لماذا حين نموت نبدو للآخرين شيئاً ثميناً فقدوه و للتو شعروا بقيمته . .ثم يفتشون في حياته الماضيه و ذكرياته . .
و تفاصيل عباراته وأدق حركاته
ثم يسرعون في البكاء علينا . و يتلمسون آثار خطواتنا و ذكرياتنا
ويقلبون دفاتر ايامنا والبومات صورنا …. ويضعونها في ايقونات صور برامج التواصل الاجتماعي
ويكتبون فينا الكلام الجميل والنثر البديع وتبدأ اوجه وعلامات الحزن شاهدة في كل مناسبة وكل ناحية من روتين حياتهم
لم يكن شيئاً عسيراً ،
أن يفعلوا ذلك و نحن أحياء . . ؟
أن يبوحوا لنا بحبهم . .
أن يشعروا بالندم حيال أخطائهم و خيباتهم المتكرره
ليس بالأمر الصعب أن يبادلونا الحب و الضحكات و اللحظات السعيده التي نحلم بها
أن يكونوا أصدقاء قريبين كما يجب
حين نموت نكون أثمن بالنسبة لهم
نكون شيئاً يستحق البكاء بحرارة فقط حين يغلق دوننا و دونهم باب الموت
” الخلاصة “
نحن في هذه الحياة ضيوف فقط .. ندخل العالم فترة من الزمن وتسحب منا ورقة العمر … هي لحظات بسيطة .. نقضيها في دروبها ومتاهاتها ولا نعلم متى يقال فلان رحل وفلان مات …انها جسر موصل بين ولادة ووفاة
ولا نعلم كم طول هذا الجسر
اليوم قد يكون أحباؤنا قريبين لكنهم سيكونون قريبا بعيدين، وحينها سنتألم كثيرا لأننا لم نودع في آذانهم وقلوبهم مشاعرنا.
سنندم على أننا لم نمض معهم الوقت الذي يليق بأهميتهم في حياتنا ومحبتنا لهم.
نعتقد دائما أن الغد سيمنحنا وقتا كافيا لنستمتع فيه مع أحبتنا، لكن ترحيل أمنياتنا إليه هو أكبر خدعة صنعناها في التاريخ. إنه يمنحنا ذريعة لقتل الفرص العظيمة المتاحة لنا اليوم. لقد وفرنا له كل السبل لسرقة لحظاتنا الجميلة
إن أسوأ شيء نرتكبه في حقنا أن نضع أمنياتنا في حقائب الغد. احملوا أمنياتكم على أكتافكم. دعوها ترافقكم هذه اللحظة وكل لحظة
اكتبوا واخرجوا واستمتعوا مع أحبتكم اليوم. عيشوا اللحظة الآن حتى لا تظلوا بقية حياتكم مسجونين خلف قضبان الندم
كونوا قريبين مِـن زوجاتكم وازواجكم واولادكم و امهاتكم و ذويكم وأرحامكم ومن تحبون قَبل أن يطرق باب الفراق حياتكم….
عندها ستندمون فعلاً … اذ لا لقاء الا في يوم المحشر .