اذا كان مرض الادمان انشغالاً بالذات،
فالشفاء منه هو عملية نسيان للذات..!
او -ان شئت فقل-
التعافي من الادمان هو تقليل الانشغال بالذات…!
وهذا ما يحدث للمدمن بالفعل وبطريقة طبيعية جدا
على امتداد عملية التعافي.
المدمن دائم الانشغال بذاته وبالمخدر…!
حتى ليشغله المخدر عن اولاده وأسرته وكل الكون من حوله..!
فهو لا يرى من هذا الكون العريض الفسيح،
الا ذاته وإشباع غرائزه..!
او “ضرباية” كما يعبر عن ذلك كثير من المدمنين..!
يسيطر المخدر ( المخدرات-الجنس-القمار-ادمان اللعب…)
يسيطر على المدمن،
حتى كأنه يستعبده،
فيصير أسيرا لإدمانه،
وينكفء على نفسه،
فتضعف مهاراته الاجتماعية،
ويضعف دوره او ينتهي دوره في المجتمع،
ويشعر بالقلق من الوجود مع الآخرين،
حتى لينعزل عن اهله اللذين يسكنون معه في نفس البيت،
وحتى لينعزل عن العالم من حوله،
فلا يشغله شيء عن إدمانه وإشباع غرائزه ..!
المدمن حين يتحرر من هذه الانانية المفرطة،
وتتحرر روحه من مرض الادمان،
وتتحرر طاقاته ويتحرر اهتمامه،
ويبدأ في النظر فيمن حوله،
أسرته..شغله..أصدقائه ..الكون من حوله..!
يقل اهتمامه المبالغ في نفسه،
ولا يُصبح هو مركز الكون في نظر نفسه..!
كما كان يعتقد-
ويبدا في مساعدة الآخرين من حوله،
ويرجع لسابق عهده ومسؤولياته،
وأدواره الحياتية في الحياة،
فيهتم بأسرته ويعتني بأمرهم،
ويهتم بأسرته الكبيرة،
ويهتم بإخوانه وأصدقائه،
حتى ليهتم بالكون من حوله،
ويمارس التفكر والتأمل في هذا الكون البديع،
الذي خلقه الله له وسخره من اجله..!