كتب عادل احمد
أكد المعهد القومى للبحوث الفلكية ، أن دراسات انفجارات جاما الكونية تعتبر من الدراسات الهامة في علم الفلك الحديث، فهي أكثر الأحداث الفلكية لمعانا والأعلى طاقة، وتكمن الفائدة فى دراسة مثل هذه الظواهر على سبيل المثال فى فهم طبيعة المادة المظلمة والثقوب السوداء وكيفية تفاعل المادة ذات السرعات العالية.
وأشار تقرير لمعهد الفلك ، إلى أنه في التاسع من أكتوبر لعام 2022 تم رصد واحدة من أقوى الانفجارات النجمية بواسطة تلسكوب فيرمي الفضائي (Fermi Gamma-Ray Burst Monitor (GBM) المخصص للرصد فى نطاق أشعة جاما حيث تشبع هذا التليسكوب بكم هائل من أشعة جاما عالية الطاقة وايضا تم رصدها بواسطة مرصد نيل جيرلز سويفت الفضائي (Neil Gehrels Swift Observatory).
وأكدت التقارير اﻷولية أن هذا السطوع ﻷشعة جاما هو أقوى وألمع وميض ﻷشعة جاما يحدث منذ الحضارة الإنسانية و يعد هذا الوميض ناتج عن انفجار نجمي قريب يبعد عن اﻷرض مسافة قدرها 2.4 بليون سنة ضوئية وهو المع بأكثر من 50 ضعف من أى وميض لأشعة جاما تم تسجيله فى الماضى. ويتوقع أن يصل مثل هذا الوميض إلى اﻷرض مرة كل عشرة آلاف سنة لذلك فهى فرصة رائعة غير متوقع تكرارها في حياة اﻷشخاص.
وتابع : فبمجرد اكتشاف ورصد هذا الانفجار باستخدام التلسكوبات الفضائية فى نطاق أشعة جاما والإعلان عنه اتجهت العشرات من التلسكوبات الأرضية والفضائية لرصد الانفجار فى النطاقات الطيفية المختلفة (الأشعة السينية, الضوء المرئى ,الأشعة تحت الحمراء, الأشعة الراديوية) لمراقبة هذا الحدث ورصد التوهج الناتج عنه وأيضا تحديد مكانه بدقة وقد أطلق العلماء على هذا الانفجار اسم (Gamma Ray Burst – GRB221009A).
وكان من بين هذه التلسكوبات تلسكوب مرصد القطامية الفلكي الذي يعد أكبر تليسكوب فى أفريقيا والشرق اﻷوسط حيث قام فريق بحثي من قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية برصد هذه الظاهرة النادرة باستخدام منظار ذو مرآة عاكسة بقطر 1.88 متر. حيث قام الباحثين المصريين برصد هذا التوهج الضوئى على عدة ليال وحساب القياسات واﻷقدار الضوئية له بدقة عالية وقد أشادت الجهات العلمية الدولية المتخصصة بدقة أرصاد منظار القطامية الفلكى.
وتوضح الصورة التالية المأخوذة بمنظار القطامية الفلكى هذا التوهج الضوئي الناتج عن الانفجار القوى في أشعة جاما وكذلك صورة بعد خفتان واختفاء هذا التوهج :