سَيَمُوتُ كُلُّ أقارِبِكَ أمامَ عَينِك !
فَغَضِبَ المَلِكُ غَضَبًا شَديدًا و أمَرَ بِحَبسِ المُفَسِّر، وَ طَلَبَ مُفَسِّرًا آخَرَ ، فَقَصَّ عَلَيهِ الرُّؤيَةَ فَقالَ لَهُ المُفًسِّرُ الثَّاني :
أيُّها المَلِكُ سَيَمُوتُ جَمِيعُ أهلِكَ أمامَك!
غَضِبَ المَلِكُ غَضَبًا أشَدَّ مِن غَضَبهِ الأوَّلِ وَ ما كانَ مِنهُ إلا أنْ أَمَرَ بِحَبسِهِ مَعَ المُفَسِّرِ الأوَّلِ ! وَ لمَّا أستَراحَ وَ سَكَتَ الغَضَبُ عَنهُ طَلَبَ مُفَسِّرًا ثالِثًا، فَلَمَّا حَضَرَ بَينَ يَدَيِ المَلِكِ وَ قَصَّ عَلَيهِ رُؤياهُ، ابتَسَمَ وَ قالَ :
رَأيتَ خَيرًا أيُّها المَلِكُ، سَتَكُونُ أطوَلَ أهلِكَ عُمُرًا !
فَفَرِحَ المَلِكُ ؛ وَ أَمَرِ لَهُ بِجائِزَةٍ !
وأَقُولُ عن هذهِ الحكايَةِ الًّتي تُبرزُ أَهميَّةَ ( الأُسلوب ) في خِطابِنا وفي مُراعاةِ مَشاعِر الآخِرينِ وفي طَريقَةِ طَرحِ أفكارِنا :
١. يا أَيُّها الأُسلُوبُ : أنتَ عَجِيبُ
إِذْ أنتَ تُخطِيءُ _ تارَةً_ وَ تُصِيبُ !
٢. بِبَلاغَةِ الأُسلُوبِ يُبدِعُ شاعِرٌ
فِي نَظمِهِ ؛ وَ يُجِيدُ فِيهِ خَطيبُ !
٣. ما أًروِعَ التَّركِيبَ في أَلفاظِهِ !
وَ النَّصُّ ما يَحلُو بِهِ التَّركِيبُ !
٤. وَصفًا وَ رَصفًا يَعتَنِي بِكَلامِهِ
ذاكَ الَّذي ما يَبتَغِيهِ أَدِيبُ !
٥. ذاكِ الَّذي ما يَستَمِيلُ عُقُولَنا
وَ إِلَيهِ تُجذَبُ ، في الخِطابِ، قُلُوبُ !
٦. تَتَطابَقُ الأَفكارُ في أَذهانِنا
لَكِنَّما يَتَبايَنُ ( الأُسلُوبُ )
الحكاية من التُّراثِ ، وَالأبياتُ الشِّعريَّة من نظمي.