يوم بعد يوم تعلو وتيرة أصوات نعيق البوم والغربان ويزداد فحيح الثعابين من أفواه المخربين والمدمرين ونشطاء السبوبة وأعداء الوطن في الداخل والخارج في محاولة لإثارة الشعب المصري بسبب الظروف الاقتصادية التي يعاني منها غالبية المصريين، ومعهم معظم شعوب العالم المتقدمة قبل النامية؛ نتيجة ارتفاع الأسعار في كافة السلع والخدمات من جراء سببين رئيسيين يعاني منهما كل دول العالم بدون استثناء، وهما الحرب الروسية الأوكرانية والتي أثرت على سلاسل الإنتاج والتوريد، وقبلها جائحة كورونا التي أوقفت كل الأنشطة والتواصل في الدول والتعامل فيما بينهم.
وعلينا جميعًا أن ندرك أن محاولات هؤلاء الخونة للإثارة وتأجيج الصدور ليس حبًا في الوطن والخوف عليه، وليس حبًا في أهله ووخوفًا على مصلحته والاهتمام بمعيشته وحياته، ولكن لتحقيق مآربهم الخبيثة والدنيئة؛ في تدمير الوطن وخرابه ؛ مثلما حدث في يناير 2011، والذي يجب أن نتذكر ولا ننسى هذه الأيام والشهور حالكة السواد والدموية التي عاشها أهل مصر، ولم نجن من ورائها إلا الحصاد المر من إزهاق أرواح آلاف المصريين البريئة، واستشهاد المئات من أفراد الشرطة والجيش، وبث الخوف والرعب في القلوب من فقد الأمن والأمان في الشوارع، وانتشار أعمال السلب والنهب للمحلات والمولات التجارية، وحرق أقسام الشرطة والنيابات، وانهيار الخدمات والاقتصاد وتدمير السياحة والبنية التحتية… وغيرها من الموبقات القاتلة.
ولذا لابد أن نقف جميعًا صفًا واحدًا ضد هذه المحاولات المخربة الآثمة التي تستهدف أرواحنا وحياتنا وممتلكاتنا، قبل استهداف الوطن ومقدراته، ونكون ضد هؤلاء الخونة وتقيح أفواههم على مصر وأهلها بالمرصاد، ونعرفهم أننا استوعبنا الدرس من فوضى وخراب يناير الأسود، ولن نهدم بلدنا أو نقتل بعضنا البعض مرة أخرى؛ بسبب شعارات مزيفة من حناجر فارغة ونوايا خبيثة لا يهمهم إلا جمع الأموال الحرام من تمويلات خارجية والجلوس على كراسي المناصب.
mahmoud.diab@egyptpress.org