أما بعد..
فما حيلتي غير الصمت حينما..
تموت الكلمات وتتكاثر الأحزان..
أن تغضب..
وأن تبكي..
أن تثور..
أن تنفعل..
أن تنفجر..
وأن تصرخ
إلى هنا شكرا..
(إلى هنا يكفي)..
للأسف يا سيدي..
كلها محالات..
فالقمر لم ينبت يوما على أطراف أصابعي..
ولم تولد الشمس في كفي..
أنا يا سيدي محض مغترب..
مقهور..
مكسور ومضطرب..
منفي بلا وطن..
وما بين الضلوع من ألم..
يقتلني..
من طرفي..
…إلى طرفي..
يليه..
وتولد الأفراح صاخبة جدا..
أما الحزن فمقطوع اللسان..
فأخبروا أولئك الذين اعتقدوا أن قلوبنا قبورا..
فدفنوا الحزن فيها ومضوا..
أنهم نجَوا..
أيها السادة..
مات السر..
وأفلت الجاني..
انتهى..