غضب الكثيرون مما حدث في السويد من قيام البعض في تظاهرة أمام البرلمان بحرق المصحف الشريف كتابنا نحن المسلمين الذي أنزله الله على نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه ليكون هداية للناس جميعا .
والحق أن الرد على مثل هذه الاساءات – من وجهة نظري وكما فهمت من ديني -لا يكون بالغضب فأولئك الذين فعلوا ذلك قد لا يعلمون قيمة هذا الكتاب للبشرية ،وقد يكون ما وصلهم عنه على غير الحقيقة مثلما حدث مع كثيرين في صدر الإسلام حيث قُدِم لهم الدين من قبل أعداء النبي الخائفين على مصالحهم بأنه سحر وأنه يفرق بين الرجل وزوجته وبين الولد وأبيه ،فخشي الكثيرون من سماع القرآن الكريم وحاربوه كمن دعوهم إلى ذلك، وهو ما أخبرنا به القرآن الكريم في سورة فصلت بقوله :” وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ” .
وكذلك قد يكون محاربو هذا الدين ممن يعلمون حقيقته لكنهم يكابرون ويصفونه بما ليس فيه فيصدقه البسطاء لأن من يقول بذلك فيهم صاحب رأي وعقل مثلما فعل الوليد بن المغيرة الذي استمع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما عاد مقتنعًا لامه كبار القوم، فاضطر أن يقول إنه سحر وهو ما حكاه القرآن الكريم في قوله تعالى :” إِنَّهُۥ فَكَّرَ وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَیۡفَ قَدَّرَ ، ثُمَّ قُتِلَ كَیۡفَ قَدَّرَ ، ثُمَّ نَظَرَ ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ، ثُمَّ أَدۡبَرَ وَٱسۡتَكۡبَرَ ، فَقَالَ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا سِحۡرࣱ یُؤۡثَرُ ، إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ”
إذن فمهمتنا ليس الغضب وإنما التوضيح والشرح وتقديم الحقيقة للناس خاصة أولئك الذين لا يعرفون هذا الدين أصلًا ، وكذلك الذين يعرفون هذا الدين مشوها لأنهم قرأوا عنه من خلال أعدائه وأصحاب المصالح المتمثله في ألا يصل هذا الدين إلى الناس على حقيقته .
هذا المهمة تنطلق من مسئوليتين يتحملها المسلم أولا مسئولية الأخوة الإنسانية المتمثله في توضيح الحقيقة لأخوة في الإنسانية من خلال حق الإنسان على الإنسان ثانيهما المسئولية تجاه هذا الدين الذي جاء لإنقاذ البشرية، ولن يأتي دين بعده، ولن يُرسَل رسول جديد يحمل رسالة السماء إلى الناس بعد سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، بل إن سيدنا محمد أمرنا بتبيلغ الناس هذا الدين حين قال نضر الله رجلًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها لمن لم يسمعها ” وحين قال :”بلغوا عني ولو آية “
وبالتالي فأنا اقترح على المسلمين في السويد أن يرسلوا إلى اصدقائهم في السويد يشرحون لهم هذا الدين وجوهره وحقيقته ويكتبوا ذلك على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بلغة المحب الذي يريد أن تصل المعرفة للجميع بصرف النظر عما يعلق به عليه الآخرون وفي إطار حرية الاختيار وأن الصداقة والأخوة لا تتأثر بقناعات الناس التي تختلف عن قناعاتي وأنني مسئول أن أوضح ولست مسئولًا أن أقنع .
وأقترح أيضا على المسلمين من خارج السويد الذين يجيدون لغة هذه البلاد أن يكتبوا لمن يعرفونه هناك ليقفوا على حقيقة هذا الدين ويديروا حوارا حوله مع إخوانهم هناك ويكتبوا أيضا على صفحاتهم ما يريدون توصيله ويشاركون في ذلك أصدقاء من هناك
وأقترح على من يجيد لغة هذه البلاد لكنه ليس متعمقًا في الفكر الاسلامي أن يستعين بالمتخصصين يكتبون له ويقوم هو بالترجمة .
كما قترح على القادرين ماديا من أبناء المسلمين أن يدعوا من يعرفون من أهل السويد ليتعرفوا على هذا الدين من خلال زيارات إلى بلاد إسلامية وأسر مسلمة يعايشونهم، وقد فعلت إحدى البلاد هذه الفكرة عندما حدثت ألأساءات للإسلام في الدنمارك فكان المردود طيبًا.
أخيرا أقترح أن تكون هذه مناسبة ليقوم كل من يجيد لغة أخرى غير العربية من المسلمين بالقيام بواجبها بأن يكتب عن دينه على صفحته ويرسل إلى آخرين من أصحاب هذه اللغة لتوضيح الحقيقة ويا حبذا لو عرض ما يكتبه قبل نشره على متخصص .فهل نفعل؟
أما ما بعد أخيرا فأرجو أن يقوم من يجيد لغة السويد أن يترجم هذه المقاله فقد ينتفع بها المسلمون هناك