كتب عادل ابراهيم
إدراكًا للدور الحيوي للقطاع البحري في الحفاظ على تدفق التجارة، المؤتمر يدعو الحكومات والمؤسسات الإقليمية والمحلية وجميع المعنيين لاتخاذ إجراءات حاسمة للحفاظ على حقوق البحارة
تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة، نظمت مجموعة “ترايستار” المؤتمر السنوي الرابع حول “السلامة في البحر” يوم 22 نوفمبر 2022 في فندق “وان آند أونلي رويال ميراج” في دبي. وقد أعربت المنظمة البحرية الدولية عن ثقتها في أن مبادرة “ترايستار” ستسهم في تعزيز السلامة البحرية بشكل كبير.
في الوقت الحالي، ينقل الشحن البحري أكثر من 80 في المائة من التجارة العالمية، ويوفر وسيلة موثوقة ومنخفضة التكلفة لنقل البضائع على مستوى العالم، الأمر الذي يسهل التجارة ويساعد الدول والشعوب على تحقيق الازدهار. ووفقًا للمنظمة البحرية الدولية، شكلت جائحة كوفيد -19 والأزمات الأخرى التي تواجه صناعة الشحن العالمية صعوبات هائلة بالنسبة للبحارة.
قال سعادة كيتاك ليم، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية: “ستواصل المنظمة البحرية الدولية العمل دون كلل للتعامل مع التحديات المتعلقة بالسلامة البحرية من خلال نهج متعدد الجوانب يتضمن وضع السياسات، والتدخلات المباشرة من قبل فريق العمل المعني بأزمة البحارة (SCAT)، والشراكات مع الوكالات والشركات العاملة في القطاع. كما سنواصل العمل مع الحكومات والمعنيين في القطاع البحري والمنظمات الدولية الأخرى لتعزيز السلامة والأمن البحريين.”
وأشادت المنظمة البحرية الدولية بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت من أوائل الدول التي بادرت بتصنيف البحارة على أنهم “عمال من ذوي الأولوية” خلال جائحة “كوفيد-19″ووفرت جميع التسهيلات اللازمة لتبديل أكثر من 240 ألف بحار بشكل آمن وتمكينهم من العودة إلى أوطانهم، إضافة إلى توفير الرعاية الطبية واللقاحات المضادة لفيروس “كوفيد-19”.
دعم “الجيش الأزرق”
تحتل دولة الإمارات موقعًا استراتيجيًا على مفترق طرق الشحن العالمية ما يجعلها مركزًا رئيسًا للتجارة والخدمات اللوجستية مع سواحل بحرية تمتد لأكثر من 1,650 كيلومترًا. وتستقبل موانئ الدولة أكثر من 21 ألف سفينة سنويًا، وتتعامل موانئها مع أكثر من 17 مليون حاوية كل عام.
وقالت سعادة المهندسة حصة آل مالك، مستشار وزير الطاقة والبنية التحتية لشؤون النقل البحري: “بكل تأكيد، يشكل البحارة العمود الفقري للقطاع البحري. وفي هذا الإطار، كانت دولة الإمارات رائدة في اتخاذ الإجراءات وإطلاق المبادرات التي حققت فيها أسبقية على مستوى العالم. وخلال ذروة الجائحة، سمحت دولة الإمارات بتسهيل التبديل الآمن لأكثر من 240 ألف بحار تمت مساعدتهم على العودة لأوطانهم سالمين. وهذا العام، أطلقنا مبادرة “سالمين” التي تسهم في تعزيز جودة حياة البحارة وتساعدهم على مواجهة التحديات التي يواجهونها نتيجة الجائحة والقيود المفروضة على السفر. بالإضافة إلى ذلك، أطلقنا مبادرات مثل “دعمًا لجيشنا الأزرق” لحماية حقوق البحارة وتحسين حياتهم، و”إبحاركم بأمان” لتعزيز السلامة البحرية وحماية الأرواح.”
وأضافت آل مالك: “علاوة على ذلك، نهدف إلى زيادة حجم الحاويات التي يتم تداولها في دولة الإمارات إلى 50 مليون حاوية بحلول عام 2032، بزيادة نحو 150 في المائة. كما نتطلع إلى زيادة عدد السفن والناقلات التي تحمل علم الدولة إلى 2000 سفينة. وفي سعينا لتحقيق هذه الأهداف، من الضروري أن نواصل جهودنا لضمان حياة أفضل لـ “جيشنا الأزرق”، الذي يضطلع بدور رئيس في نجاح القطاع البحري. وتعد فعاليات مثل مؤتمر “السلامة في البحر” ضرورية لتحقيق هذا الهدف، حيث إنها تجمع تحت مظلتها نخبة من أبرز قادة القطاع البحري في المنطقة لطرح الأفكار والعمل على رسم خارطة طريق لتطوير القطاع والمضي به قدمًا إلى الأمام.”
مناقشة قضايا حيوية
بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأمور المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية للبحارة، ناقش المؤتمر عددًا من القضايا الملحة مثل إزالة الكربون، وكفاءة الطاقة، والرقمنة، ودور الذكاء الاصطناعي في دفع تقدم القطاع البحري.
وقال يوجين ماين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ترايستار مخاطبًا البحارة: “لقد تغيرت الأمور من حولنا خلال السنوات الثلاث الماضية، وأدرك العالم التحديات العديدة التي يواجهها البحارة، سواء تلك المتعلقة بالجائحة أو غيرها. وقد أسهم تصنيف الأمم المتحدة للبحارة على إنهم “عمال من ذوي الأولوية” في فتح العديد من الأبواب بالنسبة لكم بما في ذلك العودة الآمنة إلى أوطانكم، وتغيير الطواقم البحرية بشكل أسرع، وتسهيل السفر، إضافة إلى تقدير الدور الذي تقومون به. وسيساعد الدعم والتضامن الذي تحظون به من المنظمة البحرية الدولية ومنظمة العمل الدولية والعديد من المؤسسات الأخرى، بالإضافة إلى الاتفاقيات والأنظمة الجديدة على إتاحة المزيد من الفرص بالنسبة لكم.”
وأضاف ماين: “لقد حان الوقت لإعادة النظر في مختلف جوانب القطاع البحري من خلال تعاون ومشاركة الدول، وأصحاب السفن، والحكومات، والسلطات المعنية. ويجب أن تتخطى نظرتنا حدود الدول وتسمو فوق المنافسة، حيث نعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة لجميع البحارة.”
بعد تنظيم مؤتمر “السلامة في البحر” الأول عام 2019، حصدت مجموعة “ترايستار” العديد من الجوائز في قطاع المسؤولية المجتمعية للشركات عن هذه المبادرة الرائدة. وتتولى المجموعة حاليًا إدارة خط مساعدة يعمل على مدار الساعة لمساعدة الطواقم البحرية بالتعاون مع جمعية البحارة في المملكة المتحدة. كما أن مجموعة “ترايستار”، مزود الحلول اللوجستية للطاقة المتكاملة، أحد الموقعين على “إعلان نبتون بشأن رفاهية البحارة وتغيير الطاقم”، والذي يؤكد المسؤولية المشتركة للمعنيين في منح الأولوية لصحة وسلامة الأشخاص الذين يعملون في البحر.