لما تولى الولاة حكم الأندلس الذين تعاقبوا على ولايتها بعد عبد العزيز بن موسى بن نصير حيث تعاقب على حكمها سبعة عشر واليا وبسبب كثرة هؤلاء الولاة ومنافسة بعضهم بعضا على الحكم وقصر مدة ولاية الواحد منهم أصبحت البلاد مسرحا للفتن والاضطرابات التي كان يذكي أوارها ظهور العصبية القبلية بين العرب في الأندلس.
ومع هذا الصراع القبلي لهمم الفاتحين العرب أوغلوا بشجاعة في أنحاء الجزيرة غير المفتوحة حتى وصلوا إلى قلب فرنسا في ولاية عبدالرحمن بن عبدالله الغافقي ولولا تغلب الفرنجة عليه بقيادة شارل مارتل في موقعة بلاط الشهداء فيها عام ١١٤هجرية و٧٣٢ميلادية لظلت جيوش المسلمين تتقدم من فتح إلى فتح ولوقعت أوربا في أيديهم وانتشر الإسلام فيهاّ.
ولم يحاول العرب الاستيلاء على بلاد الفرنجة بعد هذه الموقعة بل أخذوا يتراجعون إلى بلاد الأندلس حتى إنه لم يبق لهمم فيما وراء جبال البرت أو البرانس وإلا مقاطعة سبتمانيا وحاول الأعداء أن يجمعوا قواهم ليحاولوا مرة بعد مرة الانقضاض على المسلمين مستغلين ذلك الصراع والتشتت والضعف الذي كان عليه العرب لذلك درس آخر ان شاء الله