مُدي ذراعيك هنيهة
من السماء
امسحي عبراتي
أوقفي نزف آهاتي
ربتي على كتفي
المبتور
فأنا باردة جداً
وحيدة جداً
ضائعة جدا
تحسّسي نبض موتي
المتصلب في هوة
الخذلان
بعثري الأرق الدّلام
العالق بجفون
الشريان
أمّاه…
شددتُ مئزر الوجع
على خصري
مشيتُ بنصف ساق
صوب هاوية النسيان
أعاقر أضغاث حلم
رث يعيق الخفقان
أستجمع شظايا نجم
يجثو على أهداب ليلي
يبث نجواه
لذكرى منفلتة من قبضة
العدم
مُتعبة جدا يا أمي
أناجي القدر
أتوسد الحجر
أبلل ريقي برذاذ
المطر
متعطشة جدا
لحضن ثابت
لقُبلة تغفو على وجنتي
لدعوات فجر
تُحدد وِجهتي
تراني ها هنا
واقفة على قبري
أعدّ سرادق صبري
أبتلع حبات الثرى
و أتساءل :
من بترَ عُمري ؟
من تبرَ ذراع قدري ؟
أنتحبُ كوريقات
خريفية
تأبى ثورة الفصول
ترفع بيارق الشجون
مُدي يديك
دعيني أقبلها
أشتم عطر جلدك
لدقائق فقط
دعيني أشبك أناملك
بين خُصيلات
شعري
كما كنتِ تفعلين
دائما
لعلّك تنسفين
تجاعيد أيامي
عانقيني أماه
امتصي ارتجافي
و ذعري
اكنسي انكساري ،
من يدري!!
ربما بنظرة منك
أو لمسة تتجدد
أيامي الباهتة
بضمة منك تُحييني
و بكسرة رحيل فُجائي
قتلتيني يا أمي ..