وماذا_بعد..
أن نضجتْ أحزانُنا الكبرى..
ووجعُ العمرِ قد أينع..
ماذا بعد؟!..
لا شيء هنا، يبقى..
ها نحن نمضي، نلملمُ أثوابَ الوداع..
أنت تفرغُ ماءَ البدايةِ في أرضٍ أخرى..
وأنا، على قيدِ العجزِ..
لا أملكُ رفاهيةَ جرِ النسيانِ إلى أرضي..
فامضِ، حيثُ شئتَ أن تمضي..
تُرى..
ما أنفقتُ من نبضي..
في فراغ النأي قد يرجع؟!..
امضِ..
فقد أُوصدتْ أبوابُ القبولِ، إلى أجلٍ غير مسمى..
وأَطفأَ الخوفُ آخرَ قنديلٍ في صدري..
وأنا أمزقُ وجهَ الأرضِ بحثا عن حجةٍ..
أعيدُ بها شاردَ ودِكَ إلى الديار..
وأهشُ بها على قلبي إذا جحد..
فلا ديارا تركتَ يا سيدي خلفك..
ولا ودا-ثملتُ به سفها-كان..
إنما هي مزاعم سِيقتْ، على سبيلِ التأني في الخيانة..
لتستوي على سوقها، وتؤتي ثمارها..
ولا أمان لمن ليس له أمانة..
أنا المغدورُ وقد سامحت..
وأنت الجاني، جرحت وذبحت..
ثم تفاخر؟!..
لا..
لا يهم يا سيدي..
أينا البر..
أينا الفاجر..
إنما منحتُك صكَ غفراني الأخير..
لئلا يكون بيننا للقصاص لقاء..
فاتركني هنا أبدا..
واذهب حيث تشاء..
انتهى..