ويمنح الداعية والفقيه ملكة الفكر المستقيم
والشريعة قادر على وضع حلول للمستجدات العصرية بما يناسبها من أحكام فقهية
كتب عادل يحيى
في إطار الدور الريادي لجمهورية مصر العربية، ودور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير داخل مصر وخارجها، وفي إطار دورها التنويري والتثقيفي، عقدت محاضرات الدورة العلمية المتخصصة لأئمة ووكلاء الأوقاف بدولة الجزائر الشقيقة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر اليوم السبت 17/١٢ /٢٠٢٢م، حاضر فيها أ.د/ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب، وذلك لعدد ( ١٩ ) عالمًا من أئمة ووكلاء الأوقاف بدولة الجزائر، وقدم لهذه المحاضرة الدكتور/ أشرف فهمي مدير عام إدارة التدريب.
وفي محاضرته وجه أ.د/ علي جمعة الشكر لوزارة الأوقاف وأكاديمية الأوقاف الدولية على هذه الاستضافة الكريمة، مؤكدًا أن أساس المنهجية الإسلامية والتي اتخذها الغرب منهجًا منذ عصر روجر باكون تعتمد على علم أصول الفقه والذي يدور حول معرفة دلائل الفقه إجمالا وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد، وأن علم أصول الفقه ليس مجرد أداة لفهم الوحي فحسْب وإنما هو أداة لفهم الكون كله، فالوحي هو كتاب الله (عز وجل) المسطور، والكون هو كتاب الله (عز وجل) المنظور، يقول الله (عز وجل) “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”.
موضحًا أن فائدة علم أصول الفقه تكمن في ترتيب ذهن الداعية، وتوسيع إدراكه للنصوص الشرعية، والربط بينها وبين الواقع المتطور المتغيّر مما يمنحه ملكة الفكر المستقيم، مما يستوجب على الداعية والفقيه استقاء المعرفة من المصادر الصحيحة الموثوقة ، وأنه لم توثق أمة قط تراثها كما فعل المسلمون الأوائل حيث ألفوا في علوم الحديث ، وأصول الفقه ، وغيرها من العلوم للحفاظ على الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة .
مضيفا أن التشريع الإسلامي قادر على مقابلة مستجدات العصر بما يناسبها من الأحكام الفقهية عن طريق إلحاق ما لم يرد فيه نص بما هو منصوص عليه.