أستطيع أن أراهن بكل ثقة أن مباراة فرسان الاهلي الحمر وجياد الاسماعيلي -بعد التجديد- من أمتع مباريات القمة في دوري هذا العام -إن لم تكن هي الأمتع على الإطلاق-
لقد شاهدنا في ستاد برج العرب كرة مصرية حقيقية جميلة وتنافس شريف حر على الاستحواذ على مجريات المباراة ، لا فرق – بين بطل الدوري العريق أو الإسماعيلي صاحب النكهه المميزه- في الأداء والإنجاز .
**بالنسبة للاهلي شعرنا أننا هذه المرة أمام فريق متكامل بلغة كرة القدم : مهما كان الذين يتواجدون في أرض الملعب أو الجالسون على دكة البدلاء، فجميعهم stand by للدخول إلى نسيج الأداء الراقي الموصل إلى الفوز المريح والمستحق في كل الاحيان.
**أشعرنا الأداء بأن اللاعبين يعرفون بعضهم البعض وامكانياتهم ويتبادلون بثقه التمريرات السحرية وينفذون بالكامل استراتيجية المدرب وخطته التي اوضحها لهم في التدريبات وكانت تعتمد -اليوم- على امتصاص حماس الاسماعيلي -المتحفز والراغب تماما في مصالحة جماهيره بعد بداية تعثرت في الدوري وتصحيح في المباراة التالية – يريد الجمهور بالطبع أن يتاكد من بنيانه وأمام من ؟؟أمام الاهلي الزعيم في مباراه مهمة للجانبين..
**أدى ايهاب جلال ما عليه ولقن لاعبيه الخطة التي يراها مناسبة لمباراة القمة – وفي نفس الوقت ارادها كولر قمة بحق – نظره إلى الملعب الاخضر على انه رقعة شطرنج طالما حمى الوزير والملك من السقوط فالأمر بعد ذلك هين وسهل ، وهذا ما لاحظناه رغم استحواذ الاسماعيلي وعنف الشباب الذي أدى للأسف إصابه إمام عاشور ومنعه من السفر مع المنتخب في مهمته الإفريقية الجديدة..
**أعتمد كولر قلعة قوية للدفاع أمام الشناوي وأمامه خط وسط يجيد التمرير الحاسم ويضمن الهجمات المثمرة ليهدئ من اندفاع الاسماعيلي الذي احتسب له اكثر من عشرة ضربات ركنية على سبيل المثال .
**حتى عندما احرز الاهلي الهدف الاول لبيرسي تاو في الدقيفة ٢٣ فإن ايهاب جلال لم يغير من طريقته وظل لاعبو الاسماعيلي يعتمدون الحماس الزائد الذي يمنع في نفس الوقت التركيز المطلوب فسنحت الفرصة للفرسان الحمر للتعزيز بهدف ثان أحرزه حسين الشحات في الدقيقة 38 أراحهم الشوط الثاني الذي برزت فيه لمسات وتنقلات للكرة ولعبات جميلة تجاوب معها الجمهور المتواجد بكثرة وتعالت الهتافات وشعر من في البيوت أننا أمام قمة مصرية حقيقية جديرة بالاحترام ..
**كما استمتع الجمهور خصوصا بأسيست “كوكا” لهدف حسين الشحات الذي اعتبره النقاد الأسيست الأحسن لجولة هذا الاسبوع
**أثمرت تغييرات كولر في الدقيقتين 63 و 79 بعد التغيير الاضطراري في الشوط الأول لإمام عاشور مما أنعش المباراة وأراح أصحاب المجهود،فجاء الهدف الثالث ولا أروع من رجل المباراة بيرسي تاو ..
**بعدها – وقبل النهاية بدقيقة -كاد الأهلي -عبر بيرسي تاو – أن يضيف الهدف الرابع للأهلي والهاتريك له ولكن كعادة كرة القدم انتقلت الكرة بعدها إلى الإسماعيلي ليسجل هدفه الوحيد..
**كان طبيعيا مع التراخي والتعب أن ينجح مهاجم الاسماعيلي الإفريقي في اختراق حائط ياسر ابراهيم ومحمد عبد المنعم ليسجل هدف التمثيل المشرف للدراويش وتكتمل عمليه ترويض جياد برازيل مصر باستاد برج العرب العريق ..
**ونستخلص نتيجة مهمة وهي ان الإسماعيلي هذا العام قادم بشبابه بقوه واقتدار إلى مركز متقدم في الدوري -بإذن الله- بشرط أن يتفرغ لاعبه لإظهار مهاراتهم وتسديداتهم دون اللجوء المتكرر إلى العنف والإيذاء.
وخالص التحية للجماهير التي شاهدت المباراة باستاد برج العرب ومشاعرها الوطنية نحو الشعب الفلسطيني الشقيق والمقاومة الوطنية وادانتهم للاعتداء الإسرائيلي على الأراضي المقدسة.