لا توجد دولة في المنطقة العربية ولا في العالم أيدت وساندت القضية الفلسطينية ودعمت وضحت بأولادها قبل مالها مثل مصر وقادتها ورجالها، وخاضت حروبًا من أجلها منذ عام 48 حتى الآن، وأيضًا احتوت أهلها الذين يقيمون فيها؛ مثل أبنائها وعالجت جرحاها ومصابيها من أي عدوان من الكيان الصهيوني مثل مصر، ولا دعمت قضيتها في كل المؤتمرات والندوات داخل الوطن وخارجه، وفي المنظمات الدولية، وفي المحافل العالمية مثل مصر.
ورغم أن هذه التضحيات الكبيرة والعظيمة أثرت بشكل مباشر وغير مباشر في تقدم مصر وتأخر خطط التنمية؛ بسبب مواقفها السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وعودة اللاجئين منهم إلى ديارهم، واسترداد أرضهم المسلوبة من قبل الكيان الصهيوني الغاشم، إلا أن ذلك لم يجعل مصر تتأخر عن دعم شعب فلسطين لحظة واحدة؛ لأن هذا قدرها باعتبارها الشقيقة الكبرى للدول العربية، وقلب الوطن العربي.
وفي المحنة الأخيرة التي يتعرض لها الآن قطاع غزة وأهله من إبادة جماعية، وقتل الرجال والنساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس من هجمات البربر الصهيوني، فإن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تبذل أقصى الجهود الممكنة؛ لوقف هذه الحرب على هذا الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره من التواصل مع جميع الأطراف والمنظمات العالمية والأمم المتحدة، وأيضًا عقد “مؤتمر السلام” في القاهرة؛ لوقف هذا العدوان الغاشم وأيضًا إمداد وإرسال المعونات لأهلنا في غزة كلما سُمح بذلك عبر معبر رفح، ولمن لا يعرف، فإن هذا المعبر الحيوي يتحكم فيه الكيان الصهيوني من الطرف الآخر، الذي قذفه بالصواريخ أكثر من مرة؛ مانعًا مرور أي مساعدات قبل الإفراج عن الرهائن، التي أسرتها حركة حماس خلال هجمات “طوفان الأقصى”.
ولذا كفاكم أيها المتشدقون والمزايدون وأصحاب الحناجر و”النوايا الخبيثة” المزايدة على دور مصر التاريخي في هذه القضية الذي لا ينكره أحد إلا جاحد أو حاقد، ومحاولة جر مصر إلى حرب مع إسرائيل ومن خلفها ويدعمها أمريكا، وحلف الناتو، وندمر ما تحقق من تنمية واستقرار، ومن يريد الحرب فالقدس ليست بعيدة، وليست مجهولة العنوان، وضحوا بأولادكم مرة واحدة، كما ضحت مصر بأولادها مرات ومرات.