يفرح وحده ويحزن الآخرون، يتقدم وحده ويتراجع الباقون، يغرد منفرداً بأناشيد السعادة وأهازيج الفرحة ويترك لطم الخدود وشق الجيوب للآخرين.يحتكر ينابيع الفرحة لمتابعيه ليغترفوا منها كيفما شاءوا تاركاً الحسرة والمرارة لمن يتابع غيره.إنه الأهلى الفرحة المتبقية والأمل الساطع دوما والرهان الوحيد المضمون لكرة القدم المصرية.لست أهلاوياً ولن أكون، لكن احاول من منظور موضوعى رصد أسباب هذه الظاهرة الاستثنائية فى تاريخ الرياضة العربية والجملة الوحيدة المكتملة المعنى، بينما بقية الفرق الأخرى مجرد جملة اعتراضية لو حذفتها فلن يختل المعنى.
بالمناسبة أكتب هذا المقال صباح الأربعاء ليكون فى المطبعة قبل مباراة الأهلى وريال مدريد فى كأس العالم للأندية..
لا تهمنى نتيجة مباراة أمس سواء فاز الأهلى بها وصعد لنهائى الكأس أو خسر ليلعب على المركز الثالث. لا تهمنى البطولة كلها وأرى أنها بطولة متواضعة فى كل نسخها.كما لم تخدعنى تلك العبارات التى يطنطن بها البعض عن بطل نصف الكرة الأرضية أو غيرها من ألقاب خادعة أرى أن الأهلى كظاهرة كونية أكبر منها جميعا. قلت من أول نسخة فى بطولة كأس العالم للأندية أنها لا تزيد على مسابقات دورى الشركات. وشبهت كأس العالم للأندية بكأس الإنتاج الذى كان يحصل عليه كل من شارك فى دورات سوق القاهرة الدولية.
لذا اريد الحديث عن منظومة الأهلى التى تستحق أن تدرس فى الجامعات والمعاهد الدولية. ظاهرة لا تحدث ربما إلا كل ألفية أو أكثر، تعود فى أسبابها من وجهة نظرى إلى الآباء المؤسسين الذين وضعوا اللبنة الاولى لهذا الصرح الكبير.
يبدو أنهم كانوا يتمتعون بذلك القدر من الإخلاص الذى جعل لهذه المنظومة أن تنمو وتنجح وتستمر طيلة هذا التاريخ. الآباء المؤسسون رفعوا شعار الأهلى أولا وقبل كل شيء. لا يهم من يرأس النادى.
أى رئيس يسهل عليه النجاح، كل المطلوب منه فقط أن يسير على نهج الآباء المؤسسين.كل فرد يعرف دوره، لا يوجد رئيس نادى يفتى فى أمور فريق الكرة حتى لو كان نجما كبيرا فى اللعبة مثل صالح سليم أو حسن حمدى انتهاء بالخطيب أو بيبو، أحرف من لمس كرة القدم فى البلد ومع ذلك.
لا تسمع للرجل صوتا لدرجة أننا أوشكنا أن ننسى صوت بيبو ولم يبق منه فى ذاكرة الرياضة المصرية سوى صوته منذ خمسة وثلاثين عاماً، وهو يشكر خجلا جماهير الكرة التى جاءت تودعه فى مباراة اعتزاله قائلاً من خلال دموعه كلمته الشهيرة: ألف شكر ألف شكر.
هذا لا يعنى أن الأهلى لا يعانى من أية مشاكل. بل على العكس تماماً ربما تكون مشاكل الأهلى أكبر بكثير من مشاكل غيره من المنافسين لكن طريقة معالجة الأهلى مشاكله هى التى تجعله دائما فارقاً عن غيره.
كل مشكلة مهما كانت صعبة لها حل، ولكن فى أماكنها الطبيعية.
منظومة الأهلى لا تسمح أبداً بعرض المشاكل على الملأ أمام الشاشات والميكروفونات. نادى يعتمد فى إعداد الفريق الرياضية على العلم الحديث والمعرفة. لذا من الطبيعى أن يقف الجنرال حظ فى صفه يسانده حتى فى لحظات ضعفه ليعيده من جديد للصدارة التى يستحقها.
من حق كل أهلاوى أن يغنى مثلما غنت أسمهان:»إفرح يا قلبى لك نصيب تبلغ مناك ويا الحبيب».
إفرح يا كل أهلاوى لك فريق ناجح وشارخ فى أى طريق. الأهلى وجماهيره يستحق كل منهما الآخر، فوراء كل فريق عظيم جمهور أعظم. وتلك هى جماهير الأهلى التى تسانده عن حق والتى يبدو أن عمرو دياب كان يتغنى باسمها للأهلى:انا لو تبقى معايا بيترج القلب ويتهز أنا لو تاخد عينى يانور عينى عينى ما تتعز، عارف انت الحظ، أهو انت الحظ يا حظ !