رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير:
الإخلاص روحُ الطاعاتِ وجوهرُ العباداتِ
والعاقل الفطن هو الذي يخلص النية لله (تبارك وتعالى)
مدير عام المتابعة والتقييم:
الإخلاص من القيم التي عليها مدار الأعمال
والإخلاص من أهم الأخلاق التي جاء بها الإسلام
كتب عادل احمد
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، عقدت مديرية أوقاف شمال سيناء أمس الاثنين 4 / 9 / 2023م أمسية دينية بحضور الدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور/ نوح عبد الحليم العيسوي المر رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتور/ عمرو مصطفى مدير عام المتابعة والتقييم، والشيخ/ محمود مرزوق مدير مديرية أوقاف شمال سيناء، حيث تحدث الجميع حول موضوع : (الإخلاص في القول والعمل).
وخلال كلمته أكد الدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني أن الإخلاص والأمانة والتفاني في العمل أهم مقومات النجاح للفرد والمجتمع، وأن من أراد أن يحقق ذاته فمن خلال عمله أو وظيفته بأن يعطيها حقها، ويتفانى في أداء مهامها، وأن الإخلاص مطلوب في كل الأوقات، فإن الله (تعالى) لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم، وأن الشريعة الغراء قد بينت أسس قبول الأعمال عند الله (عز وجل) فالذي يفصل بين من يعمل أعماله عادة ومن يعملها عبادة الإخلاص، فالمخلص لا يفرط في حق من الحقوق سواء في قوله، أم في عمله، أم في علاقته بنفسه، أم في علاقته بربه، أم في علاقته بمن حوله من أفراد أسرته، ومجتمعه، فالإخلاص يحرك الإنسان إلى كل فضيلة ويجنبه كل رذيلة، كما يدفع العبد إلى البعد عن كل ما نهى الله (عز وجل) عنه.
وخلال كلمته أكد الدكتور/ نوح العيسوي رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير أن الإخلاص روحُ الطاعاتِ، وجوهرُ العباداتِ، لاَ تُقْبَلُ الطاعةُ بدونِهِ، لأن الله سبحانه وتعالى جعله شرطا لقبول الأعمال الصالحة، ليس في العبادات فقط، بل في جميع الأعمال والأقوال، فلا بد من أن تكون النية صادقة خالصة لوجهه تعالى، وقد بين ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما أتاه رجل وسأله، فقالَ : يا رسول الله : أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ” لَا شَيْءَ لَهُ، فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “لَا شَيْءَ لَهُ” ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ”، وأن الإنسان مرتهن بعمله عند ربه (عز وجل)، إما أن يقبله وإما أن يردَّه، والعمل المردود سبب من أسباب هلاك صاحبه؛ لأنه قصد به رضا الناس لينال مدحهم وثناءهم عليه، فكان كما قال ربنا سبحانه : “وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا” فكل ما عملوا في الدنيا من عمل صالح أصبح هباء منثورًا، لا قيمة له ولا وزن له ؛ لأنه لم يقم على الإخلاص لله رب العالمين، ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) قال : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ : الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً (أي : من أجل العصبية والدفاع عن عشيرته ولو بالباطل)، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً (أي : يقاتل من أجل أن يقال عنه : إنه شجاع)، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً (أي يقاتل من أجل رضا الناس وثنائهم عليه وليس من أجل الله تعالى)، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ : “مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيََ الْعُلْيَا، فَهْوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ”، وأن الله تعالى لا ينظر إلى كثرة الأعمال أو قلتها بقدر ما ينظر إلى قيمة الإخلاص فيها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ». وفي رواية: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلاَ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ » وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ فالعاقل الفطن هو الذي يخلص النية لله (تبارك وتعالى) لأنّ الناس لا ينفعونه بشيء إذا راءى لهم بل هو الخاسر يوم القيامة.
وخلال كلمته أكد الدكتور/ عمرو مصطفى مدير عام المتابعة والتقييم أن الأمة المحمدية استقبلت من الأوامر الإلهية التي تجعل من حركات أفرادها وسكناتهم، وأقوالهم وأفعالهم مناطًا للإخلاص لله تعالى، فخاطبهم ربنا بقوله : ” قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”، وقال أيضًا : ” هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، فألزمت الآيات الحبيب (صلى الله عليه وسلم) هو وأمته بالتحلي بصفة الإخلاص التي هي مناط قبول الأعمال عند الله تعالى، الإخلاص من القيم التي عليها مدار الأعمال، فالأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها، وأن الإخلاص من الأشياء العزيزة التي يغفل عنها الناس، فإذا عمل الإنسان عملًا رأى فيه شيئًا يعجبه من نفسه فعليه أن يستعيد نيته مخلصًا لله (تبارك وتعالى) مسلِّمًا أمره لربه، وأن الإخلاص من أهم الأخلاق التي جاء بها الإسلام وبه يبتغي الإنسان وجه ربه تعالى في كل شيء يتصل به، في حركاته وسكناته، في أفعاله وأقواله، وقد أمر ربنا سبحانه وتعالى الأمم السابقة بالتعبد له بهذه الصفة، فقال سبحانه : “ومَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ “، كما مدح رب العزة ( جل وعلا) نبينا (صلى الله عليه وسلم) عند بعثته بالإخلاص، ومدح به الأمة المحمدية، فقال تعالى : “إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الكتاب بالْحَقِّ فَاعْبُدِ الله مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ”، وقال أيضًا في محكم آياته: ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، فدلت الآيات الكريمات وغيرها من آيات ربنا في قرآنه أن أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأفعاله وتعبده كانت ابتغاءً لوجهه سبحانه.