الانتماء والوطنية هو إحساس روحي تجاه الوطن والاعتزاز والفخر به، مهما كانت ظروفه، والتحديات التي تواجهه، والعمل على نصرته وقت الشدة والدفاع عنه بكل ما نملك، وهو إحساس وشعور داخليا، يولد منذ النشأة، وهو إحساس لا يباع ولا يشترى تحت أى ضغط أو احتياج، ومن يفعل ذلك فهو مجرم آثم وخائن لوطنه وأهله، وزمته خربه، وضميره ميت ونفسيته مريضة، ويبيع نفسه وتوجهاته قبل وطنه وناسه بالمال لمن يدفع أكثر، وهذا ما نراه الآن من الحثالة التي تهاجم وطنهم مصر في الخارج، وذلك بتمويل مشبوه مستحلين الحرام في بطونهم.
وليعلم الجميع أن مصر مهما تكالب عليها الذئاب الجائعة والمريضة بغية تقويضها، فلن تفلح محاولاتهم الدنيئة، لأنها محروسة من الله عز وجل قبل البشر، ويظل قبلتها وشعارها الأمن والأمان إلى يوم الدين، وهذا ما ذكره نبينا يوسف عليه السلام لأهله، وأورده القرآن الكريم في الآية الكريمة (ادخُلوا مِصرَ إِن شاءَ اللَّهُ آمِنينَ) أي مطمئنين وواثقين من أنه لن يصيبكم المكاره والأخطار والمخاوف، وكما ورد في الأثر أن “مصر كنانة الله في أرضه، ما طلبها عدو إلا أهلكه الله”، و”مصر خزائن الأرض كلها، من يردها بسوء قصمه الله”.
وليتذكر هؤلاء الخونة أن مصر لديها الآن جيشا من أقوى الجيوش في المنطقة، وقادر بإذن الله على حمايتها وتوفير الأمان لشعبها، وهو من خير جنود الأرض كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف، حيث قال عمرو بن العاص رضي الله عنه حدثني عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».
ولا ننسى الكلمات الحكيمة للراحل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والذي يحتل مكانة كبرى في قلوب كل المصريين لمواقفه الوطنية والإنسانية، وهي أن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا ويحفظها الكثيرون عن ظهر قلب، ولذا ضرورة زيادة ترسيخ وتثبيت مفهوم حب الوطن والانتماء له، خاصة لدى الشباب والذي يجب أن يبدأ في مراحل صغيرة من عمرهم بدايةً من المنزل والمدرسة وأماكن العبادة، وتفعيل دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في تثبيت مفاهيم الولاء والانتماء للوطن، حتى لا يتأثروا بالأفكار الفاسدة والدعوات الهدامة التي تضللهم وتهدم المجتمع.