أجمل ماقرأت :
عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يعبر عن
محبته لموسى عليه السلام، قال مخاطبا إياه
في القرآن الكريم: «وألقيت عليك محبة
منى ولتصنع على عيني» وهي محبة شاملة
تجعل موسى محبا ومحبوبا، فالمحبة ملقاة
عليه ممن يملك القلوب ويوجهها كيف يشاء،
ثم هي محبة رعاية وعناية وكفالة ربانية،
ونحن عندما نحب أحدا فإننا حتما سنعتني
به، إلا الله سبحانه وتعالي، إذا أحببناه فهو
الذي سيعتني بنا، إذا أحبك الله فلن يحبك
أحد أكثر منه، وإذا أعطاك فلن يعطيك
أحد عطية أكرم منه، وإذا غضب عليك فلن
ينجيك أحد منه فمن لك غير الله ؟ كن مع
الله يكن الكون بأكمله معك
قال تعالي: «يا أيها الناس قد جاءكم بزهان
من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا، فأما الذين
آمنوا بالله واعتصموا به فسيذخلهم في
رخمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا
مستقيما» (النساء ١٧٤ – ١٧٥)
الـقـرآن نـور، والـنـور لا يمكن رؤيـتـه، ولكن
بالنور نـرى الأشياء، فـإذا أدرك هذا النور
نفوسنا رأت ما لا يراه الخلق، وسمعت ما لا
يسمعون، وارتـقـت وسمت وعلت لقمم لا
تدركها عقول البشر العاديين، ولا تخطر
على قلوبهم، فتكون الرؤية، ويكون الإدراك
لما أخبرنا به الله عـز وجـل خير برهان،
فتطمئن النفوس.
حول قول الله تعالي: «وأفوض أمرى إلى الله
إن الله بصير بالعباد، يقول الفخر الرازي
في كتابه «مفاتيح الغيب» : «ولقد جربت في
أحـوال نفسي أنه كلما قصدني شرير بشر
ولم أتعرض له، واكتفيت بتفويض أمرى
لله، فإنه سبحانه وتعالى يقيض لي أقواما
لا أعرفهم يبالغون في دفع ذلك الشرعني،
وهذا من ثمرة تفويض الأمر لله