الاخبارية – وكالات
قال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني يوم السبت إن 18 فلسطينيا قتلوا في غارات جوية إسرائيلية في مدينتي رفح ودير البلح، وهما آخر ملاذين بقطاع غزة لم ينشر فيهما الجيش الإسرائيلي قواته، مما زاد مخاوف السكان من توسيع إسرائيل نطاق عمليتها البرية.
وأضاف مسؤولو الصحة أن 14 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح، حيث يعيش أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة حاليا بلا مأوى.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق حتى الآن.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن القوات ستتقدم الآن نحو رفح على الطرف الجنوبي لقطاع غزة.
ووصل عشرات الآلاف إلى رفح في الأيام القليلة الماضية حاملين أمتعتهم في أيديهم ويجرون الأطفال على عربات منذ شنت القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي واحدة من أكبر هجماتها في الحرب للسيطرة على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة.
وقال أحمد بسام الجمال، الذي قُتل ابنه في الهجوم، “مش شايف قدامي الدنيا سودا سودا ومش شايف ولا حاجة وغبرة ووساخة، بحسس إني أشوف وين جوالي، بدي أدور على كشاف إني أشوف وين أولادي بدور على ولادي لقيتهم مدفونين”.
وأضاف وهو يودع ابنه في المستشفى “الناس جم ساعدونا بارك الله في الناس. طلعت أول واحد يامن هو اللي مبين كان الوحيد فيهم والباقي كله تحت الردم. طلعوا يامن وإيلين وسيلا وطلعوا أمهم بدور على بسام مش لاقيين بسام، بسام مدفون مالحقنهوش والله ما لحقنا، الحمد لله”.
وفي مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة حيث يتركز ثاني أكبر عدد من النازحين، قال مسعفون إن أربعة أشخاص قتلوا في غارة جوية على منزل في وقت سابق يوم السبت.
وفي مدينة خان يونس المجاورة قال سكان إن الجيش فجر منطقة سكنية بالقرب من وسط المدينة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن القصف الإسرائيلي العنيف في محيط المستشفيين الرئيسيين في المدينة لا يزال يعوق أنظمة الرعاية الصحية ويعرض حياة العاملين والمرضى والنازحين الذين فروا إلى هناك للخطر.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الجمعة أن أربعة أشخاص قتلوا عندما أطلقت قوات إسرائيلية النار على مستشفى الأمل.
وفي مدينة غزة قال سكان ومسلحون إن القتال مستمر مع القوات الإسرائيلية. وذكر مسؤولو الصحة أن شخصين قتلا بنيران القناصة. ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات اعتقال في حي تل الهوى بجنوب مدينة غزة.
وشنت إسرائيل حربا على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنه مسلحو الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة في غزة وفقا لإحصاءات إسرائيلية. ولا يزال أكثر من 100 من الرهائن محتجزين في القطاع.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يسعون إلى القضاء على حماس وإعادة الرهائن، وكثير منهم من النساء والأطفال. وتعهدت حماس بدورها بتكرار هجماتها التي شنتها في أكتوبر تشرين الأول.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن إجمالي عدد القتلى المؤكد تجاوز 27 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب من بينهم 107 قتلى سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة مع مخاوف من وجود آلاف آخرين تحت الأنقاض.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين في شمال غزة.
وأضاف “خلال غارات استهدفت شمال ووسط قطاع غزة على مدار اليوم الماضي، قتلت قوات الجيش الإسرائيلي عشرات الإرهابيين ودمرت العديد من قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات”.
وذكرت حركة حماس والجهاد الإسلامي وجماعات مسلحة أخرى أصغر في بيان منفصل أن مسلحيها خاضوا معارك ضارية مع الجيش الإسرائيلي في شمال وجنوب قطاع غزة.
وقال مسؤول من إحدى الجماعات المسلحة الفلسطينية “كل ما طال وجود قوات الاحتلال على الأرض كل ما صار أسهل نوصل لهم”
وأضاف في تصريح لرويترز “بيرتقي شهيد، بيجي غيره بياخد مكانه وبيحمل البندقية، إحنا على استعداد نقاتل لأشهر طويلة”.
وعندما سُئل عن تصريحات إسرائيل بأنها قتلت 10 آلاف مسلح، رد قائلا “هاد للاستهلاك المحلي، خيال يعني”.
* اقتراح الهدنة
ينتظر الوسطاء رد حماس على الاقتراح الذي تمت صياغته الأسبوع الماضي مع رئيسي المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ونقلته مصر وقطر، وهو الأول لهدنة طويلة في الحرب. ولم يتضح متى سيزور قادة حماس القاهرة للرد.
والهدنة الوحيدة التي تم الاتفاق عليها لم يزد عمرها عن أسبوع واحد فقط في أواخر نوفمبر تشرين الثاني، عندما أطلق المسلحون الفلسطينيون سراح 110 من النساء والأطفال والرهائن الأجانب في مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يقود المفاوضات مع قطر ومصر يوم الجمعة إنه تحدث مع زعيم حركة الجهاد الإسلامي وزعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لبحث اقتراح وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان صادر عن حماس أن المباحثات شددت على ضرورة أن “تفضي أي مفاوضات إلى إنهاء العدوان كليا وانسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال كافة متطلبات الحياة لشعبنا وإنجاز صفقة تبادل متكاملة”.
وتقول إسرائيل إنه يجب القضاء على حماس قبل أن تسحب قواتها من غزة أو تحرر الرهائن.