وقيادتنا السياسية تدعم الخطاب الوسطي المستنير
ويؤكد: نواجه التشدد والغلو بنفس القدر الذي نواجه به التسيب والانحراف
ولابد من الإجادة والإتقان فالعالم لا يعترف إلا بالأكفاء
كتب – عادل يحيى
شارك أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف باحتفالية كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بمناسبة حصول الكلية على شهادة تجديد اعتماد الجودة للمرة الثانية من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر اليوم الاثنين 24/ 10/ 2022م بمركز مؤتمرات الأزهر، بحضور أ.د/ سلامة جمعة داوود رئيس جامعة الأزهر، وأ.د/ رمضان حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وأ.د/ يوهانسن يحيى عبد رئيس مجلس إدارة هيئة ضمان الجودة، وأ.د/ عباس شومان وكيل الأزهر السابق، وأ.د/ محمد الشربيني نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وأ.د/ محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر، وأ.د/ محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر السابق، وعدد من كبار العلماء وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر.
وفي كلمته قدم معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خالص التحية والتقدير للسادة الحضور وعلى رأسهم أ.د/ سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، معربا عن سعادته البالغة بحضور هذا الحفل المهيب الذي يضم عددًا كبيرًا من علماء الأمة، مشيرًا إلى أنه هذا اللقاء يمثل حلقة من حلقات التواصل العلمي والثقافي بين أجيال متعاقبة من الأساتذة.
كما أكد وزير الأوقاف على ضرورة أن تكون الجودة منهج حياة، فمنهج المسلم ينطلق من قول النبي (صلى الله عليه وسلم): “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، مقترحًا على عميد الكلية تخصيص يوم في كل عام يسمى بيوم الخريجين، يجتمع فيها كل من تخرجوا من هذه الكلية، ولا مانع من دعوة من تخرجوا منها من الخارج وتولوا مناصب مرموقة، فهذا يدعم دور الكلية العلمي والمجتمعي، كون هؤلاء الخريجين قدوة في أماكنهم.
مشيرًا إلى جهود الوزارة في العناية بالنشء بدءًا من البرنامج الصيفي للطفل والذي تم تطويره إلى البرنامج التثقيفي للطفل خلال فترة الدراسة ويعقد يوم الخميس من كل أسبوع، كما أشار إلى تكثيف الوزارة لعدد من الأنشطة الدعوية بهدف توفير سبل متعددة للتعلم للراغبين في التزود بالعلوم الشرعية واللغوية، منها: افتتاح 34 مركزًا للثقافة الإسلامية، و30 مركزًا لإعداد محفظي القرآن الكريم، وإطلاق الدروس المنهجية، ومجالس الإقراء بالمساجد الكبرى، والتي تجمع بين التعليم والتثقيف العام، ومن خلالها يمكن الحصول على إجازات معتمدة لراغبي طلب العلم، وكذلك إطلاق المنبر الثابت بالتعاون مع الأزهر الشريف، وكذلك مجالس الإفتاء، وفيما يخص المقارئ القرآنية فقد أقامت الوزارة العديد من المقارئ كمقرأة الجمهور، ومقرأة الأئمة والواعظات وأعضاء المقارئ، هذا بالإضافة إلى مقرأة كبار القراء بالروايات المختلفة والقراءات العشر، مؤكدًا أن كل هذه الجهود المبذولة تأتي خدمة لكتاب الله (عز وجل).
مؤكدًا أننا نواجه التشدد والغلو بنفس القدر الذي نواجه به التسيب والانحراف، في ضوء منهجنا الأزهري الوسطي، ودعم قيادتنا السياسية التي تدعم الخطاب الوسطي المستنير، مشددًا على ضرورة بذل الجهد في طلب العلم، حيث يقول الشافعي (رحمه الله):
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ
ويقول أبو الحسن الجرجاني :
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
رأوا رجلا عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم
ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا
بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازا بعرضيَ جانبا
من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
ويقول أبو فراس:
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا
و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
والمهر هنا هو الكد والتعب، وبذل الجهد في طلب العلم.