أما_بعد..
وإنك،،،،
لا تحمل ألمين في قلبك..
ألم الفراق..
وألم الاشتياق لأولئك الذين فارقوا..
فقلبك الصغير لم يعد يتحمل كل هذه الأوجاع..
فتعلم أن تسقط الأحمال..
والأحلام..
والأشخاص..
والأذى..
تعلم أن تمضي..
لا تؤخرك تلك النداءات القديمة..
لا تعيدك الأعماق، فكم آذتك وأنت لا تدري..
وما زالت..
فإنك حين هنت في المرة الأولى..
فتهاوى منك ذلك الجزء الذي لا ترممه الاعتذارات إلا بشق الروح، على ألا يعود من قضه، فكيف يعود عاقل لموضع زلته، وهو متيقن من أنها تقتل إذا فعل..
ومع ذلك، عادوا يا صديقي..
عادوا، فسقطوا في ذات الهاوية..
وربما عن عمد، كان السقوط في المرة الثانية..
فكيف تأمن ذلك الجانب، فتعري له ضعفك..
وكل ما فيك الآن ضعيف..
وهم يا عزيزي الآن..
في خانة الغرباء..
وإنك،،،،
حين طويت صفحة الليل وأنت تنتظر..
بلا أمل..
بلا جدوى..
وأذن الشوق، فتوضأوا بالغياب..
وأقيمت الأحلام مقام الصلوات..
فلم يؤدوها..
وما كان منهم إلا أن كفروا بها وراحوا..
مثل هؤلاء..
وإن عادوا..
كيف يدعون طهارة القلب؟!..
وهم غارقون حتى العمق..
في وزر الذهاب..
انتهى..