لايمكنني التفاهم مع هؤلاء ، إنهم يصيبونني بنوبة دوار وغثيان ، فألتزم الصمت حيال ردودهم الغبية وأشيح ببصري عنهم خشية أن اصاب بالحول ،
فهم غريبوا الأطوار تلقي إليهم بدعابة فلايفهمونها ويردون عليك بجدية بجواب غبي كروحهم الغبية .
المشكلة ليست بمستوى ال IQ درجة الذكاء لديهم ، فالروح الغبية قد تجدها في الطبيب والمعماري والكاتب والشاعر
على حد سواء.
يتحذلقون ، تتحدث انت عن الليل وهم يفهمون أنه نهار ، تقول لهم مداعبا أن صديقنا فلان محظوظ فهو أصلع ولايمتلك مشطا في بيته ولايبتاع الشامبوات لغسل الشعر ولا مجففا فهو يفرك فروة رأسه مع جسمه بال (ليفة) فتضحك ممازحا لهم ويضحك معك صديقك الأصلع لكن غبي الروح الجالس معكم يقول هذا خلق الله والإنسان لايقاس بمظهره وإن أكرمكم عند الله أتقاكم !!
إنه لايعرف كيف يبتسم وقت المزاح ولا يتعاطف وقت الشدة فهو يشقلب الأمور ويراها من عقبها صعودا إلى رأسها وليس العكس.
تقول له صباح الخير كعادة صباحية لا أكثر فيرد عليك قائلا كل أيام الله خير وتحيتك لن تزيدها خيرا !
تطلب زوجته منه أن يظهر لها بعض المشاعر فيخبرها أنه يقوم بواجباته ومسؤولياته الزوجية ولم يقصر في احضار اللحم والخضار والسمك وأصلاح المكنسة الكهربائية العاطلة وتسليك بالوعة الحمام!
تقول لأحدهم ممازحا إن هتلر نازي متوحش وملحد لايعترف بالله وهذا واضح من قوامه النحيل (المسلوع) و رأسه الأسطواني الذي يشبه ماسورة للصرف الصحي تحوي بداخلها القاذورات من أفكار القتل والإبادة، فيرد عليك وقد كست الجدية ملامحه : وهل شققت قلبه لتعرف إن كان يحب الله ويعترف به!!
إن كوارث الحرب العالمية والقتل الرحيم للمسنين والهولوكوست محارق الي ه ود كل تلك الأمور لم تثبت لروحه الغبية أن هتلر شخص سايكوباتي مجرم ملحد وهو يحتاج أن يشق قلبه لينظر عبر الأذين والبطين باحثا عن نور الرب فيه!!
أنهم جديون متحذلقون يسكنون في العالم الموازي أو ربما في القطب الجنوبي خلف الجدار الجليدي للأنتريكتيكا فهم لايفهمون لغتنا البسيطة ولايتفاعلون فلايمكن لمستر بن مثلا إضحاكهم لأنهم ببساطة سيعلقون : يالهذا المهندس المسكين الدنيا لاترحم غدرت به ولم تعطه وظيفة محترمة!
وبدل أن تصيبهم نوبة ضحك على مسرحيات عادل إمام سيتجهمون ثم يخبرونك أن هنالك خطأ فني في مسرحية مدرسة المشاغبين فالتلاميذ في الصف هم خمسة فقط أين البقية ؟ كيف لم ينتبه المخرج لهذا الخطأ الفادح !!!