وكيل الأزهر ووزير الشباب والرياضة يطلقان المرحلة الثانية من برنامج” التوعية الأسرية
وكيل الأزهر: وحدة لم الشمل أنموذجا فريدا في حل مشكلات الأسرة المصرية
كتب عبد العزيز السيد
قال فضيلة أ.د/ محمد الضويني ، وكيل الأزهر إنه من دواعي سروري أننا اليوم نستكمل مسيرتنا التوعوية بعد توقيعنا بروتوكول التعاون في الثاني عشر من شهر ديسمبر لعام ألفين وواحد وعشرين مع وزارة الشباب والرياضة، وأن ندشن معا مشروعات توعوية جديدة يتطلع أبناؤنا من خلالها إلى مستقبل مشرق؛ مرتكزين على حضارة عريقة، وحاضر زاخر بسواعد المخلصين من أبناء وطننا الحبيب، وبالتوعية البناءة والعلم والعمل.
وأضاف وكيل الأزهر خلال إطلاق المرحلة الثانية من برنامج” التوعية الأسرية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، أنه ليس هناك أعظم من علم صحيح يغرسه الإنسان في النشء والشباب، ولا أكرم على الله –سبحانه- من عبد صالح في نفسه إيجابي مصلح في أهله ومجتمعه، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير».
وأوضح الدكتور الضويني أن الفعاليات التي يطلقها الأزهر الشريف اليوم بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة؛ تهدف إلى المساهمة في بناء الإنسان، وتحقيق العمران، وزيادة الوعي الديني والمجتمعي، وتصحيح المفاهيم، ومواجهة الأفكار المنحرفة والهدامة، وتعزيز قيم الأخوة الإنسانية، ودعم منظومة القيم والأخلاق، وتكرس لحياة أسرية قوية متماسكة من خلال برامج تدريبية اجتماعية ودينية متخصصة، وباستخدام أدوات الإعلام ومنافذها، والتفاعل مع الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، واللقاءات الاجتماعية والميدانية المباشرة في الأندية ومراكز الشباب وجميع المنصات التي تسهم في تدعيم تلك التنشئة، واستقامة ذلك البناء.
وأضاف فضيلته أن استماع علماء الأزهر إلى الشباب، والتواصل البناء معهم، ومحاورتهم، ومناقشتهم، والإجابة عما يشغل أذهانهم من أسئلة واستفسارات وفتاوى، وتقديم أجوبة شافية وسطية مستنيرة لها، وهذا لا شك دور يستحق أن تتكاتف وتتضافر من أجله كل الجهود؛ لتحقيق الأهداف السامية التي تدعم أهداف خطة الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030م في ضوء رؤية القيادة السياسية الرشيدة، وتوجيهات السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وبيّن وكيل الأزهر أن استمرار التعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة سيضيف كثيرا للحياة الاجتماعية المصرية، وسيسهم في بناء وعي شباب عصري متفتح متمسك بقيم دينه وثقافة مجتمعه، يعتز بأخلاقه ويحافظ على هويته، وإذ أتحدث عن هذا التعاون فإني أشد على أيدي القائمين على هذه المشروعات عامة وبرنامج التوعية الأسرية والمجتمعية خاصة، هذا البرنامج الذي أطلقه الأزهر الشريف ممثلا في مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية منذ ما يزيد على خمسة أعوام، التقى خلالها بما يقرب من ستة ملايين ونصف المليون من المستفيدين.
وتابع وكيل الأزهر أنه يشد أيضا على أيدي جميع المتعاونين معهم من مؤسسات الدولة كافة؛ لا سيما وزارة الشباب والرياضة، التي لمسنا خلال مراحل التعاون معها جدية المشاركة في تحمل تلك الرسالة، والإخلاص والإتقان في أداء الواجب وتذليل جميع الصعوبات التي واجهت فرق العمل في شتى محافظات الجمهورية؛ فخرجت ثمرات الوعي من أكمامها وأينعت في عدة مشروعات ومبادرات وتجارب نافعة رائدة في ربوع مصر كلها.
واستعرض فضيلته بعض الجهود والإنجازات التي قام بها الأزهر، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر: لقاءات البرنامج القومي لمواجهة الظواهر السلبية، ودعم الأخلاق الحميدة، والقيم المجتمعية الإيجابية تحت شعار: «بالأخلاق.. تستقيم الحياة»، وبرنامج: «مصر أولا.. لا للتعصب»، وبرنامج: «رسولنا قدوتنا»، وبرنامج: «نور فكرك… ابن وعيك»، وبرنامج: «الأزهر يجمعنا»، وبرنامج: «الأخلاق والحريات وبناء الإنسان»، كذلك عُقدت دورات تدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج من خلال برنامج معتمد أعده مركز الأزهر العالمي للفتوى ارتكزت محاوره على سرد العديد من الموضوعات والمحاور من خلال رؤية أساتذة متخصصين في الطب النفسي، وعلم النفس والاجتماع، وعلوم التربية والسلوك، وعلوم الدين والشريعة، ثم صهر المحتوى كله وخرج من معين واحد سهل التناول غير عصي على الفهم، وما من شك في أن أبناءنا وشبابنا يستحقون منا المزيد.
وبيّن الدكتور الضويني أنه تم منح المتدربون شهادات معتمدة في نهاية تلك الدورات تفيد حصولهم على هذا البرنامج المهم، في ظل عملنا الدؤوب على معالجة مشكلات الأسرة والمجتمع، من خلال وحدة لم الشمل التي تعد أنموذجا فريدا في حل مشكلات الأسرة المصرية، وغير ذلك من الأعمال التي تشملها هذه المنظومة المتميزة، ووفق رؤية شابة طموحة تشحذ الهمم، وتهدف إلى بناء جيل قادر على تحقيق أهدافه، والارتقاء بوطنه، والمحافظة على مقدراته.
وأوضح وكيل الأزهر أن المشروعات التوعوية التي ستنطلق اليوم لهي استمرار للنجاح الذي بدأ بهذا التعاون المبارك؛ حيث ستنفذ المرحلة الثالثة من لقاءات الجامعات والمعاهد العليا بما يستهدف اثني عشر ألف شاب، والمرحلة الثانية من لقاءات وندوات أندية الفتاة والتطوع تحت عنوان: «نربي صح» بما يستهدف أربعين ألف فتاة، والمرحلة الثالثة من دورات تأهيل المقبلين على الزواج والتي تستهدف خمسة آلاف شاب وفتاة من المقبلين على الزواج.
واختتم وكيل الأزهر كلمته أن هذه المشروعات كسوابقها تهدف إلى تنمية الوعي، وتصحيح المفاهيم، ودعم منظومة القيم والأخلاق، وترسيخ حب الوطن والانتماء، ومواجهة الشائعات، من خلال نشاطات ميدانية وافتراضية وأكاديمية، ومسابقات؛ لحث أبنائنا وبناتنا على بذل المزيد والمزيد في سبيل تنوير العقول، وبناء الفكر بالدين والعلم.