سعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دائرة عدوانها على الحركة الرياضية الفلسطينية، خاصة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد أن رأت أن شمسها قد سطعت، وأنها سجلت حضوراً رياضاً قوياً على المستويات المحلي والإقليمي والدولي؛ إذ رافق هذه الإنجازات رفع العلم الفلسطيني وعزف النشيد الوطني الفلسطيني في العديد من المحافل الرياضية في معظم بقاع الأرض؛ فتعمدت منع وعرقلة تشييد البنية التحتية للمنشآت الرياضية، وتدمير المنشآت القائمة، واقتحامها وتدمير ممتلكاتها، وإغلاق البعض منها، ومنعها من ممارسة نشاطاتها؛ فضلًا عن استهداف حياة اللاعبين والإداريين ليرتقي العديد منهم شهداء؛ كما عملت على تقييد حرية انتقالهم وسفرهم، وزجت بأعداد كبيرة منهم في السجون والمعتقلات. ناهيك عن احتجاز الأدوات والمعدات في الموانئ، وفرض الرسوم الجمركية الباهظة عليها. ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، بل أنشأت ما يسمى بـ”أندية المستوطنات” كأحد أدواتها لخدمة الاستيطان وابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية.
وتأتي كل هذه الانتهاكات بهدف اغتيال الحركة الرياضية الفلسطينية التي تمثل أحد الرموز الوطنية الفلسطينية التي تكفل بزوغ نجمها في فضاءات المحافل الرياضية العالمية؛ ولقتلها كجهة ترعى قطاع الشباب الذي يعول عليه تشييد المستقبل الفلسطيني- لتنتهك كل المواثيق والأعراف الدولية؛ وعلى وجه الخصوص الميثاق الأولمبي والنظام الأساسي ولوائح الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، وحتى الاتفاقيات والمبادئ الناظمة لحقوق الإنسان.
- منع وعرقلة تشييد البنية التحتية للمنشآت الرياضية: لم تدخر سلطات الاحتلال الإسرائيلي جهدًا في سبيل منع أو عرقلة تشييد البنية التحتية للمنشآت الرياضية الفلسطينية، مستخدمة كل الوسائل والسبل؛ للحيلولة دون تطورها وفق المواصفات العالمية؛ كي تبقى عاجزة عن تلبية احتياجات الشباب والرياضة الفلسطينية؛ فقد منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة ملاعب في قرى: بورين بورين, وبيت أمر، وبيت فوريك، منذ العام 2010؛ ففي شهر نسيان 2012 بوشر في تنفيذ ملعب سعد صايل في بيت فوريك، بحضور ممثلين عن “الفيفا” واتحاد الكرة الفلسطيني؛ وخلال المرحلة الأولى من بناء الملعب، قامت قوة مسلحة إسرائيلية مدعمة بعناصر من الإدارة المدنية بهدم الملعب، وأمرت بوقف عملية البناء، وهددت بسجن العمال ومصادرة الآلات. كما منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بناء ملعب بيت أمر؛ بذريعة أن الملعب يشكل تهديدًا للأمن؛ لقربه من الشارع (خط 60). كما منعت قوات الاحتلال بناء ملعب بورين؛ حيث اقتحمت قوات إسرائيلية الموقع ومنعت الأعمال التحضيرية للبناء”. وفي 21 تموز 2015 منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنشاء ملعب كرة القدم في وادي فوكين.
وطالب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بمنع الاتحاد الإسرائيلي من تنظيم مباريات بالمستوطنات في الضفة الغربية، التي تعتبرها “الفيفا” جزءاً من الأراضي التابعة للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
في 29 تشرين الأول 2017، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) النأي بنفسه عن قضية أندية المستوطنات الإسرائيلية التي تلعب في الضفة الغربية، معلنًا أنه سيلتزم “الحياد” في القضية، ورفض فرض عقوبات على هذه الأندية؛ رغم أن ذلك يتعارض كليًا مع قوانين الفيفا، ورغم توصيات اللجنة المكلفة في الاتحاد الدولي، ورسالة الأمين العام المساعد للأمم المتحدة إلى الفيفا، والتي مفادها: إن وجود النشاط الرياضي في المستوطنات يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، ومع مبدأ حقوق الإنسان، وقوانين “الفيفا”.
هذه الانتهاكات تشكل خرقًا واضحًا وانتهاكًا صارخًا وخطيرًا للميثاق الأولمبي والنظام الأساسي ولوائح الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم