في قديم الزمن، تطلع الإنسان إلى السماء، منبهرا بالشمس والقمر والنجوم، ومتسائلا عن هذا الفضاء الهائل الشاسع، الممتد إلى ما لا نهاية، ووصل به الأمر لعبادة الشمس والقمر والنجوم؟
وأخذت تتطور فكرة الإنسان عن الكون، بدءا من اعتبار الأرض مركز الكون وأن الشمس هي التي تدور حولها، وصولا إلى أن كوكبنا ليس سوى “نقطة زرقاء باهتة” تسبح في كون ليس له حدود ولا نهايات. هذه الحدود تتسع دوما ولا يحدها سوى مدى قدرتنا على الرؤية والرصد ودقة الحسابات القائمة على قوانين الفيزياء الكونية!!
وأدرك الإنسان أن الشمس ليست سوى “نجم شاب” بين مليارات النجوم، وأنها عبارة عن مفاعل نووي هائل يمدنا بالضوء والطاقة، وسيأتي يوم ينضب فيه الوقود من هذا المفاعل ليكتب بذلك نهاية الحياة بالنسبة لنا!!
ووصل الأمر إلى أن يطأ الإنسان بقدميه سطح القمر، ويتمكن من إرسال العربات الآلية وأجهزة الاستشعار المدارية إلى المريخ وغيره من الكواكب، كي تجري الدراسات على بيئتها وما تحتويه تربتها من معادن وما يضمه غلافها الجوي من غازات، ويتم إصدار التعليمات لهذه العربات والأجهزة من الأرض، وترسل هي ما تتوصل إليه من نتائج إلينا.
كذلك بدأ استخدام التلسكوبات الفضائية إلى جانب نظيراتها الأرضية، لتمدنا برؤية أوضح للكون ومكنوناته!!
وأرسل البشر المركبات الآلية إلى أعماق الكون السحيق خارج النظام الشمسي، عسى أن تعثر عليها حضارات ذكية، وهذه المركبات تحمل عنوان كوكبنا وموقعه في مجرة الطريق اللبني، وكذلك تحمل نقوشا تصور رجلا وامرأة وحروفا من جميع لغات الأرض، وكل ذلك منحوت على لوحة من الذهب، في محاولة للتواصل مع تلك الحضارات، إن وجدت!!
ومع تزايد التساؤلات حول ما إذا كان هناك مخلوقات ذكية – أو عاقلة – غيرنا في الكون، وفي ظل تقدم وسائل الرصد، بدأ البحث عن كواكب قد تكون صالحة للحياة التي نعرفها، أو تتوافر فيها مقومات الحياة، من مياه سائلة وأكسجين وخلافه، وتم رصد مئات الكواكب، لكن معظمها قد لا يصلح للحياة.
ومع ذلك أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” مؤخرا أنها اكتشفت أول كوكب في حجم الأرض وأنه موجود في النطاق الصالح للحياة، أي أنه يبعد عن النجم التابع له بمسافة تتيح وجود الماء في حالة سيولة، مما يزيد احتمال وجود كائنات حية عليه!!
وإذا كنا نبحث عن حياة شبيهة بتلك التي نعرفها على سطح الأرض، فمن أدرانا أنه لا توجد أشكال أخرى من الحياة في الكون، ولكن مقومات وجودها تختلف تماما عن مقومات الحياة الأرضية؟؟ وربما كانت هناك كائنات تعيش بيننا، هنا على الأرض، ولكن لا يمكننا رؤيتها وإدراكها بحواسنا وأدواتنا المحدودة، مثلما كانت الميكروبات والفيروسات تعيش بيننا قبل اكتشاف الوسائل التي تمكننا من رؤيتها والتعامل معها؟؟