبداع والابتكار البيئي وريادة الأعمال، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الواقع المعاصر يغذي المادة وحدها؛ ومن ثم فإن نظرة الإنسان المادي إلى الكون من حوله نظرة المستهلك المنتفع، وليست نظرة المؤتمن المحسن، مشيرًا إلى أن الإنسان المادي واقع في الإسراف والتبذير إرضاءًا لشهواته، فيرمي المخلفات أو يحرقها، أو يستخدم مواد تؤثر سلبًا على البيئة طالما أدى هذا إلى مكسب كبير وسريع بغض النظر عن أي قيمة دينية أو حتى أخلاقية.
ولفت وكيل الأزهر إلى أن بداية الخير أن يصح الوعي في نفوس الناس، وأن تتناقل البشرية تجاربها وخبراتها، وأن تعلي من قيمة أصحاب الأفكار الإبداعية، والأعمال الريادية، والمشروعات المستقبلية من أجل تحسين الوضع البيئي وابتكار حلول صديقة، مضيفًا أنه من الخير أن تأتي رؤية مصر 2030، واستراتيجية المناخ 2050 لتسريع الانتقال إلى اقتصاد مستدام وفعال في استخدام الموارد، من خلال نقل وتوطين التكنولوجيا العالمية في الإدارة المبتكرة للفقد والهدر الغذائي.
أوضح الضويني أن الأهداف التي يسعى هذا المؤتمر لتحقيقها تتفق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، والتي تبدأ من خفض نصيب الفرد من المخلفات الغذائية؛ حيث تعد أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامة سببًا رئيسًا في تغير المناخ وتدهور الأراضي ونضوب الموارد، فمن الضرورة إذا أن نعمل على انتاج مستمر واستهلاك مقنن غير مضر، مضيفًا أن تناقل الخبرات والتجارب بين سكان الكوكب ضرورة تفرضها التحديات التي لا تعترف بحدود ولا حواجز، وإن أحد أدلة وعي الأمم وتحضر الشعوب هو مدى استفادتها من هذا الفيض المعلوماتي والتراكم المعرفي المتاح.
وختم وكيل الأزهر كلمته بالتأكيد على أن تقليل الهدر من الطعام والمحافظة على الموارد، أو إعادة توزيعها على مستحقيها يرتبط كثيرًا بالشريعة الإسلامية التي تنهى عن مشابهة الشياطين في الإسراف والتبذير، وكذلك الإحسان إلى الكون الذي أُمر به العقلاء، متمنيًا أن يخرج هذا المؤتمر بفائدة علمية ترجع على وطننا وعلى الإنسانية كلها بالخير والبركة.