لكن خطأ حتحوت ينكأ جراح سؤال بات متداولا بين جماهير الأهلي العريضة وتكاد تصدق إجابته المراوغة: هل يتعرض الأهلي لمؤامرة وحرب شعواء منظمة؟
أولا: لا يمكن أن ننكر تطاولا مستمرا على الاهلي وإدارته من عناصر رياضية من سنوات دون توقف ودون مساءلة، فبدا الأمر كما لو أن هذا التطاول له من يسانده ويدعمه، خاصة أن حبال الإجراءات القانونية أطول من محيط الكرة الأرضية ويمكن للمتربصين تفسير قراراتها على هواهم مستغلين “عكارة المياه”.
ثانيا: إعلام رياضي غلبت عليه روح المغالبة والتحيز فأشعل قدرا من التربص بين جماهير الأندية، ورأينا برامج تستضيف ضيوفا تعبر عن كراهية وحقد وتلاسن أكثر مما تعبر عن “جوهر الرياضة” وروحها، وفي النهاية كرة القدم لعب بالأقدام وتسلية لا أكثر ولا أقل، حتى لو تحولت عمدا إلى صناعة وتجارة ومؤسسات وسمسرة ودعاية وإعلانات بمليارات يرتبط زمامها بشعللة مشاعر جماهير الكرة الممولين لها.
ثالثا: تورط قنوات رصينة وإذاعات رياضية خاصة وشبه رسمية في دخول حلبة المناوشات، فوجدنا مقدمي برامج على تلك الشاشات والإذاعات، من الذين يعملون في قنوات الأندية، ولهم مواقف كراهية وتحريض ضد المنافسين، من سمح لهم؟، بل إن مسؤولا كبيرا في إدارة قنوات رياضية ظهر في مدرجات الملعب وهو يرقص بطريقة لا تليق بمكانته، تعبيرا عن انتمائه الكروي، والفيديو منشور على موقع هذه القنوات، والانتماء لا يعيبه ولا فرحته بفوز فريقه، لكن المسؤولية تفرض عليه تصرفات غير تصرفات جمهور الكرة العادي.
رابعا: إخفاء خطاب تنظيم نهائي بطولة إفريقيا للأندية دون عقاب لها مرارة في حلقوم جماهير الأهلي، إذ بدا إخفاء الخطاب كما لو كان مرغوبا، ليخسر الأهلي البطولة.
نعم هي ظواهر تثير الشك، لكن سؤال المؤامرة ضد ثقافة الأهلي التي عمل بها لأكثر من مائة سنة، وبالمناسبة الأهلي ليس ناديا رياضيا فقط، الأهلي حالة مصرية، فحين تأسس في سنة 1907، كان جزءا من حركة وطنية نهضت في البلاد في أواخر القرن التاسع عشر، بعد سنوات من الهدوء والاستكانة صاحبت الاحتلال البريطاني، كانت استنهاضا لهمة الأمة في كل مناحي الحياةز