استيقظت مبتسماً متفائلاً، لكن بابص لروحى فجأة لقتنى تخنت.. زعلت من المفاجأة وراحت فرحتي، لذا نظرت فى المرآة وقررت أن أواجه هذا الكرش الماثل أمامى بالحقيقة لعله يتعظ أو يرجع.
– أيها الكرش الرهيب، كسفتنى وأحرجتني، كيف وصلت لهذا المستوي، لقد جعلتنى أضحوكة وأشعر أن كل من يرانى يتغامز عليّ، وأكاد أسمع الأفواه تلوك فى منظرى وتقول: الراجل أبو كرش أهو !
– وإيه الجديد يعنى مانا على ده الحال من فترة طويلة وكل الناس واخدة بالها وانت الوحيد اللى عامل مش واخد بالك!
– يا كرشى قول كلام غير ده، ولما إنت شايف كل ده ليه مانبهتنيش؟
– ياما نبهتك، فاكر لما بتطلع السلم على رجلك، كل مرة أنبهك من أول سلمتين تلاتة. فاكر لما صحيت من النوم بالليل مش قادر تاخد نفسك، فاكر لما جريت وراء الاوتوبيس ملحقتوش ونفسك انقطع لولا الناس فى الشارع لحقوك بميه وعصير، ساعتها مصدقتش إنك أنت نفس الشخص اللى كنت زمان تنطلق زى السهم مفيش أتوبيس يفوتك، ياما نبهتك لكن انت اللى مكابر ومش عايز تعترف بسنك.
– لا بقى باقولك إيه أنا لسه صغير ومحدش أصلاً بيشوفنى بيدينى سنى الحقيقى وكمان أنا من جوايا حاسس إنى فى العشرينيات.
– يا إتش مايصحش كده، أنت مش شايف شكلك بقى عامل ازاي؟!
– ماهو انت السبب عشان مصمم تتمدد كل يوم قدامى بالشكل ده وبعدين كام مرة أقولك نبدأ ريجيم بجد وتخلينى أضعف؟
– أنا ولا إرادتك الضعيفة هى السبب ؟!
– بالعكس بقى أنا إرادتى قوية، تنكر إنى بقالى سنتين تلاتة باشرب الشاى من غير سكر؟
– وايه الفايدة وأنت ممكن بعد الشاى تقوم وحدك بنص صينية بسبوسة؟!
– يا جدع السكر اللى اتطبخ جوه أى حاجة مفيش منه قلق، غير السكر اللى بيتحط فى الشاى والمشروبات.
– طب وكمية العيش والرز اللى بتاكلها كل يوم، ولو فيه حتتين مكرونة على صوباعين تلاتة محشى مايضرش.
– دى مجرد عينات من ساعة ماقررت أعمل دايت ؟!
– انت بتضحك على نفسك ياصاحبي، يا راجل انت كل يوم تقريباً بتنوى الرجيم لكن مع أى أكلة حلوة تضرب بالقرار عرض الحائط وتأجله لبكرة، صح ولا أنا باتبلى عليك؟!
– واضح إنك عايز تقلب الترابيزة عليا، وبتطبق معايا نظرية الهجوم خير من الدفاع.
– أبداً أنا بس بدأت أتعب من حركة الشفط اللى بتعملها وبيتهيألك إنك لما تشفطنى وانت ماشى يبقى محدش هيشوفنى والناس تفتكرك من غير كرش يابو كرش!
– وبعدهالك بقى اتلم أحسنلك!
– نفسى والله أتلم لأن طول مانا كده شكلك وحش أوي.
– عموما لو تاخد بالك أنا بقالى شهرين تلاتة بطبق المثل الإنجليزى اللى بيقول إنقض على إفطارك وقاسم جارك غداءك وتنازل عن عشائك لعدوك!
– فين ده ياحاج أنا شايفك بتنقض على كل الوجبات لما خلاص أنا قربت أفطس.
– خلاص خلاص متزعلش كنت هتنسينى أقولك قصيدة الغزل المعمولة عشانك،اسمع ياسيدي:يقولون كرشى كبير وأنا أطير كالعصافير ،فلا تزعل ياكرشى فأنت أهم من أى شيء !
(أخذت اردد الشطر الأخير بسرعة وبصوت مرتفع حتى استيقظت على كوع من زوجتى تقول لى قوم اشربلك بوق ميه،وفى هذه اللحظة أدركت أن الكرش لم يعد قاصراً على بطنى بل امتد لكل جسمى خاصة أن زوجتى أردفت قائلة: شكلك عندك (كرشة) نَفْس!!)